علي نعمان المقطري / لا ميديا

من الدريهمي إلى (كيلو 16) طريق فُرش بجثامين المرتزقة الانفصاليين السلفيين الذين دفعت بهم الإمارات العدوانية الأمريكية بقيادة قائد قوات المنطقة المركزية الأمريكية الجنرال الذي حضر بنفسه إلى مقر قيادة العدوان على الأرض على الساحل الغربي في البريقة في السابع من سبتمبر الفائت، بعد أن أمضى الأيام السابقة يدير المعار ك من قيادة الأسطول الأمريكي في باب المندب وخليج عدن. 
وقد أعطى هذا الإقرار العلني بتدخل أمريكي مباشر لقيادة الهجوم على الساحل باتجاه الحديدة انطباعاً بائساً عن مدى المأزق الذي وصل إليه العدوان وهجومه الفاشل على الساحل منذ ثلاثة أشهر، إضافة إلى ثلاثة أعوام عجاف، كما يلفت الانتباه إلى أن الهجوم الفاشل قد سبق موعد انعقاد مشاورات جنيف الثالثة التي كانت مقررة في السادس من سبتمبر الفائت، وهو اليوم الذي كان فيه الهجوم على (كيلو 16) في أوجه، والهزيمة في أوجها أيضاً. 
 
هجوم فاشل جديد
بعد أن قضى العدو شهر يوليو الفائت كاملاً وهو يحاول استعادة السيطرة مجدداً على التحيتا التي كان قد أعلن احتلالها نهاية مايو الماضي بدأ محاولة اختراقه الكبير على الساحل باتجاه الحديدة ومدن الساحل الشرقية الشمالية للساحل الغربي جنوب الحديدة. وكان شهرا يونيو ويوليو الفائتان شهري الاختراقات الميتة والتراجعات والحصارات المدوية للعدو على الساحل الغربي، بعد أن دفع بأكبر كتلة بشرية عسكرية من قواته ومرتزقته إلى المحرقة الكبيرة التي أعدها طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وبلغت خمسين لواء برياً وبحرياً وجوياً من مرتزقته من مختلف الألوان بقيادة أمريكية إسرائيلية مباشرة ومشاركة فرنسية بريطانية مباشرة أيضاً. 
كما أنه دفع بألوية جديدة إلى محارق الساحل، وأهمها ألوية عفاش العشرة وألوية العمالقة السلفية الإثنا عشر وألوية سودانية وأفريقية ومحلية وهادوية تصل إلى حوالي 5 ألوية. وفي البحر تركزت مجموعة من الألوية كثيرة العدد والعدة تصل إلى ما بين (10 – 15) لواء متنوعة الجنسيات تترصد فرصة للانقضاض على الحديدة مباشرة من البحر ومن الجو ومن البر الجنوبي والشمالي للميناء، والحصيلة كانت:
1ـ تعرض أغلب ألوية العمالقة للتدمير والحصار والتقطيع عبر الساحل على امتداد 80 كيلومتراً من جنوب التحيتا إلى شمال الدريهمي. 
2ـ تواصل إغارات الجيش والأنصار على مواقع العدوان المخترقة المحاصرة في الفازة والجاح والسوق والتحيتا والدريهمي والنخيلة والمجيليس وحيس. 
3ـ محاولات متكررة لاختراق الحصارات المضروبة من الشمال والشرق والجنوب دون فائدة سوى المزيد من النكسات للعدو الغازي. 
وخلال شهري يونيو ويوليو الفائتين تم تدمير أكثر من ألف مدرعة وآلية، وأكثر من عشرة آلاف قتيل وجريح، ومحاصرة عدد من الألوية الاختراقية التي تسربت إلى الساحل الغربي وتوزعت في الفازة والتحيتا والجبلية والمجيليس والنخيلة والجاح الأعلى والأسفل والطائف والدريهمي. وطوال أغسطس الماضي أراد العدو تركيز هجومه باتجاه الدريهمي ومركزها. بعد فشله في السيطرة على مناطق التحيتا ومحيطها وتعرضه للكثير من الخسائر والنكسات. 

محاولات الالتفاف على المطار 
في مطلع سبتمبر الماضي أراد العدو توجيه اختراقاته للالتفاف على المطار مجدداً نحو (كيلو 16) التي فشل فيها قبل شهرين وخسر فيها عدة ألوية بعد أن استدرجه الجيش والأنصار إلى داخل مدرج المطار من جهة الجنوب الغربي واشتبك معه مباشرة بتلاحم ضارٍ لم تشهده الحرب من قبل، قتال لا يعرف الرحمة، حيث تم تدمير قوة لواء مدرع عمالقة بكامله تقريباً بعد أن شنت مجموعة ألوية هجوماً اقتحامياً مدعوماً من الجو والبحر بمئات الغارات الصاروخية لتغطية الهجوم العدواني، غير أن تكتيك أبطال الجيش واللجان الشعبية كان فعالاً وفتاكاً إلى درجة أذهلت ترامب نفسه، والذي علق في عدة مناسبات حول مجريات الحرب العدوانية ومقاومتها بأنه لا يتدخل بقواته مباشرة في الحرب، وأنه سبق أن حذر التحالف من فشل الهجوم العدواني على الحديدة كما حذر من خسائره ونتائجه المأساوية، ثم أخيراً يصرح بالأمس بعد فشل الهجوم الأخير نحو دوار (كيلو 16) أنه يرى حرب اليمن لغزاً لا يمكن فهمها، وأنها أحجية وطلسم لا يمكن فهمه أو النجاح في حله. كان يصارح الصحفيين الذين حاولوا بأسئلتهم فضحه وإحراجه. وفي كل الأحوال فإنه في إجاباته الأخيرة بالأمس اعترف بالهزيمة واستحالة تحقيق الأهداف في احتلال الحديدة، وهو إذ يعترف بوضوح فإنه أراد تغطية المناورات الجديدة التي يعد لها العدوان حول الحديدة بعد أن كابدت قواته المزيد من الانكسارات والهزائم. 
التمهيد بسحب قوات من جميع الجبهات الأخرى نحو الساحل وتصعيدات معارك الجنوب الغربي تغطي بمناورات الشمال الشرقي والشمال الغربي في مطلع الشهر الجاري جمع العدوان المزيد من ألوية المرتزقة عبر البحر والجو والشريط الساحلي الغربي بعد أن أعد لهذه المعركة طويلاً وتقريباً طوال الأشهر الثلاثة المنصرمة ويحضر لها تحت غطاء هجماته على مناطق جنوب الحديدة والتحيتا، بينما كان الهدف الرئيسي المخفي هو في شمال شرق الدريهمي، أي حول المطار.