حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

من رحابه القُدسي، يقابلك بوجه بشوش ممتلئ بالعزة والكرامة. يتحدث بحماسة، وتظهر قسماته حاملة الكثير وهي تحمل الكثير من هموم الوطن.
بدأت نجوميته من ملاعب كرة القدم، وانتهت في جبهات العزة والكرامة، دفاعاً عن وطن هو بيته وملعبه الأول.
 كيف بدأت مع هوايتك الأولى؟
- عندما كنت في الـ7 من عمري بدأت ممارسة كرة القدم مع فريق النجوم (فريق الحارة) بحي "بيت معياد"، وعندما كنت في سن الـ14 طرح علينا الصديق الكابتن علي عسكر (حالياً هو مساعد مدرب نادي العروبة) فكرة الالتحاق بنادي شعب صنعاء. التحقت مع زملائي اللاعبين ضمن فريق النجوم بنادي الشعب، ولعبنا ضمن فريق سن 14 سنة الذي كان يدربه الكابتن القدير علي عنتر. بعدها بفترة قصيرة قام الكابتن علي عنتر بتصعيدنا لفريق سن 16 سنة الذي كان يتولى تدريبه الكابتن محمد عوفان، ولعبنا بجوار نجوم الفريق الشعباوي رمزي عقلان وعبدالرحمن أبو بادي وعلي عسكر والهمداني وغيرهم من لاعبي ونجوم شعب صنعاء.

 كيف بدأت حالة العشق الكروي لديك؟ 
- منذ لحظة دخولي بوابة نادي شعب صنعاء.

 ما هي الذكرى المميزة لك خلال فترة لعبك مع الشعب؟ 
- عندما حملت كأس الاتحاد للفئات العمرية وسط منافسة قوية من أندية أمانة العاصمة، كان أبرزها فريقا الأهلي والوحدة.

 من الرياضي الذي أخذ بيدك خلال فترة لعبك للكرة؟ 
- الكابتن علي عسكر له فضل كبير جداً عليَّ، وكذلك تدربت على يد الكابتن الكبير باسم عبدالحفيظ واستفدت منه كثيراً.

 وماذا عن مشاركاتك المدرسية؟ 
- لعبت ضمن منتخب مدرسة الشهيد الديلمي في البطولات المدرسية، ولي فيها الكثير من الذكريات الرائعة.

 لماذا انقطعت فجأة عن ممارسة الركض خلف الكرة رغم إشارة الكثير لك بمستقبل رائع؟ 
- عندما كنت ضمن الفريق الثالث لفريق شعب صنعاء تعرضت لإصابة بالغة في الركبة، وبعدها بدأ ضغط والدي وإصراره على أن أترك الكرة، وكان الجانب الديني مطلبه الأول تجاهي على حساب الجانب الرياضي، وهذا ما جعلني أترك الملاعب سريعاً. كان والدي شيخاً متصوفاً وأراد أن أكون صورة أخرى منه.

الشعب الصنعاني.. بيتي الأول
 لكنك كما عرفت مازلت تتواصل مع ناديك؟ 
- لم أنقطع أبداً عن شعب صنعاء، ودائماً أتواصل مع الكابتن الكبير محمد حسين الحميقاني ونتحدث عن أمور النادي. منذ فترة بسيطة حصلت مشاكل في النادي تمثلت بمحاولة بعض اللاعبين والإداريين الإطاحة بإدارة النادي الحالية. اتصل بي الكابتن باسم عبدالحفيظ وطلب مني الحضور للنادي وأخبرني بأنه إن كانوا يريدون الإطاحة بالإدارة فلتكن ولكن عن طريق اللوائح والأنظمة وإجراء الانتخابات، حتى لا تكون الأمور فوضى ويكون نادينا هو الخاسر الأكبر. اقتنعت بصوت العقل للكابتن باسم وبدأت بالتحرك مع بقية زملائي لوضع حد لهذه التحركات وطالبنا أصحاب فكرة الانقلاب على الإدارة بأدلة على اتهاماتهم للإدارة وأقنعناهم بأن الجمعية العمومية لها القرار الفصل... وهكذا كانت عودتي مرة أخرى لبيتي الأول الشعب.

 بمن كانوا يريدون أن يطيحوا؟ 
- بإدارة الدكتور يحيى الشعيبي.

 كيف كان الشعيبي خلال ترؤسه لنادي شعب صنعاء؟ 
- هو مازال حتى اليوم رئيس نادي شعب صنعاء، رغم أنه خارج الوطن منذ بدأ العدوان السعودي الأمريكي على البلاد. بالنسبة للدكتور الشعيبي هو عاشق للنادي حتى النخاع، وله دور رئيسي في تطوير النادي وبالذات إنشاء الملعب والصالة الرياضية والمقر الإداري.

 إذن كيف يُدار النادي والرجل خارج الوطن في ظل هذه الظروف؟! 
- حالياً القائم بأعمال رئيس النادي هو الأستاذ محمد القدسي.

 هل عُرض عليك منصب إداري في النادي؟!
- أنا ابن النادي وعاشقه، ولا يوجد لديَّ عداوة مع أحد، وموقفي يتبلور بالحفاظ على النادي ورأب أي يصدع يتهدده.

 وإن عُرض عليك؟!
- حتى الآن لم يُعرض عليَّ، وإذا عرض فلكل حدث حديث.

حالة عشق أبدي
 هل مازلت تتابع المباريات؟ 
- نعم، وبالذات أتابع مباريات منتخب اليمن للناشئين، فتشكيلتهم ممتازة واختيارهم موفق. كذلك أتابع منافسات الدوري التنشيطي لكرة القدم وشجعت بقوة فريقي شعب صنعاء في هذه المنافسات بقيادة المدرب محمد باناجة الذي استطاع أن ينقل الفريق بشكل نوعي وفجر مواهب اللاعبين على أرض الواقع، وكان على فريقنا أن يحقق التأهل للنهائيات لولا الأخطاء الفردية من بعض اللاعبين. كما أتابع مباريات المنتخب الوطني الأول.

 ما رأيك بالمنتخب الأول؟ 
- خلال بطولة غرب آسيا لكرة القدم التي جرت على أرض كربلاء المقدسة ظهر هذا المنتخب بشكل جيد، وكان تطوره تصاعدياً، وذلك من خلال الأسماء الجديدة، لكن تظل مشكلة الإمكانيات هي العائق الأول دوماً.

 ما هي مشكلة كرتنا في الأساس؟ 
- هي إدارية بشكل رئيسي. في كرتنا لا يتواجد الرجل المناسب في مكانه الأنسب، فالإدارة على مستوى الأندية والاتحاد العام هي بيد من ليس لهم علاقة باللعبة من مشائخ وعسكريين.

 كيف هي علاقتك بمجريات البطولات العالمية؟ 
- أنا عاشق كبير لنادي ريال مدريد الإسباني منذ عام 2002، كما أشجع وأفضل المنتخب الأرجنتيني.

رياضيون ضد العدوان
 ما هو شعورك تجاه العدوان على الرياضة والوطن عامة؟ 
- لدي موقف كبير من هذا العدوان الكوني الأرعن على وطني. هذا العدوان استهدف كل ما هو جميل في اليمن من ملاعب وصالات وأندية رياضية وارتكب مجازر بشعة بحق النساء والأطفال، فعندما يستهدف العدوان شريحة الرياضيين وبقية الشرائح المدنية ويدمر البنية التحتية لليمن فإنه يظهر بشكله الحقيقي البشع والحاقد على كل الشعب اليمني عكس ما يدعيه إعلامه وأبواقه الكاذبة.

 ما هو تفسيرك لتحرج وحياد وخوف الكثير من الرياضيين من إثارة مسألة العدوان على وطنهم؟ 
- ربما هذا ناجم عن مواقف حزبية لبعض الرياضيين واتخاذهم لهذا الموقف السلبي من أجل حنقهم من قتل وخروج فلان من المشهد كان حاكماً أو مسؤولاً في وقت سابق. كما لا يدرك بعض الرياضيين اليمنيين حقيقة العدوان على بلدهم وما يشكل من خطورة كبيرة على الرياضيين قبل غيرهم.

 لكن في المقابل هناك رياضيون قدموا أرواحهم في سبيل الوطن؟ 
- نعم هناك العديد من الرياضيين الذين التحقوا بجبهات العزة والكرامة وقدموا أرواحهم في سبيل الله والوطن، منهم أخي وصديقي لاعب فريق شعب صنعاء عبدالجبار الإدريسي، وكذلك كابتن فريق وحدة عمران محمد الوادعي، اللذان استشهدا في جبهة الساحل الغربي، واستشهاد بطل اليمن في المصارعة إبراهيم الردمي في جبهة نهم، وغيرهم من الأبطال الذين ارتقوا بأنفسهم من أجل شعبهم ووطنهم وغلبوا الجانب العام على الشخصي.

 كذلك هناك محاولات فردية أخرى من رياضيين للوقوف في وجه العدوان؟ 
- ملاحظتي انصبت حول قيام الكابتن باسم عبدالحفيظ العريقي بجملة "فكوا الحصار عن مطار صنعاء"، وذلك من أجل المرضى وإدخال الدواء، وهذه الجملة كانت من هامة رياضية كبيرة استشعرت فيها أن الرياضي اليمني مازال يحمل هموم شعبه ووطنه ويحاول قدر الاستطاعة إعانتهم ولو بالكلمة، كما أقدر جهود الأمين العام لنادي شعب صنعاء الأستاذ خالد المقطري والمدرب عارف اليوسفي بحشد لاعبي ومحبي النادي في مسيرة ذهبت إلى ساحة السبعين بالعاصمة في مناسبة العام الرابع من الصمود بوجه العدوان وتقديمهم لرسالة الرياضي اليمني تجاه هذا العدوان البغيض.

 هل فكرت أن تذهب لقتال العدوان في الجبهات؟ 
- كثيراً جداً حاولت أن أحمل بندقيتي وأذهب للجبهات. أتمنى أن أكون مرابطاً في جبهات العزة والكرامة، لكن ارتباطي بالجامع كخطيب وإمام وقيم هو الذي غلب. حالياً أعمل بالجانب الوعظي والإرشادي للناس، كما أعمل كمرشد ثقافي لمنطقة بيت معياد مديرية السبعين، وأدعوا الناس وأحثهم على رفد الجبهات والوقوف بوجه هذا العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.
والحمد لله ساهمت برفد الجبهات بالرجال ومازلت مع إخواني المجاهدين نعمل على هذا الأمر، وإن شاء الله وفي أقرب فرصة تكون ملائمة سأذهب لأقبل أقدام المجاهدين وسأرابط في الجبهات.

 كيف ترى الأحداث الأخيرة التي يقوم بها تحالف العدوان والرد اليمني عليه؟ 
-  هذا ما أمرنا الله به، "فمن اعتدى عليكم، فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، هم قصفوا بصواريخهم وطائراتهم النساء والأطفال والمنشآت، ونحن بحمد الله وعونه استطعنا صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة وقصفنا منشآتهم الحيوية، رغم اختلاف موازين القوة إلا أننا أرعبناهم وهم في قصورهم.
5 رسائل باليستية
 رسائل لمن تقدمها؟ 
- الأولى: لمن يمثلوننا في المحافل الرياضية الدولية: أنتم جزء لا يتجزأ من الوطن، عليكم تشريفنا وإظهار مظلوميتنا وفضح العدوان علينا.
الثانية: للسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: ندين بالفضل لك بعد الله عز وجل في استقلالية وطننا من الوصاية عليه وتحرير هذه البلد من العابثين به.
والثالثة: لرجالنا الأبطال في الجيش واللجان الشعبية: لولا مرابطتكم في جبهات العزة والكرامة أيها الأبطال ما كنا سنعيش في أمان مستتب.
والرابعة: للشعب اليمني: أنت شعب الإباء والصمود في وجه العدوان والحصار المطبق جواً وبراً وبحراً، ورغم ذلك مازلت ترفد الجبهات بالرجال والمال و"هيهات منا الذلة".
والخامسة: لصحيفة "لا": أنتِ طلقتنا وصوتنا المكلوم في وجه كل ظلم يواجهنا، وأثمن أقلامكم العاملة كجبهة ووحدة باليستية في وجه العدوان على اليمن.





بطـــاقـــــة
طه ناجي عبده الصبري
- مواليد محافظة تعز عام 1976.
- متزوج ولديه 3 أولاد.
- حاصل على شهادة الثانوية العامة.