استطلاع برسم ليلة الـ 26 من مارس 2015
ماذا إذا أحرقنا أرامكو قبل 5 أعوام كأمنية مستحيلة حينها؟.. أسئلة مجنونة

غازي المفلحي/ لا ميديا -
فكرة: وليد المتوكل
ماذا لو أخبرناك في ثالث أيام العدوان، والطائرات المعادية تقصف كل مكان وأصواتها تدوي على مدار الساعة، والتحالف يستعرض قوته على اليمن المغدور ويعلن إحكام حصاره ويتبجَّح بنهاية وشيكة لليمن وحرب خاطفة يتوج فيها التحالف -وعلى رأسه السعودية- بطلاً، وقلنا لك:سيصبح معنا طائرات بدون طيار وصواريخ نقصف بها مطارات دبي وأبوظبي والرياض وأغلب قواعدهم العسكرية ومنشآتهم النفطية، وسنوجه ضربات مدمرة للسعودية يتحدث عنها العالم بأسره وتصيب المملكة بالشلل، وأننا سنصمد لأعوام طويلة وفي كل عام نزداد قوة، والتحالف سيتمزق وتخرج أغلب الدول منه ويتقاتل مرتزقته وينقلب التحالف على الشرعية المزعومة، وستصبح قطر وقناتها «الجزيرة» ضد التحالف، وسيطاح بأسماء بارزة كمحمد بن نايف وعمر البشير، ويزج بأحمد عسيري في السجن ويسجن رجال دين سعوديون مباركون لكل أفعال سلمان وابنه، وستتناحر الماكينة الإعلامية للتحالف الذي لن يتبقى منه سوى الإمارات والسعودية العاجزتين عن مواجهة قوة اليمن المتصاعدة، فماذا سيكون ردك؟!
«لا» أجرت استطلاعاً بخصوص هذا الموضوع، فكانت التفاصيل التالية:

تاريخ مجيد وإسناد إلهي
الكثير من اليمنيين جاء ردهم ومن منطلق إيمان لا حدود له بنصر الله وصمود اليمنيين، فالبعض استند في إيمانه بالنصر إلى الثقة بالوقوف الإلهي إلى جانب اليمنيين المظلومين، وبكيان الإنسان اليمني الحر الشديد وقت المحن. أمين الجرموزي مثلاً قال: «كنت أعرف ومتأكداً أننا لن نستسلم ولن نخضع مهما كان، لمعرفتي بطبيعة الإنسان اليمني، الذي لا يمكن أن يقبل بالإذلال والخضوع حتى وإن لم يجد ما يسد به رمقه. أما أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم فلم أكن أتوقع ولا حتى 10? مما تحقق لنا بفضل الله، حتى المنطق البشري بعيد عما أنجزناه، وهذا بفضل التأييد الإلهي أولاً، وبفضل مظلومية قضيتنا ثانياً، وبفضل التفافنا حول قيادتنا الحكيمة وصمودنا وصبرنا منقطع النظير وبشهادة الكون». ويتفق مع هذا الرأي عرفات شروح الذي يقول: «حقيقة، لم يكن أحد يتوقع التطور العسكري الذي وصل إليه الجيش اليمني بعد قرابة 5 أعوام من العدوان. وجواب أي شخص آنذاك بالتأكيد سيكون بالنفي، نظراً لحالة التفكك التي كان يعيشها الجيش اليمني، والمؤامرة الخليجية لتدميره، وخضوع القيادة السياسية آنذاك خصوصاً في مرحلة ما قبل العدوان، وإن كان هناك تأكيد على قدرة الشعب اليمني على الصمود ومقارعة العدوان ودحره، نظراً لتاريخه الناصع في هكذا مواقف».
«التطور والإنجاز العسكري اليمني يعود إلى التوافق والتكامل بين القيادة الثورية والسياسية والعسكرية، والإصرار اليمني على مواجهة المؤامرة التي تحاك ضد بلادنا. وبنعمة هذا التوافق والإصرار في ردع المعتدي تحقق كل هذا الإنجاز الذي بات حديث الصحافة والقادة السياسيين في الإقليم والعالم»؛ ذلك ما قاله وليد الشريف، مضيفاً: «لو كنت في أول أيام العدوان وسألتني عن توقعاتي لما سيحدث، كنت سأرد بأني أؤمن بوعود الله بأنه سيهيئ الأسباب وسيخلق لنا ثغرة نصر ستتسع لتعلن جلياً أن القوة لله جميعاً وستعزز تلك الثغرة إيمان كل من أوجس خيفة وتزعزعت ثقته بنصر الله ووعده. ولكن لن أنكر أن هناك شكاً كان سيساور خاطري، ولم أستطع أن أجزم بأننا سنصل إلى ما نحن عليه الآن من تطور عسكري، فلم أكن أطمع بأكثر من نصر يتحقق بفضل صمود أبناء اليمن، أو سلام مشرف يأتي بصلابة مجاهدينا ورجال جيشنا واللجان الشعبية الذين سيرغمون العدو على التفاوض ولو بتقديم بعض تنازلات من قبل طرفنا الوطني».
ويستطرد الشريف: «لكن ما حدث فاق توقعات الكل وتجاوز كل المعايير، فشعب أعزل تعرض لتدمير كل ما فيه من قوام عسكري وسلاح استطاع صنع المستحيل وتعدي كل حسابات المنطق والعقل وخلق توازن ردع لم يكن في الحسبان، جعل الدويلات الباغية والمعتدية تبحث عن سلامها وأمنها والخروج من ورطة الحرب على اليمن».
ويؤكد ذلك أيضاً عمرو السماوي قائلاً: «معادلة النصر لا تقاس بالقوة والعتاد، بل تقاس بمدى صلابة المقاتل في الدفاع عن بلده وإيمانه الجازم بقضيته، فمنذ اللحظات الأولى للعدوان كنا مدركين أن النصر حليفنا والتحالف إلى زوال، ناهيك عن أن اليمن مقبرة الغزاة، والشواهد التاريخية كثيرة، فنحن اليمانيون أُباة لا نقبل الضيم».

«المسيَّرات» المستحيل الذي تحقق
أما أحمد القانص فهو من الذين آمنوا بحتمية النصر اليمني باعتباره استحقاقاً لشعب عظيم أبي ومظلوم، حيث قال: «كنت مؤمناً بالنصر اليمني، وفي كل ليلة كنت أترقب متى سيأتي، وكنت أتخيله في كل لحظة، لكني لم أعرف كيف ستكون التفاصيل، لذلك لو أنك أخبرتني بتلك التفاصيل لصدقتك، لكن كنت ستفاجئني بموضوع الطائرات المسيرة، لأنها شيء فوق أن أتصوره آنذاك، ولكنه حقيقة ماثلة أمام عيني اليوم».
ويتفق معه في الرأي عبدالرحمن الخالد الذي قال: «كنت سأقول: نعم، ممكن أن يحدث ذلك، لكن ليس بهذه السرعة التي فاجأتنا. لقد كنت متأكداً أن الله سينصرنا ولو بعد حين، لأننا مظلومون. والحمد لله ما كنا نراه بعيد المنال وشبه مستحيل تحقق وبسرعة لم نتوقعها».
المعتق الكبسي يؤكد هذا الكلام ويضيف: «اليمنيون صنعوا المعجزة. ما يحدث الآن هو تحول نحو النصر اليمني وهزيمة لتحالف العدوان. وبالمقارنة بحالنا العسكري في أيام العدوان الأولى وأبعاد الرد الذي كنا نتوقعه إنما يؤكد مظلومية الشعب اليمني والتأييد الإلهي له، الشعب رفض أن يخنع أو يركع أو يذل، واختار المواجهة والدفاع عن أرضه وكرامته والقتال حتى النصر وتطهير كل شبر في اليمن».
ويواصل الكبسي حديثه: «ما يحصل في اليمن يؤكد أن زمن المعجزات لم يولّ، وأننا أبناء اليمن من سيصنع معجزات العصر، وسيكتشف تحالف الأعداء أن حصارهم لنا كان فائدة لنا، ولم يمتنا كما أرادوا، بل ولدنا من جديد أقوى وأصلب وأشد عزماً على الانتصار، فصنعنا وطورنا الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية وأصبح الشعب في تكاتف كبير مع وعي أكبر، ونهاية محمد بن نايف وعمر البشير والعسيري كانت متوقعة، فالعملاء ليسوا سوى أحذية يخلعها المتولي عليها متى شاء وعند نهاية مهمتها».

الثقة بالقيادة
«القيادة المحنكة سبب رئيسي في النصر». هذا ما أكده يوسف حميد الدين، الذي قال: «بصراحة لن يذهب فكري إلى هذا البعد، فقد كان مجرد خيال وأمانٍ بالنسبة لنا. ولكني كنت واثقاً للغاية أن لدينا قيادة سوف تنتصر بنا ولنا. في أول 3 أيام من العدوان لم أكن أعرف كم بقي لدينا من قدرات عسكرية، خاصة بعد هيكلة العميل عبد ربه لجزء من الجيش وامتلاك علي عبدالله صالح الجزء الآخر منه. لكن ما كنت معتقداً به وواثقاً منه هو أن معنا رجالاً أقوياء أشداء أقوى من أسلحة أمريكا وبني سعود، والآن تحققت مفاجآت عظيمة في التسليح بكل أنواعه، فلله الحمد على ذلك».
ويتفق معه أيضاً محمد عصام العماري، الذي يقول: «كان أفضل المتفائلين لا ينتظر إطلاقاً أن تتنامى قوة اليمن الجوية، خصوصاً الطائرات المسيرة، لكن الآن أدركت ماذا كان يقصد سيد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حين قال إنها معركة النفس الطويل، واتضح أنه كان معدّاً جيداً لها. أما بخصوص رجال الدين وأحمد عسيري وغيرهم فسبحان من يجعل التذكير بالعدالة الإلهية في الدنيا ولهم في الآخرة أيضاً نصيباً. وكل الشكر للجيش واللجان الشعبية والقوات المسلحة اليمنية بكل فئاتها».

التفوق اليمني المقيد وزيف التحالف
«اليمن خليط من الرجال الأشداء والقيادة الحكيمة والعقول النيرة، التي لم تكن بحاجة سوى للدافع لتظهر قدراتها، وقد تم ذلك خلال العدوان وفاجأ الجميع». هكذا يقول عبدالله الجفري، ويضيف: «عندما بدأ العدوان على اليمن كانت الأسلحة المتطورة وعلى رأسها الطائرات من الجيل الخامس القادمة من إمبراطوريات صناعة الأسلحة، أمريكا وبريطانيا وأوروبا، بقدراتها القتالية العالية، هي رهان دول العدوان الغنية، بالإضافة إلى الحصار الخانق، لحسم المعركة بشكل خاطف، وهذا ما توقعه الأغلب، لأنه صحيح نظرياً، فمثل هكذا حشود عسكرية وتحالفات وخطط وسيطرة جوية أسقطت دولاً لها جيوش قوية خلال حروب السنوات الماضية على مستوى العالم. وقد أعلنت دول العدوان عبر ناطقها أحمد عسيري أنها كانت تنفذ أكثر من 1200 طلعة في اليوم وباستخدام صواريخ وقنابل مدمرة. لكن خطتهم فشلت بفضل الله وصمود اليمنيين وتضحياتهم وجهودهم التصنيعية وقيادتهم التي أدارت المعركة بحنكة قتالية إيمانية ووطنية وأوجدت تكتيكات عسكرية غيرت معادلة الحرب. والتحالف اليوم فشل فشلاً ذريعاً وهو في العناية المركزة، بحكم أنه أصبح ميت سريرياً ولم يتبق منه سوى السعودية والإمارات وتنتظرهما ضربات قوية وقاصمة».
يتفق مع ذلك دارس السياغي، الذي يضيف: «صراحة لم أكن أتوقع ذلك، بالنظر إلى حجم التحالف وعتاده العسكري وبما يضمه من أغنى الدول في العالم كالسعودية والإمارات وقطر، والتي كانت تظهر انسجاماً مزيفاً، وبالنظر إلى تواضع قدراتنا العسكرية والاقتصادية. ورغم ذلك راهنت على شراسة الشعب اليمني وصموده حتى نتفق على حوار وتنازلات وسلام دون أن يخضعونا تماماً على الأقل. لكن ما حدث كان مفاجأة، واشتعلت قدرات اليمنيين من كل اتجاه وسارت الأمور بطريقة ما لصالحنا، بعكس القراءة الموضوعية للمشهد وآفاقه. فقد كنا نعتقد أن طول أمد العدوان سيكون لصالح دول التحالف الغنية وغير المحاصرة والمتماسكة، إلَّا أن ما حصل هو العكس، فكانت الأمور في كل فترة تسير لصالحنا وضد تحالف العدوان، فالحمد لله، والشكر للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية والقيادة المحنكة».
زيزافقه رشيد حسان قائلاً: «بصراحة لم نكن نتوقع ذلك، ولم يكن في الحسبان أن يكون لدينا كل هذه الإمكانيات والقدرات العسكرية، وأن يصاب العدوان بهذا العجز والهزيمة. كنا نأمل أن يتوقف العدوان وينسحب، لكن يبدو أنه الآن سيهزم».
ويشاطره الرأي عبدالرحمن بشر، الذي قال: «لم نكن نتوقع ذلك، لكنه حصل بقوة الله سبحانه وصمود وقوة رجال الرجال الأبطال من الجيش واللجان، وتهديدنا كل دول العدوان في العام الخامس من العدوان الشامل، وهو ما نستطيع تسميته بالنصر، هو بفضل الله. والأمور والأعمال تقاس بالنتائج. نحن الآن ننتظر إعلان انتهاء العدوان فقط. أما النصر فقد تحقق فعلياً. ومن أعان ظالماً أغري به. ونسأل الله العون والقوة والنصر للأبطال في جميع الجبهات».

الثقة بقافلة الأنصار
يستمد عبدالقدوس الشهاري ثقته بالنصر من الأيام الأولى لنشأة حركة أنصار الله، ويقول: «في أيام المسيرة القرآنية الأولى هوجمت صعدة بـ11 لواء من قبل علي محسن وعلي عبدالله صالح، وصمدت المسيرة حينها وقاتلت كل تلك الألوية التي هدفت لاجتثاثها، وبقيت ولم تمت باستشهاد السيد حسين كما كانت السلطات تتوقع، بل استمرت وانتشرت من مران إلى صعدة وإلى حرف سفيان وإلى خيوان، ولم يكن أحد يتوقع أن تصل المواجهات إلى بني حشيش، واندلعت مواجهات بين 11 شخصاً ولواء قوامه 5 آلاف من الحرس الخاص والجمهوري آنذاك بقيادة أحمد علي عبدالله صالح واستعانوا بدبابة خاصة متطورة جداً شاركت في المعارك وقصفت عدداً من البيوت، وسقط كثير من الشهداء، لكن ذلك لم يوقف المسيرة التي وصلت في النهاية إلى صنعاء، فلو قلت لي الكلام السابق بأن أنصار الله سيصبحون بهذه القوة وسيحدث العكس لأعدائهم ونحن في ثالث أيام العدوان والتحالف في ذروة غطرسته لقلت لك: نعم، أنا أتوقع ذلك، فقد رأيت ما هو أكثر، فقد صمد أنصار الله وهم قلة مستضعفون في مران أمام معارك ضارية كبيرة عسكرية واستخباراتية وبمساعدة دول، وبالتالي أنا مؤمن بأن المسيرة مثلما تجاوزت ذلك سابقا ستتجاوز العدوان هذا، وقد تجاوزته، والسيد حسين وبعده اليوم السيد عبدالملك هم أعلام هذه الحقبة الزمنية، وستبلغ المسيرة الآفاق وستتجاوز العالم كله لو وقف في وجهها. وأقول: لا شيء مستحيل أمام قوة الله، وقد يحصل أكثر مما قد حصل بكثير، وستخضع الدول المستكبرة لشروط أنصار الله والجيش واللجان، وسنجلس معهم على طاولة الحوار بل سيرمون محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ويصبحون في خبر كان. وقوة المسيرة العسكرية وغيرها في تصاعد، ومظلومية اليمنيين وإراداتهم كفيلة بأن ننتصر ونتقدم إلى أمريكا وما وراء أمريكا».
ويؤكد ذلك سلطان السدح ويقول: «من الطبيعي أن لا أتوقع أن نصل إلى هذه المراحل العظيمة. لكن بحكم انتمائي إلى القيم اليمنية الأصيلة وارتباطي بالمسيرة القرآنية كنت حتماً مؤمناً ومتيقناً بأننا سننتصر عليهم، لأننا نؤمن بأن النصر من عند الله وأن الباطل زاهق، طالما للحق رجال، ونحن الحق في مظلوميتنا، ولنا النصر بإذن الله. هكذا كانت ظنوننا، وهكذا صار واقعنا، والحمد لله».

تحالف الخاسرين
«اجتماع تحالف العملاء الخليجيين مع العملاء اليمنيين لا يمكن أن ينتج عنه نصر، خاصة أنهم يعتدون على شعب مظلوم يثق بعدالة الله». هكذا يرى عبدالحكيم الكحلاني، الذي يضيف: «كان لدي قناعة مسبقة بالثقة بالله وبنصر المستضعفين. توصلت لهذا الشعور يوم أن وصل الرئيس المنتهية ولايته والمستقيل هادي إلى السعودية، لأني واثق من فشله وفشل من يدعمه، فقد اطمأننت بأنه سيكون شؤماً على السعودية وسيتسبب بانهيارها.
لم أكن أتوقع هذا العدوان المفاجئ يوم 26 مارس 2015. والسؤال الأول الذي دار في خلدي: أين الجيش اليمني؟! وأين الدفاع الجوي؟! لماذا لم نسقط حتى طائرة واحدة للعدو؟! ثم بعدها تبين انهيار دفاعنا الجوي وعجزنا من أن نرد على العدوان فورا. ولذلك حقيقة لو سألتني سؤالك في اليوم الثالث لربما لم أكن سأصدقك بنسبة كبيرة، لكن سأقول لك حقيقة أن الله قادر على نصرة المستضعفين، لذلك فإن بإمكاننا أن نصل إلى ما وصلنا إليه الآن من قوة وامتلاك قدرات عسكرية حديثة».