خاص / مرافئ -

أحد الأصوات التي مازالت إذاعة صنعاء متمسكة بها، كتعويذة كما يبدو، أو كمحاولة للتشبث بهوية قد تفلت في زمن التحولات. الإذاعة التي أحبها حد العشق وأخلص في الانتماء إليها بكل ما أوتي من ملكات وإبداع. 
ولد المذيع والدرامي والإعلامي الأبرز علي أحمد السياني في 1959 بصنعاء. درس الابتدائية في مدرسة «جمال جميل» والإعدادية في «الوحدة» والثانوية في «عبدالناصر».
أما تاريخ التحاقه بإذاعة صنعاء، فيقول السياني لـ«مرافئ لا» إنه يتذكره تماماً، كيوم استثنائي بالنسبة له، حيث كان ذلك في الثامن من أغسطس 1976. كان مازال حينها طالباً في المرحلة الإعدادية. عمل أولاً في سكرتارية مدير عام الإذاعة، ثم انتقل إلى المكتبة الفنية والتنسيق بالإذاعة.
كانت فترة عمله في المكتبة والتنسيق محطة مهمة وحيوية بالنسبة له، للتعرف على الأداء الإعلامي وتشرُّب خبرات من سبقوه من المذيعين المخضرمين، ليصبح في 1980، وبعد فترة من التدريب، عضوا في دائرة العمل الإذاعي، كمذيع لديه من الملكات ما يؤهله للبروز بكل قوة وحضور. إنما كان ثمة أيضاً ملكات في مجال الإعداد والتقديم البرامجي جعلت تصوراته تقابَل بالموافقة حد الاحتفاء، ليصبح علي السياني منذ ذلك الحين معروفاً بالدرجة الأولى ككاتب برامج، ومتخصصاً في المسلسلات الدرامية. هذا طبعاً بالإضافة إلى مشاركته في التقديم التمثيلي لتلك المسلسلات.
وفي 1980 أيضاً، التحق بجامعة صنعاء، مواصلاً في الوقت نفسه مشواره الإذاعي الذي كان قد بدأه، ليحصل في 1984 على ليسانس لغة عربية من كلية الآداب.
وعن أول برامجه في إذاعة صنعاء، يقول علي السياني إنها كانت عبارة عن برامج منوعة، مثل «مجلة الصباح» و«نزهة الجمعة»، مع زميليه الرائعين محمد المحبشي وجمال الرميم.
ثم عندما تخصص في كتابة المسلسلات الدرامية، كتب «لا مزوج سلي ولا عزب مستريح»، و«ما أحد عليها بسالي»، و«همس السواقي» و«إلا الحب» و«شمعة في مهب الريح» وغيرها العشرات من المسلسلات التي كان الكثيرون يحرصون على متابعتها والاستماع إليها، يشوقهم تلك التلقائية في أصوات المذيعين الذين يؤدونها، ومن ضمنهم علي السياني نفسه.
كتب الميلودراما أيضاً وشارك في تقديمها تمثيلياً، كـ«قلوب على الأوتار» و«قصيدة في حكاية» و«جزيرة الأحلام» وغيرها، مثرياً بذلك المكتبة الإذاعية بعدد استثنائي من البرامج والأعمال الدرامية. كما تشارك معه في كتابة بعض المسلسلات عدد من زملائه، كعباس الديلمي في «اسأل مجرب». ومثلما شكل مع الديلمي ثنائياً في الدراما، شكلا ثنائياً أيضاً في عملين تلفزيونيين: «غناء في الانتظار الطويل» و«مجالس يمانية». أما الزملاء الذين شكل معهم ثنائياً إذاعياً فهم -بحسب السياني- كل من: جمال الرميم ومحمد المحبشي وعبدالباسط المبرزي
في أواخر الثمانينيات، عين السياني رئيساً لقسم البرامج الثقافية، ثم مديراً لإدارة البرامج الثقافية والمنوعات، ثم في 2000 عين مديراً عاماً للبرامج في إذاعة صنعاء.
شارك في العديد من المؤتمرات الإعلامية العربية والدولية، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز المحلية والعربية. كما أن مسلسله الدرامي «جزيرة الأحلام» نال الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة 1998. 
أثبت السياني أنه لا يقل شأناً عن أولئك المخضرمين في أقدم وأشهر الإذاعات العربية، فهو بالنسبة لإذاعة صنعاء بمثابة كنز يجب المحافظة عليه؛ هكذا يتحدث بعض من عرفوه، مؤكدين أن التفريط بالسياني وأمثاله سيشكل خسارة كبيرة للإعلام ولإذاعة صنعاء العريقة.