حـاوره: طلال سفيـان / لا ميديا -

تدور الكرة في ملعب الأندية الريفية بشكل مبهم. لا أحد يهتم، سواء على الصعيد الرسمي أم الإعلامي. ويبقى توصيف "المظاليم" هو الأنسب، نتيجة هذا الغموض.
مطلع التسعينيات انطلق لاعب شياطين الحالمة الحمر صوب قريته (مقبنة) الواقعة غرب محافظة تعز، ليؤسس هناك نادياً رياضياً ثقافياً، حاملاً له الكثير من الآمال.
إنه الكابتن عبدالكافي الشميري، الذي فتح آفاق قلبه لملحق "لا الرياضي" سارداً قصة كفاح واجتهاد وطموح لا ينضب، وكشف عن أوراق الدعم والقطع في آن لمسيرة الأجيال.

تكونت في الأهلي
 ممكن تعطي الجمهور والقراء نبذة عن مسيرتك الرياضية وتأسيسك لنادي الأجيال؟
- عبدالكافي سعيد مراد الشميري، رياضي سابق انضم إلى صفوف النادي الأهلي بتعز كلاعب كرة قدم عام 1987، واستمررت في هذه القلعة الرياضية حتى عام 1991، وفي هذا النادي الشهير تعلمت أبجديات لعبة كرة القدم على يد الكابتن عبدالعزيز طه، الذي يشغل حاليا منصب أمين عام النادي الأهلي. بعدها توجهت إلى مسقط رأسي لفتح نادي الأجيال بمركز مديرية مقبنة، ودشنت العمل في هذا النادي الذي فتح أبوابه لجميع الفئات العمرية، واجتهدت كثيرا في فتح المجال للكبار حتى تكون لهم الكلمة في حل مشاكلنا ودعمنا. في الوقت نفسه كنت لاعبا وقائدا للاعبي الأجيال ومدربا للفريق الأول، واستضفنا على ملعب الأجيال أهلي تعز بقيادة الدولي عصام إبراهيم، ثم استضفنا صقور تعز بقيادة الكابتن نبيل مكرم، وبعدها تم استضافة الطليعة ووحدة صنعاء، والحمد لله كانت مباريات تنشيطية تجريبية جيدة.

إثبات صمودنا
 هل تقتصر مشاركة نادي الأجيال فقط على الفعاليات الرياضية المناسباتية؟
- لا تقتصر مشاركتنا على الفعاليات أو البطولات المناسباتية، بالعكس، وبالذات في هذه المرحلة الراهنة نحاول تأكيد ثباتنا وصمودنا في وجه العدوان الغاشم الطائش المنهار والمهزوم والمفلس والذي تجاوز حدوده كثيرا معنا، ولن يثنينا قصفهم الجوي الغاشم عن صمودنا في أراضينا، وسنؤكد أحقيتنا على الساحتين الشبابية والتربوية بتوفيق من الله القوي العزيز وبفضل القيادة وحكومة الإنقاذ الوطني والقائد القرآني الملهم من عند الباري للوصول بهذه البلاد إلى بر العزة والكرامة والأمن والأمان، ومن خلال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يستمد الشباب والرياضيون قوتهم وعزيمتهم صوب الجهاد. وهيهات منا الذلة.

حضور إيجابي
 ما هي البطولات التي شاركتم بها؟
- شاركنا في العديد من البطولات الرياضية، وسجلنا حضورا إيجابيا في التصفيات الموسمية في كرة القدم، وكنا قاب قوسين أو أدنى من مسألة التأهل، ولم نتغيب عن أي تصفيات ينظمها اتحاد تنس الطاولة وكذلك بطولة ألعاب القوى والتي كان لنا فيها النصيب في إحراز هذه البطولة على مستوى أندية محافظة تعز في الموسم الرياضي 2003، وتأهلنا إلى العاصمة صنعاء لخوض التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية. كذلك اعتلى نادي الأجيال منصات التتويج من خلال تسجيله الحضور المتميز في الجوانب الثقافية ومسابقات القرآن الكريم. وعن طريق المسؤول الثقافي مؤمن نور الدين استطاع نادي الأجيال أن يتجاوز أندية المدينة والريف في أمسية رمضانية حضرها وكيل محافظة تعز وقيادة المكتب التنفيذي للشباب والرياضة واللجنة الثقافية الاجتماعية بالمحافظة في قاعة السعيد الثقافية.


أكاديمية للأجيال
 ماذا عن أجندتكم القادمة؟
- في الأيام القادمة سنفتح المجال لتدريب النشء والبراعم من سن 8 سنوات إلى سن 14 سنة، وذلك من باب بناء قاعدة أساسية للأجيال أشبه بالأكاديمية، وستجمع براعم شمير في مدرسة للمواهب.
وبالمناسبة هناك من سيتبنى رعاية هؤلاء الصغار الموهوبين على مستوى شمير بعد أن اتفقنا مع مؤسسة الشميري للهندسة والمقاولات وبالمساندة الفعالة من صندوق النشء والشباب، وإن شاء الله سنثبت لكل من يستصغرنا أننا أول ناد ريفي يسجل حضورا أكاديميا، فلدينا أجهزة فنية ستدير المدرسة بكفاءة واقتدار. المسألة مسألة استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية، وكل شيء سيكون على ما يرام.

أنشطة بجهود ذاتية
 ماذا عن الدعم الرسمي؟ وهل تتلقون دعماً من المغتربين في الخارج؟
- في الحقيقة لقد توقفت حنفية الصرف من الجهات الرسمية منذ ست سنوات، وحتى هذه اللحظة لم نحصل على قيمة كرة من أي جهة رسمية، وتحركاتنا وأنشطتنا الرياضية التي ننفذها ونشارك فيها مبنية على جهودنا الذاتية، ولولا الأخ وكيل أمانة العاصمة، المهندس عائض الشميري، ما كنا قد شاركنا في بطولة 21 سبتمبر لأندية محافظة تعز. وهنا أوجه كلمة شكر وتقدير لأعضاء مجلس الشرف الأعلى للنادي المغتربين في السعودية وبريطانيا الذين كانت لهم البصمة في تعزيز لاعبي الأجيال ماليا، وهم: المهندس غسان عائض حمود، والإخوة علي سعد سلطان وعباس علي حامد مراد وأحمد سيف داود الشميري وطالب أمين مأمون من أمريكا. كل هؤلاء كانوا خير داعمين للأجيال، يتقدمهم الأخ مدير عام مطابع اليمن الحديثة في العاصمة صنعاء، محمد الشميري، ومعه مدير عام مطابع التفوق، المجاهد خالد الشميري.

لم نحصل على أي دعم
 من المعروف أن الأندية التي في الدرجات الدنيا أو الريفية مظلومة من كل النواحي.. كيف ترى الأمر؟
- فعلا أندية الدرجة الثالثة تعاني من التهميش من قبل الوزارات السابقة والاتحادات العيساوية، وإلى يومنا هذا وهم غير مهتمين بأندية الدرجة الثالثة. للأسف الشديد لم نتلق منهم حتى واحد في المئة مما كانوا يحصلون عليه من مصنع أسمنت البرح، الكائن في بلادنا في مديرية مقبنة. هذا المصنع كان يرفد صندوق النشء شهريا بملايين الريالات أيام نظمية عبدالسلام وتوفيق صالح، أيام الفساد المستشري، فيما نحن القطاع الشبابي والنادي الأبرز والوحيد في المديرية لم نحصل على أي دعم أو أي مساندة مالية أو عينية من هذا الصندوق، وظللنا نترجاهم كثيراً أن يصرفوا وسيلة مواصلات (باص) للنادي، ولكنهم لم يستجيبوا لمطالبنا ولم يعيرونا انتباهاً، رغم أننا نمرض في اليوم والليلة مئة مرة جراء الدخان المنبثق من المصنع ليلا ونهارا، فيما الملايين ترسل لصندوق النشء والشباب، يعني باختصار كنا نأمل!

القلب النابض للنادي
 اخترتم مؤخرا رئيساً فخرياً للنادي، هل الأمر يتعلق بالدعم؟
- نعم، تم اختيار المهندس عائض الشميري رئيسا فخريا، ولنا الشرف في أن يترأس المجلس الشرفي الأعلى للنادي، كونه يعد القلب النابض للنادي والمديرية. اخترنا المهندس عائض لأنه صاحب مبادئ وطنية ثابتة، وبلا شك هذا الرجل لن يتركنا نعاني.

المواصلات تنهكنا
 هل تقصد أن هناك معاناة تقف أمامكم؟
- نحن نعاني من مسألة المواصلات، والتي أنهكت جيوبنا ماليا. نحن بدون وسيلة مواصلات (باص). قد نضعف وقد ننهار في أي منافسة رياضية رسمية قادمة للنادي. وهنا أناشد صندوق النشء النظر بعين الاعتبار لصرف باص للنادي، وذلك من باب إنعاش الآمال للجانب الشبابي في هذا النادي الريفي المجاور لمصنع أسمنت البرح.
 كلمة تود أن تختتم بها هذا اللقاء...
- أحييك أخي العزيز وأشكرك كثيرا على إتاحة هذه الفرصة الإعلامية والتي من خلالها شكوت همومي الحقيقية للوزير والصندوق وعائض الشميري. والتحية الوطنية لصحيفتكم الموقرة والتي أصبحت وهاجة إعلاميا ورياضياً على مستوى الجمهورية. ودمتم موفقين ومتفوقين في صحيفة "لا".