يوسف صلاح الدين / لا ميديا

الإمارات باعت أحذيتها في تعز للإصلاح، بتوافق مع السعودية، لكن الحذاء عبدالله نعمان أجبن من أن يسخط على أربابه من غلمان نهيان وسعود، ولمواربة جبنه وخسته هذه يذهب لاستعراض عضلاته اللسانية على إخوته في العمالة الإصلاحيين، فيخلع عليهم صفة "الحشد الشعبي"... وهؤلاء الأخيرون أحط من أن يبلغوا مجتمعين قدر شراك نعال مجاهد في الحشد العراقي البطل، لكن كيل هذا الشرف العظيم للإصلاح الذي ليس أهلاً لأن ينوء بنقير منه، هو إقرار ضمني من نعمان بداعشيته وداعشية من ينافح بمؤخرته ولسانه عنهم من جرذان ومسوخ أزقة وجحور الوهابية السعودية، فالحشد الشعبي هو من حمل شرف تطهير أرض الرافدين من رجس دولة الخلافة الصهيونية، بينما تناحر الإصلاح مع أبو العباس هو تناحر فردتي حذاء في قدمي تحالف الاحتلال خدمة لمشروعه، ولا شرف فيه لمقتول على قاتل ولا لقاتل على مقتول.
بالأمس القريب كان عبدالله نعمان يتمسح بأحذية الإصلاح وعلي محسن في موفنبيك، ويعمل صبياً مأبوناً لهم مهمته تعطيل الحوار بالضجيج والجلبة والشغب، وكان الخونجيون يدفعونه كمومس وحمالة حطب لرمي القاذورات والقمائم في طريق مهدي المشاط، ونقلِ أحاديث ملفقة عنه لإعلام البترودولار كقول نعمان: "نحن لا نقبل حواراً تحت تهديد بندقية المشاط". واليوم فإن الحذاء اللاعب دور الحر بالأمس يرزح تحت أحذية أحذية الإصلاح وأبوالعباس، ومن فوقهم غلمان البترودولار، ولا ينتابه شعور بالإهانة والحرج، ولا تستفز ركلات غزوان نخوته، فإذا هاج وانتخى ففي خدمة أربابه لا خروجاً على طوعهم، ينتخي ويهيج ويستدعي طواحين هواء إيرانية مجوسية يتهمها بالوقوف خلف غزوات الإصلاح على أوكار وأزقة (أسماخه وفتواته) من دواعش التحالف أصحاب الرصيد الوافر في سحل وسلخ وصلب الجثث، والذين يموؤون اليوم مواء القطط مستغيثين النجدة بلا كرامة ولا رجولة..
صهير أبي العباس اعترف أمس الأول بشرف خصومة «الحوثي» معهم وقال: «والله ما اطلق على المنازل والبيوت طلقة قناص واحدة وإنما كان يستهدف المقاتلين في الجمهوري والسواني والشيباني وفي اماكن التواجد العسكري.. الحوثي خصم شريف».
ليت المسخ نعمان، وهو أمين عام حزب يسمى "التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري"، ليته يمتلك مثقال جرأة "بائع الطرمبة" السلفي رضوان الكواتي، في مقاربة المآل الذي وقع فيه كلاهما كنتاج طبيعي للعمالة... لم يقرأ الكواتي "نظرية الثورة العربية" ولا إصدارات "مركز دراسات الوحدة العربية" ومنشورات "دار رياض الريس"... كان بائعاً شريفاً للحلويات في "باب موسى"، وقع ضحية تواطؤ وخيانة النخب اليسارية والقومية لقضايا شعبها وحزازاتها القروية المغلفة بتجريد أيديولوجي ووضاعة وضآلة ذات واتصال إباحي سري مع كواليس السلطة... كمئات الآلاف من الشباب في اليمن، لم يصادف رضوان الكواتي مشروعاً وطنياً في فضاء مدينة تزعم أنها عاصمة للثقافة والتمدن، حتى يلتحق به ويتتلمذ على يديه، وعوضاً عن ذلك وجد أن كل الطرق تؤدي إلى الوهابية ومشائخها التكفيريين من "حافة الميدان في تعز إلى معبر ذمار ودماج صعدة ومعاهد الإخوانجية المتصفة زوراً بالعلمية ومراكزهم الاستقطابية المتلطية خلف ذريعة تحفيظ القرآن"...
ولأن أحزاب اليسار والقوميين لم تكن أقل تخلفاً وانحطاطاً من أقبية الوهابية الإخوانجية، انتهى الحال برموزها الأدعياء جنباً إلى جنب مع رضوان الكواتي وأبو العباس وغزوان المخلافي وصعاليك "الضبوعة وحافة الميدان" ولواطيي وشذاذ الشوارع الخلفية لجمهورية الديوان الملكي في قبو ارتزاق وعمالة وسمسرة واحد، لا فضل فيه لشعر ياسين سعود نعمان الأبيض على لحية "الزنداني وصعتر" المدبوغة بالحناء، ولا وزن لشهاداته العليا في ميزان بورصة الروث والقار.. واتضح أن "البيان الشيوعي" ليس إلا نسخة منقحة واختزالية من "الأصول الثلاثة لمحمد عبدالوهاب" و"المصطلحات الأربعة للمودودي"!