حاوره: أحمد الشلالي / لا ميديا -

لاعب لا يختلف عليه اثنان في التميز والإبداع والنجومية المطلقة. كان رمزاً للتفاني والوفاء للفانيلة التي ارتداها والشعار الذي لعب له، إضافة إلى اخلاقه العالية.
صخرة دفاعية تحطمت عليها هجمات الخصوم. سد منيع قدم عصارة جهده، للمنتخبات الوطنية أو الأندية التي لعب لها، مما جعله يحتكر مركز الدفاع لفترة طويلة. 
بدأ حياته الكروية في محافظة النجوم والمبدعين (أبين) من خلال نادي الفجر الجديد، ثم نادي الجيل الصاعد، قبل أن ينتقل إلى عروس البحر الأحمر (الحديدة) مع الهلال الساحلي. 
محمد صالح يوسف. التقيناه وتطرقنا معه لعدة قضايا ومواضيع تخصه وتخص كرة القدم اليمنية، عبر هذا الحوار المثير والشيق والحصري لملحق "لا" الرياضي.

  مرحبا بك كابتن محمد صالح ضيفاً على صحيفة "لا"!
- أشكرك أخي العزيز، وأشكر ملحق "لا الرياضي" على هذه اللفتة الجميلة والرائعة.

بدأت بالفجر وانتهيت مع الهلال
 كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟
- بدأت من حواري أبين ثم إلى الفجر ثم إلى الجيل الصاعد ثم إلى الهلال الساحلي.
  بدأت من فريق الفجر الأبيني المتواضع، كيف استطعت أن تلفت إليك الأنظار؟
- الرياضة كانت حباً وعشقاً بالنسبة لي، وعلاقتي مع الجمهور كانت طيبة.
 تعد محافظة أبين منجماً للاعبين المميزين، ما هو السر في ذلك؟
- أبين كانت ومازالت ولادة للاعبين والموهوبين بالفطرة، وقد حباها الله ذلك، ولكن للأسف لا يوجد اهتمام بهذه المواهب.
 انتقالك للهلال كيف حدث؟
- كان عبر الكابتن أحمد مهدي والكابتن فوزي بامهيد والكابتن جياب باشافعي.

المال وحده لا يصنع النجاح
  شهد الهلال الساحلي تطوراً كبيراً عقب انتقالك إليه مع مجموعة من اللاعبين الآخرين واستطاع تحقيق البطولات. هل تعتقد أن المال يحقق النجاح، أم هناك أشياء أخرى؟
- المال من عوامل النجاح، ولكن لا بد أن تكون هناك إدارة ناجحة ولاعبون لديهم حب وعزيمة وتفانٍ، لكي يكتمل النجاح.
  ما هي إنجازاتك مع الهلال؟
- بطل الدوري موسمين، وكأس الرئيس موسمين، إضافة إلى مشاركتي معه في بطولة كاس الاتحاد الآسيوي.
  كيف شاهدت الهلال في الدور الثاني من التنشيطي بسيئون؟
- الهلال كان عقيماً، واللاعبون لا حول لهم ولا قوة، لا أحد يديرهم. وكثر الله خيرهم على المشاركة.

لن ينجح الدوري
  مع الظروف التي تعيشها البلاد، هل سينجح الدوري بنظام الكل مع الكل؟
- في ظل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا من حروب بالإضافة إلى مسألة تفشي فيروس كورونا وتوقف المسابقات في كل بقاع العالم... لا يمكن ذلك.
  حالياً أين اختفى الكابتن محمد صالح؟
- أنا موجود، ووضع البلاد أجبرني على أن أذهب للبحث عن لقمة العيش.
  أنت لاعب دفاع، إلّا أنك كنت تسجل أهدافاً جميلة، وخاصة بالرأس، ما سر ذلك؟
- هذا كان بفضل الله. سجلت هدفاً ضد إيران، وهدفاً في مرمى عُمان، وهدفاً ضد جزر المالديف، وهدفاً ضد مولودية الجزائري.

أربعة أحدها غامض
  هل حصلت على عروض احترافية خارجية؟
- نعم، من الوحدات الأردني، والإسماعيلي المصري، والبحرين البحريني، واحتراف آخر غامض، فبعد مباراة اليابان اتصل بي الدكتور حميد الشيباني وقال لي: معك احتراف عالمي! وبعد فترة عرفت أنهم "شفروا" السمسار! الله يجازي من كان السبب.
  كيف جاء اختيارك للمنتخب؟
- كان مع منتخب الشباب بقيادة المدرب الألماني الرائع سبتلر، وكانت هذه هي بداية انطلاقتي مع المنتخبات الوطنية.
  رغم وجود العديد من المدافعين على مستوى الساحة الوطنية إلا أنك احتكرت مركز الدفاع مع المنتخب لفترة طويلة، كيف تفسر ذلك؟ 
- كان هناك من يوجهني، أمثال الكابتن خالد عفارة والكابتن سالم سعيد، واستفدت منهم الكثير.

رفضت الصمت
  اتهمك البعض بالتهرب من أداء واجبك الوطني مع المنتخب الأول في بعض الفترات، ما تعليقك؟ 
- لا، والله، أنا من النوع الذي لا يرضى بالظلم والاستبداد. في المنتخب لا تقل: لا! فقط عليك أن تلتزم الصمت... وما خفي كان أعظم.
  هل تعتقد أن المنتخب الأول سينجح في التأهل مجدداً إلى نهائيات آسيا؟ 
- أتمنى ذلك، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا.

تطورنا مستحيل
  أغلب المنتخبات الآسيوية التي كنا نفوز عليها بالأربعة والخمسة حاليا تطورت وأصبحت تنافس، بينما نحن "محلك سر"، ما هي الأسباب؟ 
- نحن قد نفوز بالروح والحماس، أما أن نتطور فمستحيل، لا يوجد لدى مسؤولي الكرة اليمنية طموح لتطوير المنتخب، أهم شيء عندهم في أي مشاركة أن يطالبوا اللاعبين بالفوز، لا غير.

  الناشئون والشباب كانوا هم بارقة الأمل للكرة اليمنية بعد العثرات المتوالية للمنتخب الأول، هل تعتقد أن أحدهم قادر على تكرار ما حصل عام 2002؟
-  إن شاء الله، وما في شيء مستحيل، وأتمنى من قلبي أن يكرر أحدهم ذلك.

كرهت كرة القدم بقدر ما أحببتها
  هل ندمت يوماً لاختيارك كرة القدم؟
- في هذه الفترة كل ما أذكر أني لعبت كرة القدم أندم وأتحسر، لأن المسؤولين عن الرياضة في البلاد لا يحبون إلَّا أنفسهم ومصالحهم. وصدقن، والله ثم والله إنهم "يأكلوك لحم ويرموك عظم"، وكم من لاعب خدم الوطن وفي الأخير تم رميه في صندوق المهملات. تعرف المسؤولين عندنا لا يذكرون أن يكرموا الذي خدم المنتخبات والأندية إلَّا فقط عندما يموت، وأنا أكلمك وقلبي يوجعني، ليس على نفسي، بل على كل زملائي الذين لعبت معهم، فبقدر ما أحببت كرة القدم كرهتها، واعذرني، قد تكون نظرتك لي بأني أبالغ، لكني أكلمك بقلب صادق.
  ما هي أجمل مشاركة لك مع المنتخب؟
- خليجي 18.
  من هو المدرب الذي اكتشفك؟ 
- الكابتن عوض بابطينة.
  بمن تأثرت من المدافعين؟
- خالد عفارة وسالم سعيد.
  من هو أفضل لاعب يمني في الوقت الحالي؟
- عبدالواسع المطري.

العيسي جعلني أتمنى الموت
  موقف تعرضت له ولن تنساه؟
- كان ابني عمره 3 سنوات ويحتاج عملية. ذهبت إلى العيسي وأعطاني 150 ألف ريال فقط، وقال: اتصرف!... والله إني ندمت وسال دمعي، ومن ذلك الموقف حلفت أنه لو علاجي بعد الله عند العيسي فالموت أحسن! ضحينا بكل شيء لأجله وفي الأخير باعنا برخص. كنا نظنه سنداً لنا للزمن.
  كلمة في حق المرحوم أوسام السيد؟
- الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته. إن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أوسام لمحزونون.
  هل تتمنى أن يكون أحد أولادك لاعب كرة قدم؟
- معي ابني صالح سيكون لاعباً إن شاء الله. البلاد تتغير ويتغير كل شيء.
  عندما تتوقف عن اللعب هل سنراك مدربا؟ 
- إن شاء الله، وسيكون لكل حدث حديث.
   صديق لا تمل الحديث معه؟ 
- الكابتن صالح الشهري.
   لقب تعتز به؟ ومن أطلقه عليك؟
- قلب الأسد، والصخرة، وأطلقهما عليَّ الأستاذان محمد صالح الشحيري، ومحمد العولقي.
  بماذا تريد أن نختم حديثنا هذا كابتن أبو صالح؟ 
- أشكرك جزيل الشكر، وأشكر ملحق "لا" الرياضي، لهذه اللفتة الكريمة. وطالما أمثالكم موجودون فالبلاد ما تزال بخير... ربنا يحفظكم ويحفظ اليمن وأهله من كل شر.