تقرير / غازي المفلحي/ #لا_ميديا -

حلت على صحيفة «لا» الذكرى السنوية الرابعة لإطلاقها، صوتاً لا كالأصوات المعتادة والمعروفة، فهي تحرص بصدق أن تكون صوتاً يليق باليمن المجيد الكريم الذي لا يقهر، وصوتاً حقيقياً نافعاً مسؤولاً لا يساوم، لذاك اليمني الذي ما قدر حق قدره حتى الآن، صوتاً هو صرخة لهمه واحتياجه وتطلعه ورأيه، بوصلتها ووجهتها دائماً مهما غلا الثمن والتكلفة، نحو اليمن العزيز العظيم القادم لا محالة، كما أنها سند لكل قضية إنسانية عادلة من فلسطين حتى كوبا.
وبحلول هذه الذكرى، أقامت الصحيفة، الخميس الماضي، حفلاً تكريميا لطاقمها العامل طيلة 4 سنوات في مواجهة العدوان في واحدة من أهم الجبهات وأصعبها، الجبهة الإعلامية، الواقفة مع المدافعين عن اليمن في أصعب معركة عرفها اليمن واليمنيون حتى الآن.

تطورت مع أسلحة القوة الصاروخية
وفي افتتاح حفل التكريم، الذي أقيم برعاية سيد الثورة السيد عبدالملك بد الدين الحوثي، هنأ رئيس تحرير الصحيفة الأستاذ صلاح الدكاك، اليمن أولاً بالصمود العظيم، واستبشر بالنصر القريب، وقال إن الصحيفة وطاقمها يفخرون بأنهم كانوا جزءا من هذا الصمود. وأردف أنه إذا كانت مهنة الصحافة هي «مهنة المتاعب» كما يقال عنها، فإنها في اليمن حالياً أصبحت «مهنة الموت».
وأضاف الدكاك أن الصحيفة وهي تدشن عامها الخامس من الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي وآلاته العسكرية والإعلامية الخائبة، فإنها تفخر بكونها بدأت من الصفر، وتطور طاقمها كما تطورت أسلحة القوة الصاروخية، وقدمت أقلاما جديدة، كما احتضنت أقلاماً قديمة قديرة وقفت إلى جانب الوطن في صف الكفاح والصمود والذود عنه.

أول الطلقات
في الحفل عاد الدكاك بالذاكرة إلى مقاله الذي نشر في العدد الأول من الصحيفة، والذي حمل عنوان «هي أول الطلقات (لا)»، والذي أجاب أولاً على سؤال يطرح دائماً: لماذا «لاء» اسم لصحيفة؟ وماذا يعني ويحمل؟!
ويجيب المقال: «لأنها كلمة قائمة بذاتها ولذاتها.. همزتها المديدة لا شرفة أخيرة لها ولا تخوم. كلمة نافية لنشاز الواقع، طامحة ومتلهفة لإعادة ترتيب أنساق الحاضر المفصّلة على نحو لئيم وجائر تحتل أقدام الجبابرة مداراته العليا وتتكدس رؤوس المسحوقين والمغلوبين على أمرهم في حضيضه بوصفها خردة آدمية وفائض وجود لا قيمة له في ذاته.
كلمة مسافرة بجرأة وصفاقة وطموح وطمع وجموح وجنون صوب أقاصي اللحظة المقهورة والمدجنة بحثاً عن زمن كريم ولائق هناك في المستقبل الذي لا تستطيع الرؤوس المنكسة المنكفئة والداجنة استشراف تخومه من وحل هوانها ومواتها.
كلمة مدمرة وبناءة تكتنز جدل جزيء الماء الذي انبثقت منه كل هذه الحياة وكل هذا الوجود وكل هذا الكون، كما تكتنز جدل نواة اليورانيوم ونظائره من عناصر مشعة توارب طاقة تحطيم كفيلة بجعل كل وجود رميماً وغبار سديم وهباءً منثوراً».
ويكمل المقال: «كل قوافل الشهداء والشهيدات وأهرام الجثامين وتلال الأشلاء التي نقدمها اليوم في اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق، هي ضريبة «لا» التي دلَّت قوى الهيمنة على وجودنا الحي، وعلى أن مزرعة الرخويات الشرق أوسطية لاتزال قادرة على تعويض الأعمدة الفقرية المهروسة بجنازير الإمبريالية وسياسات التركيع والتجويع وكسر الشوكة وفزّاعات هوليوود من «فرانكشتاين» إلى «أبوبكر البغدادي». ما أفدح الضريبة وما أجدرنا بدفعها ثمناً لوجود إنساني كامل وكريم».
ويختتم بالقول: «للجباه المدعوكة بغبار الشموس والملفوحة بلهبها تنتمي «لا»، من «صعدة» إلى «هافانا» إلى «نُّبل والزهراء» إلى «كاراكاس» إلى «الضاحية الجنوبية المقاومة» إلى «حقول الكاكاو في بوليفيا» إلى «طراوة عشب الكرمل»، ومن ذرى «صبر» إلى أعالي «السييرا مايسترا».
وفي عالم تحاول الغطرسة الأمريكية النيوليبرالية تكبيل شعوبه بِشِراك المارينز وتفصيل خرائطه على مقاس أحذيتهم، فإن «لاء» وحدها تصبح محك فرز الأجناس ومغزل الهويات، إنها وطن مشاع لمن يحملون رؤوسهم على أكفهم في سبيل أن تبقى قاماتهم منتصبة ويرفعون قهرهم هرماً وهي طريق الخلود لمن يرفضون السجود على عتبات «الرياض» و»البيت الأبيض».
قلّبوا محركات البحث جميعها فلن تجدوا بين قوائم أسماء الصحف جميعها واحدة تنوء بحمل هذه الحروف «لاء».. لا واحدة بينها «لاء».
فيا لثقل العبء.. ويا لفداحة المجازفة..ويا لعظم المسؤولية.. ويا للشرف...».

إشادة سيد الثورة
كما ألقى رئيس قطاع الشعراء والمنشدين، الشاعر ضيف الله سلمان، كلمة نقل فيها تحيات وتهنئة سيد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لطاقم عمل الصحيفة على ما بذلوه من جهود خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكداً أن سيد الثورة يحرص على قراءة كل عدد منها، ويشد على أيدي كل من فيها بالاستمرار ومزيد التفاني والعطاء الوطني في مسار الصمود والتحرر اليمني قدماً. 
وأشاد سلمان بالأداء الصحفي والوطني الذي ظهرت به الصحيفة، وقدمت نفسها خلال السنوات الأربع الماضية، وثمن موقف ودور الصحفيين وكل العاملين من طاقم الصحيفة المقاومين الذين انحازوا للوطن في الوقت الأصعب والأخطر حيث يكون ثمن الوقوف مع الوطن باهظاً، وفي الوقت ذاته الذي مال فيه الكثيرون للعدوان أو حايدوا في يوم ليس فيه حياد، مؤكداً أن صحيفة «لا» من أفضل الصحف المحلية في مقارعة العدوان، وأن المجاهدين يسعدون ويستمتعون بقراءتها، وكذلك القيادة الثورية.

 «لا» أسرتي
رئيس الجالية السورية في اليمن، المهندس علي ناصيف، قال في كلمته إن «لا» ولدت في بلد يعيش أصعب معاناة في التاريخ، والتي قابلها بأكبر صمود في التاريخ، وأضاف أن «لا» قد صمدت على امتداد آلاف الكيلومترات في كل جبهة مع كل مجاهد.
وختم بأن أسرة صحيفة «لا» هي أسرته، لأنه يجد لديها دفئاً يعوضه عن أسرته المتواجدة في سوريا.

على نواصي الحلم نقاتل
الشاعر والزميل الصحفي عبدالرقيب المجيدي، عبر في كلمته التي ألقاها باسم العاملين المكرمين، عن اعتزاز طاقم صحيفة «لا» بخوض نزال الدفاع عن اليمن، وكونهم طلقة في جسد العدوان، مضيفاً أن الصحيفة لم ولن تألو جهداً في خدمة اليمن وشعبه، وكشف أباطيل العدوان، ومواكبة المستجدات والتطورات واستشراف المآلات العسكرية والسياسية، كما أنها تفخر وتحرص أن تكون صوت الشعب اليمني دائماً ونصيره ومنبر شكواه وأحلامه. 
وأوضح المجيدي أن العاملين في الصحيفة يستذكرون كل زميل صحفي استشهد وهو يقدم واجبه الوطني في الجبهة الإعلامية، مترحمين على أرواحهم، ومعاهدين إياهم على المضي في دربهم لأجل اليمن.
وقال إن «لا» شجرة عنيدة وراسخة في تربة الثقافة اليمنية، لا تهدأ ولا تستكين للنمطية، منوهاً إلى أن «الصحيفة وهي تدشن عامها الخامس، مستعدة لتدشين أعوام مديدة، وهي متمسكة بحلمها وصدقها».

شهادة صمود
وفي نهاية الحفل تم تكريم طاقم عمل الصحيفة، لجهودهم في إنتاج عمل صحفي يليق بمقام لحظة اليمن العصيبة التي ينتزع فيها كرامته وحريته، وتفانيهم في العمل الدؤوب تحت ظروف صعبة يلوح الموت فيها في كل لحظة. وسلمت لهم «شارات صمود».
طاقم صحيفة «لا» بدورهم أهدوا رئيس التحرير الأستاذ صلاح الدكاك، درعاً تكريمية، بحضور ممثلي القيادة الثورية وضيوف الشرف.