حاوره: عمار الأسودي / لا ميديا -

عرف بديناميكيته داخل الوزارة شبه المهجورة. أنشطة وفعاليات ومنافسات لطالما هرولت إلى الأمام ثم ارتدت على حائط سد.
أبو علي الخولاني، صاحب الكاريزما ورجل المواقف وأبو الأنشطة الشبابية والرياضية في زمن العدوان الأرعن الذي لم يترك شيئاً في هذا الوطن إلا ودمره، في حوار سريع مع ملحق "لا الرياضي" يفتح فيه النار على الدوائر السلبية ويتحدث عن الآلام والآمال والطموحات.
 أستاذ حسين، نرحب بك في صحيفة "لا" ونتمنى أن تعطينا نبذة عن بداية قدومك لوزارة الشباب والرياضة وظهورك كمسؤول يشار إليه بالبنان!
- حياكم الله يا صحيفة "لا".
نهاية العام 2014 وفي أعقاب اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته كافة ألوان الطيف اليمنية برعاية أممية ومباركة دولية وبحضور عدد كبير من السفراء، تم الاتفاق على تشكيل حكومة خالد بحاح، واختير الأخ رأفت الأكحلي وزيراً للشباب والرياضة، ليتم تكليفي ممثلاً للقسم التربوي لأنصار الله في وزارة الشباب والرياضة. 

ترتيب الأوضاع
 ما الذي عملتموه في تلك الفترة؟
- كنا قد بدأنا بترتيب العديد من المواضيع المهمة، وبدأنا بوضع النقاط على الحروف للنهوض بالرياضة اليمنية والارتقاء بها، وأيضاً للدفع بالشباب وتفعيل دورهم الحيوي والفاعل في خدمة المجتمع اليمني، وذلك إيماناً وانطلاقاً من إدراكنا لحجمهم الكبير في المجتمع اليمني الذي يعتبر شاباً وفتياً، ولا أنسى دور الأستاذ نبيل المهدي، مدير عام المنتخبات، وتعاونه الكبير معي.
 حدثنا عن إنجازاتك في وزارة الشباب والرياضة! 
- لا أحب التحدث عما فعلت وما قدمت، دع الآخرين يتحدثوا عن إنجازاتك أو إخفاقاتك، والتاريخ وحده هو خير حكم وأفضل من يقيم البشر.
سبب تراجع الأداء الرياضي
 كيف تقيم العمل الإداري والرياضي حالياً؟
- أرغب في التحدث إجمالاً عن الوضع الرياضي. وليس بخاف على الجميع خطة وموازنة الدولة ومجلس الوزراء ووزارة المالية التي بموجبها تم ضم صندوق رعاية النشء والشباب أسوة بباقي الصناديق في الجمهورية، مبررين ذلك بترشيد الإنفاق والحد من التجاوزات غير الضرورية. وبغض النظر عن صوابية هذا الإجراء، لكنه بكل تأكيد فرض واقعاً جديداً أسهم كثيراً في تراجع العمل والأداء الرياضي لمختلف الألعاب الرياضية والمكونات الشبابية في الجمهورية اليمنية.
وبالتالي فهذا الواقع فرض العديد من القيود على حركة وسلاسة وديناميكية صرف الأموال وفق خطة الإنفاق المالية، والتي تم الاتفاق عليها بين وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء من جهة وبين وزارة المالية من جهة أخرى، بعلم واطلاع لجنة الخدمات في مكتب رئاسة الجمهورية، وكذا رئاسة الوزراء.

نظرة قاصرة
 العام الماضي أقمتم فعاليات رياضية في عدة محافظات، هل وصلتم لمخرجات ملموسة؟ وهل صادفتكم إشكاليات؟
- للأسف لا تزال نظرة السلطة قاصرة في التعيينات الحيوية في أغلب المرافق الحكومية. والظاهر أننا لم نتعلم من الدرس القاسي الذي عانيناه من العدوان وجرائمه بحق البشر والشجر والحجر في اليمن.

الرياضة ستصلح ما أفسدته السياسة
 طموح الأستاذ حسين إلى أين يصل على المستويين العملي والرياضي؟
- طموحي أن ينتهي العدوان وينتصر الشعب اليمني على قوي الرجعية والعدوان، أن يستعيد اليمن عافيته وينهض أفضل من قبل، وأن نرتقي بالرياضة ويعم السلام كافة ربوع السعيدة. ولدي إيمان مطلق بأن الرياضة ستصلح ما أفسده السياسيون.

مناشدة للحكومة
 الكلمة الأخيرة متروكة لك قل فيها ما تريد!
- لدي إضافة محورية ومهمة وهي عبارة عن مناشدة صادقة لكل من لديه الصلاحيات في أي تسلسل إداري في هرم الدولة والحكومة بأن يتم إعادة النظر في العديد من البنود المالية التي تعتبر من الأهداف الاستراتيجية التي من أجلها أنشئ صندوق رعاية النشء، وتم تجميدها أو التغافل عنها بقصد أو بدون قصد. 
على سبيل المثال:
إعادة النظر في صرف رواتب المدربين الوطنيين للعديد من الألعاب الرياضية، والمتوقفة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، فهم ثروة قومية لليمن ويجب مواصلة تطوير قدراتهم وتأهيلهم ليرتقوا بالأداء.
بالإضافة لرفع وتحسين حوافز لاعبي المنتخبات الوطنية للعديد من الألعاب الرياضية والاعتناء بهم ورعايتهم وتوفير التأمين الصحي لهم وتكريمهم نظير إنجازاتهم التي حققوها بجهودهم الذاتية وأسهموا كثيرا في تمثيل اليمن وتشريفها، وهم أفضل بكثير من بعض السفراء ممن أقسموا اليمين وللأسف باعوا اليمن في سوق العهر والنخاسة وبأبخس الأثمان.
إعادة النظر في صرف مخصصات المشاركات الخارجية في المحافل الإقليمية والدولية لعدد من المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب الرياضية، وخصوصاً تلك المشاركات التي من المتوقع أن يحقق فيها رياضيو الوطن ميداليات ملونة وأرقاماً دولية ترضي وتلبي تطلعات الشعب اليمني الصامد الذي هو اليوم في أمس الحاجة لهذا النجاح والإنجازات ليعزز ثباته الأسطوري في وجه عدوان غاشم ظالم ومجرم قصف ودمر الحجر وأهلك الزرع وحاصر البشر، بحيث تتوازى هذه الانتصارات مع المعجزات التي يحققها أبطالنا الميامين من رجال الجيش الأماجد والقوة الصاروخية الشوامخ. 
إعادة النظر في ترميم ما أمكن من المنشآت الشبابية والصالات والملاعب الرياضية التي قصفها طيران العدوان المتوحش، لتتمكن من استيعاب الشباب والرياضيين بمختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية، وإعادة صرف ما أمكن من مخصصات دعم وتشغيل الأندية الرياضية بدرجاتها الثلاث.
فليس بخاف على أحد أن اليمن لديه قوة بشرية فتية تقارب الـ70% من تعداد سكان الجمهورية، وهذه القوة البشرية الضخمة تحتاج لمقرات وأندية واتحادات تستوعبها وتوجهها التوجيه الصحيح لخدمة وحماية اليمن. وكذا الاهتمام ورعاية عدد من الرياضات النوعية والفريدة التي تتميز بها اليمن، مثل رياضة الفروسية، فاليمن وكما يعلم الجميع في الداخل والخارج هي منبع وأصل الخيل العربي الأصيل. والذي بكل همجية تعرض لعدد من الهجمات والقصف الوحشي الذي استهدف الخيل مباشرة. 
وكما يموت الخيل العربي الأصيل من القصف، فإنه يموت بسبب الجوع وانعدام التغذية الصحيحة والعناية الطبية اللازمة، والتي بكل تأكيد لو تم التركيز عليها ستحافظ على أقدم وأهم السلالات العريقة من الخيل العربي الأصيل، ولنؤكد للمدعين من بعران الخليج أن اليمن هي عرين أسود البيداء ومنبع الصافنات.