اتحاد اللعبة المغترب في قطر منعني من المشاركة في بطولة عمان 


حاوره: أحمد الشلالي / #لا_ميديا -
نبيل محمد الجربي لاعب المنتخب الوطني لألعاب القوى وأندية سلام معبر وفتح ذمار، بطل الجمهورية عدة مواسم، لاعب تعرض لتهميش وإهمال ولامبالاة من قبل وزارة الشباب والرياضة واتحاد ألعاب القوى وكذلك مشروع البطل الأولمبي.
هذا البطل لو وجد الرعاية والاهتمام لأصبح واحداً من أهم النجوم على مستوى العالم في رياضة أم الألعاب.
مكافح في الحياة، يعمل في البسطات والمزارع من أجل تأمين لقمة العيش له ولأسرته، ومع ذلك يمارس رياضته بكل حب وشغف، وقد حقق قبل أيام قلائل بطولة اختراق الضاحية التي أقيمت في صنعاء.
 مرحبا بك كابتن نبيل ضيفا على صحيفة "لا"!
- أهلا وسهلا بك أخي العزيز وبصحيفة "لا".

"الرياضة لا تؤكل عيش"
 من هو نبيل الجربي؟
- نبيل محمد صغير الجربي, بطل الجمهورية منذ 2007 وحتى 2020، وبطل الجزيرة والعرب, مصنف سابعاً على المستوى العالمي ولله الحمد, أسكن في مدينة ذمار, متزوج ومستأجر وأعمل في مجال الأعمال الحرة.
 هل لديك دخل آخر تستطيع من خلاله تؤمين لقمة العيش وتتفرغ للعبة؟
- لا يوجد لدي مرتب من وزارة الشباب والرياضة, لكن أستلم 12 ألف ريال من صندوق النشء كحافز. أما عن لقمة العيش لأسرتي فيدي من بعد الله هي التي تساعدني, ولو كنت متكلاً على الرياضة لمت من الجوع.
 من أين جاء حبك لألعاب القوى وتفضيلك لها؟
- حبي لهذه الرياضة جاء من خلال رؤيتي لمجموعة من أفضل اللاعبين والنجوم اليمنيين القدامى في ألعاب القوى, والمنتمين لخيرة الأندية مثل سلام معبر ورخمة وفتح ذمار والعروبة والتلال وأندية حضرموت... وكان إعجابي بلاعبي هذه الأندية وخوضهم المنافسات بقوة أكثر ما شدني للعبة.
 بمن تأثرت من اللاعبين في هذه الرياضة؟
- أكثر من تأثرت بهم في حياتي هم الكابتن سعيد الأضرعي والكابتن سالم علوي والنجم الواعد جميل الحماطي.

سلام ثم فتح
 بدأت مع سلام معبر لماذا تركته؟
- تركت سلام معبر بسبب إمكانيات النادي الضعيفة في الإيفاء بمخصصاتي, لكن مازلت أكن كل الحب والاحترام لإدارة السلام وخاصة رئيس النادي الشيخ عبده.
 حاليا أنت مع فتح ذمار، كيف وجدته؟
- بالنسبة لنادي فتح ذمار, صحيح أن الإدارة غير موجودة، لكن على الأقل يوجد المسؤول المالي للنادي، وهو شخص ذكي وقريب من اللاعبين ودينامو محرك لنا, وهذا ما يجعل أي لاعب يكون مرتاحاً.

اتحاد مغترب في قطر
 لماذا أنت غائب عن المشاركات الخارجية؟
- من أهم أسباب عدم مشاركتي في البطولات الخارجية هي قطر, وما أعنيه بدولة قطر: وجود الاتحاد اليمني مع خيرة لاعبي اليمن في قطر منذ بدء العدوان على بلدنا. نحن في مطلع العام 2020 وهم مازلوا هناك، مكتفين بالشباب الموجودين معهم في قطر.
 كلاعب ماذا أعطتك الرياضة؟ وماذا أخذت منك؟
- لم أستفد من الرياضة سوى الصبر وحب الناس.
 مدرب تعلمت على يديه أبجديات أم الألعاب؟
- هنالك مدربون محليون وأجانب تدربت على أيديهم، والكل أكن له الحب والاحترام, لكن مدربي الحالي سعيد الأضرعي مدرب ممتاز وصاحب البصمة المميزة في مسيرتي في مضمار اللعبة.

العدو حافياً
 في عدة مسابقات خارجية عدوت حافي القدمين.. ما القصة؟
- والله الموضوع لم يكن بإرادتي. السبب كان إهمال الاتحاد اليمني لألعاب القوى في إعطائي الحذاء المناسب المسمى "بلسبيكس"، لذلك اضطررت أن أعدو حافياً.
 كيف واجهت الموقف وهل كان له تداعيات؟
- حظيت بتعاطف كبير من أفراد ودول, أرادوا إعطائي كل ما يلزم بعد السباق، لكني رفضت كل العروض من دول عربية. بعض اللاعبين الأجانب كانوا يسألونني: أين حذاؤك؟ فأجيب: لا يوجد معي حذاء.
أحد اللاعبين السابقين في ألعاب القوى طلب مني بعد انتهائي من خوض إحدى المسابقات الخارجية, أن أتواصل معه حتى يعطيني شنطة متكاملة من الأدوات الرياضية، وهو ما جعلني أتعجب من حال المسؤولين في بلادنا! أجنبي غربي يعطيك كل ما تحتاج، واتحاد يمني يحرمك من أبسط حقوقك المشروعة, والناس تتساءل: لماذا هرب يوسف اللذاع والكثير من الرياضيين اليمنيين؟! طبعاً من المسؤولين اليمنيين. لكن حسبنا الله، فنحن نتعشم في المسيرة القرآنية كل الخير ونتمنى منها اجتثاث كل ظلمة العصر القديم في الاتحاد.

اللعبة ميتة والاتحاد بيت أشباح
 لماذا كل هذا الركود على المستوى المشاركات الداخلية والنشاط الداخلي؟
- الركود سببه الاتحاد المقيم في سبات طويل في قطر. لقد أصبحت المشاركات الداخلية والخارجية تمارس في قطر، وبالذات مع وجود عدد كبير من نجوم القوى اليمنية منذ 6 سنوات في تلك الإمارة الخليجية.
 إذن في ظل تواجد رئيس الاتحاد والمشرف الفني في قطر، من يسير اللعبة هنا؟
-  أتوقع لا أحد. اللعبة أصبحت ميتة، ومبنى الاتحاد أصبح بيت أشباح بسبب غياب الكادر.
 مع وجود هذه المعوقات، هل ستستمر مع ألعاب القوى أم تتوقف؟
- سأستمر، رغم أن الاتحاد يسعى لتوقيفي واحتكار اللعبة على بعض الأندية المقربة من الأمين العام.

تمثيل اليمن حصرياً على المقربين
 بعض اللاعبين المميزين تركوا اللعبة في حين كانوا قادرين على العطاء. ما السبب؟
- التهميش من قبل الاتحاد لأبطال اليمن جعل من يمثل اليمن في الخارج محصوراً بالمقربين للاتحاد والذين يخدمونهم في الانتخابات الخاصة بالاتحاد.
إضافة إلى ذلك، فشل الاتحاد في إقامة البطولات الداخلية والخارجية, والمجاملة والمحسوبية لبعض اللاعبين, وهذا أكثر ما جعل اللاعبين يتركون اللعبة وهم في قمة مستواهم, وعلى سبيل المثال لاعب المنتخب الوطني جعبل علي قايد المهمش في معبر.
 هل من لاعب تشعر أنه الأقرب إلى قلبك؟
- كل رياضيون اليمن قريبون من قلبي, ولكن الأبرز هو نجم اليمن جميل الحماطي.
 هل من رسائل توجهها في هذا اللقاء؟
- أول رسالة: أشكر صحيفة "لا" على إتاحتها الفرصة لي لإجراء هذا اللقاء وإخراج كل ما في قلبي. كما أشكر شركة إكثار بذور البطاطس ممثلة بالشيخ همدان الأكوع على دعمه السخي لي، وكذلك لمدربي سعيد الأضرعي ولجميع أصدقائي وزملائي.
والثانية: لن أنسى الدور الكبير للمدرب العالمي هنري رونو، وكيف عمل الاتحاد وبعض المدربين على خروجه من اليمن من دون أي سبب.
والثالثة: أقول للاتحاد ممثلاً بالمشرف الفني والأمين العام: لقد ظلمتموني، وخاصة بعد أن أضعتم عليَّ بطولة عمان الدولية بعد حصولي على دعوة للمشاركة من قبل الاتحاد العماني للعبة. لقد حاربوني بشتى الوسائل يومها، وأرسلوا أحد اللاعبين الموجودين بقطر للمشاركة بدلاً مني.
 ماذا تريد أن نختتم هذا الحوار؟
- أتمنى من الله أن ألتقي بقائد ثورة 21 أيلول/ سبتمبر السيد عبدالملك الحوثي بعد انتهاء العدوان حتى أشرح له أوضاعي وصمودي ضد العدوان وصبري وحبي لرفع علم اليمن في المحافل العالمية رغم العروض التي وجهت لي للتجنيس من قبل بعض الدول مثل بريطانيا وكوريا الجنوبية. من بعد الله أتعشم في هذا القائد العظيم أن ينصفني وينصف الرياضة اليمنية.