رسمت الصحافة البريطانية صورة قاتمة حول ما يجري من عملية اكتتاب لارامكو والمصير الذي يواجه اسرة ال سعود مستقبلا
حيث اكدت صحيفة التلغراف البريطانية ان بيعة القرن التي زعمها النظام السعودي انتهت بمهزلة فالمبالغ التي جنتها من خصخصة ارامكو بالكاد تغطي العجز المالي في المملكة لمدة ستة أشهر فقط ..

واشارت الصحيفة بان 25 مليار دولار (قيمة الاكتتاب) لن يكون لها اي تأثير في مسرحية بن سلمان الهزلية (رؤية2030) وفيلته البيضاء المسماه نيوم بقيمة نصف تريليون دولار على البحر الأحمر.. وكذلك مصانع التنويع المزمع انشاءها بدء من السيارات وانتهاء بالسلاح.

وقالت الصحيفة في مقال للكاتب (أمبروز إيفانز بريتشارد) لايمكن للنظام السعودي تحقيق اي شيئ مما سبق فبيت آل سعود يواجه اليوم مأزقا حقيقيا لذا لجأ النظام الى الحيل في بيع اسهم ارامكو عبر اجبار العائلات السعودية الثرية على شراء 1.5 من أسهم ارامكو.

واشارت الى عزوف الاجانب من شراء ارامكو بعد ان مس التخفيض من 2 تريليون دولار الى 1.6 تريليون من هيبة ارامكو في السوق.

واضافت الصحيفة : باتت الرياض اليوم بحاجة إلى كل دولار من عائدات ارامكو الحالية لدفع ثمن عقد اجتماعي كامل من نظام الرفاه الذي لن يستمر من المهد إلى اللحد.

واكدت بان على السعودية تغطية رابع أكبر ميزانية عسكرية في العالم والحرب في اليمن ، بالإضافة إلى تمويل مصر.. وهي تكلفة باهظة بالنسبة لدولة دخل الفرد فيها يساوي دخل اليونان أو البرتغال.

ونقلت الصحيفة عن ستاندرد آند بورز عن ان المملكة تعيش عجزا ماليا 8.1 في المائة ويظل عند اعلى مستوياته مع اقتراب 2020.. ومازال السعوديون يرفعون الديون بوتيرة اعلى بدلا من عدم اهدار الاحتياطيات لتغطية النقص.

وقال ديفيد بترايوس ، رئيس الاستخبارات المركزية السابق ، الأسبوع الماضي "إنها حقيقة!! السعودية تنفد تدريجيا من المال".

ولفتت التلغراف بان النافذة التاريخية قد تغلق على النظام السعودي في وقت أبكر مما يتوقعونه.. فطموحاته الازدهار الصيني الابدي يحتاج سعر 100 دولار للنفط على الاقل.. وهو مالم يتحقق بعد خمس سنوات من انهيار 2014.

وذكرت الصحيفة بانه لا افق لانتعاش مستمر للنفط .. واوردت عدة عوامل تحد من ذلك.. اهمها تخفيض وكالة الطاقة توقعاتها للطلب على النفط و ارتفاع المعروض من نفط كندا والبرازيل والنرويج وغويانا .. وإنتاج امريكا القياسي البالغ 9.1 مليون وانتشار سيارات الكهرباء والمطالبة العالمية بتحسين المناخ... الخ.

واشارت بان تهديد الطلب هو وجود فعلي للكتلة السعودية اذ إن نمو استهلاك النفط "سيتباطأ إلى الزحف" بعد عام 2025 مع وصول معدل EV إلى نطاق حرج. وقالت "الدول التي تعتمد اقتصاداتها بشكل حصري على احتياطيات النفط والغاز تواجه تحديات خطيرة."

واضافت :كان ينبغي على النظام السعودي تخريب قمم المناخ العالمية قبل عقد من الزمن والمزيد من الجهد في الاستماع إلى ما يقال.

واختتمت بالقول : فلو كانت أرامكو معروضة للبيع قبل أن يستيقظ العالم على علم المناخ - وكان لا يزال يتحدث عن ذروة النفط والطلب الآسيوي النهم - كان يمكن للسعوديين أن ينعشو بلادهم وكان يمكن أن يملأوا ما يكفي لتغطية أحلام الأمير محمد بن سلمان .. لكن انتظروا طويلا

YNP- ترجمة خاصة