حوار: أحمد عطاء / #لا_ميديا -

من عمق الدهشة والجزالة واللغة الشيقة يجيء شاعرنا الذي اشتغل على تطوير ذاته كثيرا جدا، واجتهد عاشقا للشعر ومحبا للشعراء، فحمل على عاتقه المضي قدما، فتجاوز كل مراحل الصعوبة ليخلق من ذاته شاعرا فذا، وصنع مكانا في أوساط شعراء الوطن.. يعد الشاعر أبو جواد الأهدل واحداً من كبار شعراء اليمن، فمن قصائده وقراءاته لقصائد الشعراء تعرف أنك في حضرة أحد عمالقة الإبداع اللامتناهي من السحر واللعب بالصور والتراكيب والمفردات.. شاعر أثرى الواقع الأدبي بنصوصه المتفردة، فكان وجهاً آخر لشعراء الوطن، ورغم تغربه عن أرضه، إلا أنه لايزال يحمل اليمن في صدره عشقاً وقداسة.. له جمهورٌ عربيٌّ ويمني كبير استطاع اكتسابه من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فهو شاعر بديع جدا يتميز بشاعريته النقية والمدهشة.

تبادل خبرات
 • لو تحدثنا قليلاً عن بداياتك؟
البداية من بعد ثورة 2011م، وكانت عبارة عن أبيات بسيطة ومحاولات تكاد أن ترقى للشعر.

 • أنت من الشعراء الذين لمع اسمهم في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".. ترى ما الذي أضافه لك هذا العالم؟
بفضل الله أضاف لي الكثير من الأصدقاء من شعراء وأدباء ومفكرين، وقد تنقحت القريحة بفضل الله ثم بالاحتكاك بهم وتبادل الخبرات معهم!
توارٍ عن الأضواء
 • لماذا لا يوجد لديك مشاركات على الساحة الثقافية؟
لا أحب التعرض للأضواء كثيراً، ولبعض المشاغل التي تشغلني عن ذلك، ولكن في الساحة الكثير من الموهوبين والشعراء الواعدين، وقد اكتفيت بمواقع التواصل الاجتماعي، فهي المتنفس الذي أتنفس منه دون شرط أو قيد!

الأب الروحي
 • من هو الشاعر أو بالأصح من هو أستاذك الشعري الذي تدين له بتطوير حرفك العذب؟
الأستاذ الذي أدين له بتطوير حرفي والخروج إلى الضوء هو الشاعر الفيلسوف إسماعيل مخاوي، الذي أعتبره الأب الروحي، فهو الذي شجعني دوماً للتقدم والسمو، وكذلك لا أنسى شاعرنا اللغوي الأديب علي بريج، فهو أستاذي الثاني الذي أرشدني لسلوك الطريق الصحيح لقول الشعر، فجزاهما الله خيراً.

تميز شعراء تهامة
 • شعراء تهامة مشهورون بجزالة لغتهم وقوة بلاغتهم.. برأيك ما الذي جعلهم يتميزون عن سائر الشعراء بهذه الخاصية؟
لأنهم عاشقون للغتهم العربية وبها يهميون وعليها يتكئون، فبرزوا فيها وتألقوا بها، وصاروا نجوماً يُهتدى بهم.

 • من هو الشاعر الذي تقتدي به في كتاباتك؟
حسب المرحلة التي أقرأ للشاعر فيها، فإذا قرأت لشاعر من العصر العباسي تأثرت به تلقائياً، وإن قرأت لشاعر من العصر الأندلسي أو العصر الحديث انعكس ذلك على كتابتي للشعر.

شعراء حقيقيون
 • ما رأيك في الشعراء المعاصرين في هذه المرحلة؟
أتمنى أن يمثلوا الشعر بأجلى صُوَرِه وأدق معانيه، وأن يكتبوا للتاريخ واللحظة لا لأنفسهم، وقد وجد من الشعراء في هذه المرحلة من أخذوا الشعر بحق، كالشاعر الكبير إسماعيل مخاوي والشاعر علي بريج والشاعر عمار صقال والشاعر منصور حديدي وغيرهم، هؤلاء من بيت الفقيه في تهامة، ويوجد على الساحة اليمنية الكثير كالشاعر الحبيب يحيى الحمادي وإبراهيم طلحة وغيرهما ممن تطول القائمة بذكرهم!

تجارب شعراء المهجر
 • اغتربت كثيرا وتذوقت مرارة المنفى والبعد.. ما الذي أضافته الغربة لتجربتك؟
أضافت لي الغربة الكثير من التجارب الشعرية من حيث التأثر بشعراء المهجر والقراءة لهم، كديوان إيلياء أبو ماضي وجبران ومطران، والالتقاء بهامات شعرية خارج الوطن كشاعر عكاظ الحبيب عيسى جرابا وأبو رواحة الموري، وعرض تجربتي الشعرية عليهم والاستفادة منهم، وكذلك تمنيت اللقاء بغيرهم والاستفادة منهم، كالمدهش عبدالمجيد الفيفي وعصام فقيري ومحمد يعقوب وإياد حكمي ومحمد السويدي وجاسم الصحيح، ولازلت أحلم بلقاء هؤلاء النجوم، ولعلي ألتقي بهم ذات يوم!

 • من منظورك كيف يستطيع الشاعر إثبات ذاته الإبداعية وتطويرها؟
الحفظ ما استطاع لذلك سبيلا، والقراءة ثم القراءة ثم القراءة، وبعدها الاحتكاك بالشعراء المبدعين والموهوبين، وتبادل التجارب معهم.

إعجاب وإدهاش
 • أنت بصدد جمع نصوص لطباعة ديوانك الأول.. حدثنا عن ذلك؟
الفكرة موجودة، ولكن لم أبدأ بالجمع لانشغالي، ولعلي أجمع ما يعجب القارئ ويدهش المستمع.

العاطفة بلسم الشعر
 • تغيب عنك القصيدة العاطفية كثيراً.. ما سبب ذلك؟
القصيدة العاطفية نادراً ما تغيب عن شعري، ولدي الكثير من ذلك، ولكن الوضع الحالي الذي نعيشه لا يتطلب إخراجها بكثرة، فنادراً ما أنشر قصيدة عن العاطفة، وعموماً قل أن تجد شاعراً يخلو شعره من العاطفة التي هي بلسم الشعر وجماله، وإليك بعض الأبيات في ذلك:
إذا جُنَّ الفؤادُ إلى التلاقي
وأرَّقَهُ التنهُّدُ لاشْتِياقِ
وسارَ البدرُ يسألُ عن حبيبٍ
فعادَ البدرُ يشكو من محاقِ
فما نفْعُ التصبرِ والتمنيْ
وقد شَردَ الرشاءُ منَ الوثاقِ
فويحيْ ثمَّ ويحيْ خلفونِي
على أملِ التزَاورِ والعِناقِ
طويتُ الأرضَ أبحثُ عن سرابٍ
فَترثينيْ السحابةُ والمساقي
وأمسى القلبُ مُطوىً في قفارٍ 
يثيرُ الدَّمعَ تغسلهُ المآقي
على شوقِ الأحَبةِ شيعوني
على نعْشٍ حوىْ سَاقاً بسَاقِ

لم أصل بعد
 • ما هو الهدف الشعري الذي تحاول الوصول إليه؟
أن أصل إلى القمة، وأخدم الشعر كما يليق بشاعر حقيقي!

 • هل ترى أنك وصلت إلى أعلى هرم تجربتك الشعرية؟
لا أدعي الوصول للقمة، ولكني أسعى لمجدٍ مؤثل.

 • أين تجد نفسك من شعراء الوطن؟
شاعرٌ حيثُ يجبُ أن يكون!

 • كلمة أخيرة تود قولها؟
شكرا أولا وأخيرا لصحيفتكم الرائعة صحيفة "لا"، وشكري الخاص لقلبك الجميل شاعرنا الحبيب، وأشكركم لالتفاتتكم الكريمة للشعراء والمبدعين ومتابعتهم وتشجيعهم، فلكم الشكر والثناء بعد الله تعالى.