حوار وترجمة: طارق الأسلمـي / لا ميديا -

كما هو الحال في كل دول العالم عادة ما يقتصر تدريب المنتخبات على الأسماء اللامعة وذات الخبرة الفنية الكبيرة.
البلجيكي "توم سنتفيت" أحد النماذج الناجحة في مجال التدريب، فهو ذو شخصية قوية وفكر تكتيكي جيد، قاد العديد من الفرق والمنتخبات العربية، ويعد واحدا من الأسماء التي فرضت نفسها على الساحة الأفريقية مؤخرا، فصاحب الـ47 عاماً خاض عدة تجارب في القارة السمراء وحقق معها نتائج جيدة.
صحيفة "لا" استطاعت أن تستنطق هذا المدرب من بلجيكا في حوار كشف فيه الكثير عن تجاربه في التدريب ومتحدثا عن ذكرياته في اليمن.

 أهلا وسهلا بك كابتن توم ضيفا على صحيفة "لا" اليمنية!
- أهلا ومرحبا بكم، وشكرا لكم، وأشعر بسعادة كبيرة للتحدث مع جميع الأصدقاء اليمنيين.
 في البداية نرجو أن تحدثنا عن نفسك قليلا!
- توم سنتفيت، مواليد 29 مارس 1973 - مول – بلجيكا، لاعب سابق لنادي "مول سبورت" البلجيكي في العام 1983 حتى اعتزال اللعب عندما كنت ألعب لفريق "كي بوم إف سي".
مدرب محترف في كرة القدم وحاصل على إجازة في التدريب من الدرجة الأولى من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. 
أتحدث اللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية, وأعمل حاليا مدربا لمنتخب غامبيا.

أصغر مدرب في بلجيكا
 كيف بدأت مسيرتك التدريبية؟
- لقد لعبت كرة القدم في بلجيكا، لكنني تعرضت لإصابات عديدة، في سن الـ23 وتوقفت عن اللعب وبدأت في خوض دورة الترخيص. وفي سن 24 أصبحت أصغر مدرب لكرة القدم في بلجيكا، ثم واصلت مشواري خطوة خطوة، وعندما كان عمري 25 عاما حصلت على شهادتي ترخيص A وB.

دربت في ثلاث قارات
 مسيرتك التدريبية حافلة، كيف مضت وتمضي هذه المسيرة؟
- أشرفت على الكثير من الأندية والمنتخبات في أوروبا وآسيا وأفريقيا والمنطقة العربية، لعل أبرزها مدربا للمنتخب القطري تحت 17 عاما عام 2004 ونادي الغرافة، كما دربت منتخب ناميبيا عام 2008 ومنتخب زيمبابوي ونادي شباب الأردن والمنتخب الإثيوبي عام 2010 والمنتخب اليمني عام 2012 ومنتخب ملاوي والمنتخب بنغلاديش عام 2015 ومنتخب مالطا عام 2017, وحاليا أعمل مدربا لمنتخب غامبيا.

لم يذوقوا الفوز إلا في عهدي
 ما هي رؤيتك الفنية مع المنتخب الغامبي؟
- توليت المهمة التدريبية لمنتخب غامبيا في يوليو 2018، حيث كان هذا المنتخب يحتل المرتبة 172 في التنصيف الدولي للفيفا، وما يقارب الــ5 سنوات لم يذق هذا المنتخب طعم الفوز. وعندما توليت المهمة وصلت بهم للمرتبة 159 في تصنيف الفيفا، وحققت معهم انتصارات تاريخية ومكنتهم من الفوز على منتخبات عريقة وقوية مثل أنغولا والمغرب وغينيا في أرضنا وبين جماهيرنا، وخطفت لهم تعادلين من أفضل منتخبات القارة السمراء: الجزائر وتوغو وكذلك مع الكونغو الديمُقراطية. لقد جعلت منهم منتخباً قوياً بعد أن كان فريسة سهلة لكل المنتخبات. على كل حال أصبح لدينا فريق قوي مع ظهور 17 لاعبا لأول مرة تحت قيادتي.
 هل من صعوبات تواجهك مع المنتخب الغامبي؟
- ليس لدي أي صعوبة، إذ يلعب أغلب تلاميذي في أوروبا، ويساعد الاتحاد الوطني في مهام العودة وكذلك في جميع الرحلات الجوية لتنظيم المعسكرات الجيدة وأيضا الإداريون جيدون، وكل شيء إيجابي للغاية.

قاعدة تدريبية
 ما هو الأسلوب التدريبي الذي تفضله؟
- أسلوبي التدريبي يعتمد على جودة فريقي مقارنة بجودة الخصم. ومن المهم دائما أن يكون لديك تنظيم جيد وهذه هي القاعدة، لكن إذا كان فريقي أضعف من الخصم فيجب أن أدافع أكثر. أما إذا كان فريقي أقوى فيمكنني الهجوم أكثر.
أعتقد أنني قوي من الناحية التكتيكية وجيد في تحفيز اللاعبين، بالإضافة إلى أنني أحترم الثقافات المختلفة وأتحدث العديد من اللغات.

أستمتع في القارة السمراء
 كيف تصف لنا مسيرتك التدريبية في القارة السمراء؟
- الحقيقة أنني دربت بالفعل 6 منتخبات وطنية أفريقية، وأتمنى أن أكون قد قمت بعمل جيد، وهناك الكثير من المواهب، وأنا أستمتع بالعمل في القارة السمراء.
 دربت في دول عدة، أين وجدت الاستقرار كمدرب محترف؟
- أحببت كل البلدان التي عملت فيها، وكل بلد له جماله وجودته، وكان العمل في توغو وناميبيا أمرا رائعا، واليمن أحببته فهو واحد من أجمل الأماكن على وجه الأرض. أنا الآن أعمل لمدة عامين في غامبيا وهذا أمر رائع.

تدريب اليمن شرف لي
 ماذا عن ذكرياتك في اليمن؟
- أحب اليمن وما زلت أشاهد بشكل متكرر مقاطع الفيديو لمبارياتنا في كأس الخليج. يشرفني جدا أنني دربت اليمن، وآمل أن أعود مرة أخرى، حيث كان عملي رائعاً، والاتحاد اليمني كان داعما للغاية.
 كيف وجدت البيئة الرياضية في اليمن؟
- كان كل شيء منظماً بشكل جيد. تدربنا بشكل جيد في صنعاء وذهبنا إلى معسكرات خارجية في مصر وقطر، وشاهدت عددا من مباريات الدوري اليمني، وأحببت الجو والمستوى.
 رغم الفترة القصيرة كيف تقيم تجربتك مع المنتخب اليمني؟
- جيدة وكما قلت سابقا، أحب اليمن ولا يزال بإمكاني أن أردد النشيد الوطني، وأنا فخور بأنني دربت هؤلاء اللاعبين وعملت في الاتحاد اليمني ولدي الكثير من الأصدقاء اليمنيين وما زلت على اتصال بالعديد من اللاعبين والموظفين وأعضاء مجلس الإدارة.

رياضيون حقيقيون
 هل هناك مميزات معينة وجدتها في اللاعب اليمني؟
- اللاعبون اليمنيون أقوياء من الناحية الفنية ومنضبطون من الناحية التكتيكية وهم رياضيون حقيقيون ولديهم حماس وعقلية عالية للغاية.
 لاعب يمني لفت انتباهك؟
- لا يمكنني ذكر لاعب واحد. أتذكرهم جميعا وأتابعهم عن كثب. واليمن لديها العديد من اللاعبين الموهوبين ومواهب جديدة قادمة إلى صفوف الشباب وينتظرهم مستقبل عظيم.
 برأيك ما هي الحلول لتطوير كرة القدم في اليمن؟
- أعتقد أن الوضع الصعب والاضطرابات في البلاد لا تساعد على تطوير كرة القدم في اليمن. وأعتقد أن القائمين على الكرة اليمنية يقومون بعمل جيد، وإذا أصبح الوضع أكثر استقرارا يمكن البدء في بناء تطور حقيقي.

أستمع للموسيقى العربية
 كانت لك عدة تجارب في المنطقة العربية، كيف وجدت الكرة العربية بشكل عام؟
- أحب الدول العربية وهم ماهرون ومنتظمون، وتمتلك دول الخليج الكثير من الأموال والبنية التحتية التي ساعدت في استقرار بلدانهم على إنشاء بطولات دوري قوية، وهذا يساعد على تطوير كرة القدم. لكن حقيقة أن اليمن لعبت في كاس آسيا وتحسنت كثيرا ويبدو أنها على الطريق الصحيح. في الخليج قطر هي بطل آسيا، والفائز بكأس الخليج البحرين، وأنا أؤمن بإمكانيات العراق غير المحدودة. أنا متحمس حقا للدول العربية وأتابعهم جميعا عن قرب، أحب الثقافة واللغة وأستمع كثيرا للموسيقى العربية.

كأس العالم هدفي
 ما هي الإنجازات التي حققتها كمدرب؟
- لدي العديد من الإنجازات وأهمها الوصول لكأس العالم تحت 17 عاما مع منتخب قطر، وفزت أيضا بالعديد من الكؤوس في بلدان مختلفة وتمكنت من تطوير العديد من المنتخبات. وفي كل مكان عملت فيه حافظت على علاقة جيدة، وأنا محترم وأحترم الناس. لكن بطبيعة الحال أريد تحقيق المزيد، وأريد أن ألعب في البطولات الكبرى، وهدفي الرئيسي الذهاب إلى كأس العالم. 
 في ختام هذا اللقاء ماذا تود أن تقول؟
- شكرا لصحيفة "لا" وأتمنى أن أعود مرة أخرى إلى اليمن، فاليمن بلد رائع. آمنوا بأحلامكم واسعوا لتحقيقها.