ثأرا لأشلاء الأطفال والنساء في مجزرة العدوان بالجوف
ذو الفقار وقدسان و12 صماد3 في إغارة مميتة على أكبر ميناء نفطي شرق أوسطي

تقرير- شايف العين / لا ميديا -

نفذ سلاح الجو والقوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، أمس الجمعة، عملية كبرى استهدفت أهدافاً حيوية حساسة في عمق العدو السعودي، سميت «عملية توازن الردع الثالثة».
وقالت القوات المسلحة اليمنية، في بيان ألقاه مساء أمس ناطقها الرسمي العميد يحيى سريع، إن «توازن الردع الثالثة» استهدفت منشآت شركة أرامكو وأهدافاً حساسة أخرى للعدو في مدينة ينبع.
وأضاف سريع أن العملية نفذت بـ12 طائرة مسيرة من نوع «صماد3» وصاروخين من منظومة «قدس المجنحة» وصاروخ باليستي جديد بعيد المدى يحمل اسم «ذوالفقار الباليستي». 
وأكد أن الطائرات والصواريخ المجنحة والباليستية أصابت أهدافها بدقة عالية، والمتمثلة في المنشآت النفطية التابعة لـ»أرامكو» في ينبع. 
وأوضح أن «توزان الردع الثالثة» رد طبيعي ومشروع على جرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق أبناء الشعب، آخرها الجريمة التي ارتكبها في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف، وراح ضحيتها العشرات، معظمهم من النساء والأطفال.
وتوعدت القوات المسلحة في بيانها نظام العدو السعودي بضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على الوطن وأبناء الشعب. 
بدوره، أشار رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، إلى أن عملية استهداف عمق مملكة العدو بقصف شركة أرامكو في ينبع، تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على استمرار العدوان والحصار، وارتكاب الجرائم، وآخرها جريمة المصلوب بمحافظة الجوف.
وأكد عبدالسلام أن الشعب اليمني لن يتخلى عن حق الرد، ولن يسمح للعدو أن يستبيح الدم دون تدفيعه الثمن.
في المقابل، زعم نظام العدو السعودي اعتراض دفاعاته الجوية صواريخ وطائرات الجيش واللجان في «عملية توازن الردع الثالثة» التي استهدفت منشآت «أرامكو» في ينبع. 
جاء ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي العقيد تركي المالكي، الذي ادعى في تصريحاته لوكالة أنباء العدو «واس»، اعتراض صواريخ باليستية، صباح أمس، تم إطلاقها بطريقة متعمدة وممنهجة لاستهداف مدن سعودية. 
واعترف المالكي أن الصواريخ والطائرات أطلقت من اليمن، حيث قال وفقاً لما نقلته الوكالة، إن العاصمة صنعاء أصبحت مكاناً لتجميع وتركيب وإطلاق الصواريخ الباليستية من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية تجاه أراضي العدو السعودي. 
وفي الوقت الذي يزعم فيه العدو السعودي اعتراض الصواريخ، أكدت وكالة أنباء «رويترز» البريطانية أن شركة أرامكو امتنعت عن التعقيب على إعلان استهداف منشآتها في مدينة ينبع الساحلية.
وتزامنت «عملية توازن الردع الثالثة» مع زيارة وزير خارجية العدو الأمريكي مايك بومبيو، إلى السعودية، الأمر الذي اعتبره مراقبون ضربة مزدوجة وجهت من خلالها القوى الوطنية رسالة قوية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، مفادها أن موازين المعركة لم تتعادل فحسب، بل انقلبت لصالح الجيش واللجان الشعبية، وأصبحوا يمسكون بزمام مقدرة الردع والرد على أية جريمة يرتكبها العدو بحق أبناء الشعب. إلى جانب أنها مثلت ضربة اقتصادية قاصمة للعدو والاقتصاد العالمي الذي لم يتعافَ بعد من عملية موازنة الردع الثانية، وكذلك رسالة سياسية تشدد على الأعداء أن لا سبيل أمامهم سوى وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة المفاوضات لتحقيق السلام.
وأفاد ناشطون سعوديون أمس على مواقع التواصل الاجتماعي سماعهم دوي انفجارات عنيفة في مدينة ينبع، ومشاهدتهم صواريخ وطائرات الجيش واللجان في سماء المدينة متوجهة الى هدفها، مشيرين إلى أن الدفاعات فشلت في اعتراضها.
كما تحدثوا عن أن أجهزة أمن العدو السعودي توعدت بالسجن والغرامة كل من يقوم بتصوير ونشر ما يحدث من انفجارات في مدينة ينبع الصناعية الساحلية.
من جانبها، أكدت مراكز رصد جوي إلغاء وتأجيل رحلات جوية من دول ومدن مختلفة إلى مطار جدة بالتزامن مع الهجوم الذي استهدف منشآت «أرامكو» في مدينة ينبع.
وأظهرت صور الرصد الملاحي الجوي ارتباك الطائرات التي كانت في طريقها الى مطار جدة الذي يبعد نحو 300 كم عن المكان المستهدف، وإجبارها على تغيير وجهتها.
وتمتلك شركة أرامكو في «ينبع الصناعية» 3 من أهم مصافي تكرير النفط، إلى جانب أبرز مصانعها للبتروكيماويات، وأهم ميناءين لتصدير منتجاتها.
حيث تحتوي المدينة على مصافي «ينبع» و»ياسرف» و»سامرف»، ويتجاوز إجمالي قدرتها التكريرية المليون برميل يومياً، وهي مفصلة كالتالي:

1 - مصفاة ينبع
تأتي المصفاة في الترتيب الثاني للمصافي التي تملكها «أرامكو» بالكامل، من حيث الطاقة الإنتاجية، والتي تبلغ نحو 250 ألف برميل في اليوم.

2 - مصفاة «ياسرف المحدودة»
هي مصفاة بترول تابعة لشركتي «أرامكو السعودية» و»سينوبك الصينية»، وتقع في مدينة بمساحة تقدر بحوالي 5.2 مليون متر مربع، وطاقة تكرير تبلغ 400 ألف برميل يومياً، ما يعادل 64000 م3 من حقل منيفة، ويعمل فيها نحو 1200 موظف.
وتم التوقيع على عقود إنشائها في يناير 2012، وبدأت تصدير منتجاتها في يناير 2015، كما زودت «ياسرف» بعناصر تشغيلية صناعية فائقة التطور، وحازت على جائزة بلاتس للطاقة العالمية كأفضل مشروع لعام 2015، وقدرت كلفة إنشائها بنحو 7 مليارات دولار. 
وتنتج «ياسرف» يوميا 90 ألف برميل من الغازولين، و236 ألف برميل من الديزل ذي المحتوى الكبريتي فائق الانخفاض، بالإضافة إلى 6200 طن متري من الفحم البترولي، و1200 طن متري من الكبريت، وسنويا 140 ألف طن من البنزين.
وتُعد المصفاة من أكثر مصافي «أرامكو» تطوراً، كونها تجمع أفضل التقنيات من جميع أنحاء العالم في مقر معالجة واحد يسمح لوحدات المعالجة التي تملكها بفصل لقيم النفط الخام الثقيل وتحويله إلى منتجات نهائية عالية الجودة.

3 -  مصفاة «سامرف» 
هي مصفاة بترول تابعة لشركتي «أرامكو» و»إكسون موبيل»، وتقع في مدينة ينبع، بطاقة تكرير تبلغ 400 ألف برميل يومياً.
أما الموانئ، فتحتوي ينبع الصناعية على «ميناء الملك فهد الصناعي» الذي يُعد أكبر ميناء صناعي في العالم، وأحد أهم موانئ العدو السعودي بصفة عامة والصناعية خصوصا، ويُعد الأكبر في تحميل الزيت الخام والمنتجات المكررة والبتروكيماويات على ساحل البحر الأحمر. 

وكانت القوات المسلحة للجيش واللجان الشعبية نفذت «عملية توازن الردع الأولى» في 17 أغسطس 2019، باستهدافها بـ10 طائرات مسيرة، حقل ومصفاة الشيبة التابعين لـ»أرامكو» جنوب شرق السعودية، على بعد كيلومترات قليلة من إمارة أبوظبي، والذي ينتج مليون برميل نفط يوميا، ما جعله يوصف بأنه منجم ذهب بدخل يومي متوسط يبلغ 50 مليون دولار.
ونفذت «عملية توازن الردع الثانية» في 14 سبتمبر 2019، باستهدافها مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرق السعودية، بـ10 طائرات مسيرة، خلفت خسائر مباشرة بمئات المليارات.