حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

لطالما أمتع وأبهر الجميع بأدائه الرهيب على طاولة البينج بونج.
نجم ظلم كثيرا خلال فترة مضيه قدماً نحو المجد الرياضي. كان هناك أمامه حجر عثرة تمثلت برئيس الاتحاد اليمني لكرة الطاولة نبيل الفقيه، وكان هناك أيضا حائط صد أوقفه عن الإمساك بمضرب معشوقته الأولى والأخيرة.
حسام سيف، المزينة طاولته بألوان المجد من ذهب وفضة وبرونز، وصاحب قصة حبرها من الألم على كتاب مشواره المتروك على الطاولة، يستعد قريبا لطي صفحة شيقة تسرد قريبا في مهرجان اعتزاله للعبة برعاية كريمة من إدارة ناديه الأم (شعب إب).
وفي أوج الزحام والفرحة وحكايات الوجع تستضيف صحيفة "لا" نجم طاولة العنيد واليمن في حوار ذكريات الضربة الأولى وما تلاها من ضربات.
 مرحبا بك كابتن حسام. نتمنى أن تحدثنا عن اختيارك لكرة الطاولة وانطلاقتك معها؟
- مرحبا بك وبجميع القراء الأعزاء وشكراً لجميع القائمين على صحيفة "لا"، هذه الصحيفة الأكثر من رائعة والتي أبدت اهتماماً بمختلف الألعاب الرياضية.
بدايتي في الرياضة بشكل عام كانت في كرة القدم، ومازلت أتذكر في عام 1990 عندما كنت طفلاً صغيراً عام 1990 وأدخل أرضية الملعب مع نجوم العنيد في العصر الذهبي لكتيبة الكابتن إبراهيم الصباحي والجاموس ورشيد النزيلي والحمامي... الخ، من أجل التقاط الصور داخل أرضية الملعب معهم، وبدأت أتدرب مع أشبال العنيد لكرة القدم على يد المدرب القدير الكابتن أحمد راشد.
 وبدايتي في ممارسة كرة الطاولة كانت سريعة من حيث الانطلاقة وتحقيق الألقاب، بل وكانت أسرع من اتحاد اللعبة الذي أصدر أغرب قرار بالعالم وسأحدثكم عنه لاحقا.
في العام 1997 بدأ مشواري مع كرة الطاولة مع الكابتن عادل جواس مدرب فريق الشعب. وفي أول مشاركة على مستوى المحافظــــة حققــــت البطولــــة الرمضانية، وبعدهــــا شـــاركت فــــي بطولة الجمهورية لأندية الدرجة الثانية مع شعب إب ضمن تصفيات الصعود للأولى في صنعاء، وتم تكريمي كأصغر مشارك في البطولة، حتى وصلت للعام 2000 وكانت أول مشاركة لي في بطولة الجمهورية للناشئين في العاصمة صنعاء وبفضل من الله وتشجيع من والدي حققت لقب بطولة الجمهورية بدون أي خسارة في العام 2000/2001، وعلى ضوئها تم اختياري للمنتخب اليمني، وكان لي الشرف في تمثيل الوطن في المحافل الدولية.
واخترت كرة الطاولة كونها لعبة فردية وبإمكان أي لاعب إثبات نفسه من خلال مستواه، خلاف الألعاب الجماعية.

الشهيد "زيد" أجل مهرجان اعتزالي
  تم إعلان إقامة مهرجان اعتزالك. من سيرعى المهرجان؟ وهل تحدد موعد إقامته؟
- نعم، تم الاتفاق مع إدارة النادي على إقامة مهرجان اعتزال ضمن فعاليات احتفال النادي بمناسبة الفوز بلقب أكثر الأندية اليمنية شعبية بحسب استفتاء الاتحاد الآسيوي، وكنا في بداية التنسيق، ولكن بسبب حادثة اغتيال الأستاذ حسن زيد وزير الشباب والرياضة، رحمة الله، تأجل موعد المهرجان.
وبالنسبة لرعاية المهرجان لا يوجد أي شركة داعمة في الوقت الراهن، وسيتم تحديد موعد المهرجان وأسماء اللجنة التنظيمية والإعلامية بعد اجتماع إدارة النادي قريباً إن شاء الله.
 ماذا بعد رحيل الوزير؟ وهل سيتأثر الأمر بهذا؟ 
- رحمه الله، كان قد وافق على رعاية المهرجان من خلال تواصله مع مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة إب، الأستاذ إبراهيم المساوى، الذي يستحق كل الشكر والتقدير لوقوفه معي. ولكني فوجئت في اليوم الثاني بخبر اغتيال الوزير رحمة الله عليه، ونأمل من القائمين على الوزارة مواصلة ما بدأه الشهيد الوزير حسن زيد ورعاية المهرجان.

أفضل إدارة للعميد
 ألا تجد أن إقامة مهرجان اعتزال لنجم في إحدى رياضات الظل أمر غريب على المشهد الرياضي اليمني، خاصة أن الكثير من أبناء هذه الألعاب المظلومة لم يحظوا بهذا التكريم، والاقتصار فقط على تكريم أسطورة الطاولة أحمد زايد على هامش بطولة عربية أقيمت في صنعاء؟
- قد تجده غريباً من وجهة نظرك، لكن ليس غريباً بوجود إدارة مثل إدارة نادي شعب إب بقيادة محافظ المحافظة عبدالواحد صلاح رئيس النادي، ونائب رئيس النادي المخضرم خالد شديوة، والأمين العام أحمد دهمان، والقاضيين أنور المتوكل ورضوان الصنعاني، والكابتن عبدالسلام الغرباني مدير عام النادي، والأستاذ أبو ذر الغشم، وباقي أعضاء مجلس الإدارة، الذي أثبت ومن خلال فترة قصيرة أنه من أفضل مجالس الإدارة التي حضي بها العنيد. لا أمتدحهم لأنهم سيقيمون مهرجان اعتزالي، بل لأن هذه الإدارة تهتم بجميع الألعاب، ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي إلا أنهم يقومون بالواجب على أكمل وجه.
وبالنسبة لأسطورة كرة الطاولة اليمنية النجم أحمد زايد يستحق أكثر من التكريم، كونه قدم للوطن ما لم يقدمه أي لاعب آخر ويجب الاستفادة من خبراته في الجانب التدريبي والفني، ولكن هذا عيبنا في اليمن، أعضاء الاتحادات معظمهم لا يعرفون حتى قوانين اللعبة، والنجوم بحجم أحمد زايد ليسوا موجودين في الكادر التدريبي ولا في الفني ولا حتى في اتحاد اللعبة. 
 وماذا عن اتحاد كرة الطاولة؟ هل سيكون له بصمة في المهرجان؟
- لا أتوقع شيئاً من اتحاد اللعبة.

إطلاق نار
 تعرضت لإصابة بإطلاق النار عليك... ما الذي حدث؟
- نعم، في عام 2011 عندما كنت في الباص وفجأة أطلق عليَّ مرافقو أحد المشائخ رصاصة أصابتني بعدة كسور في القدم وأجريت لي 3 عمليات جراحية، 6 مسامير لتثبيت العظام وعملية لترميم العظام وإزالة الزوائد العظمية، وحتى اليوم لم يكتمل نمو العظام بشكل كامل، والحمد لله على كل حال.
 هل هذا الحادث هو الذي أوقفك عن ممارسة كرة الطاولة؟
- نعم، لقد كان السبب الرئيسي في عرقلة مشواري الرياضي، وأوقفني لمدة 4 أعوام، وكنت عاجزاً عن المشي والحركة بسبب وجود جهاز تثبيت خارجي (6 مسامير خارجية). وشاركت في بطولة واحدة فقط بعد الحادث في عام 2015 مع نادي التلال في تصفيات الصعود، والحمد لله حققت المركز الأول، ولكن الألم الذي أصابني من اتحاد اللعبة أوجعني أكثر من الرصاصات التي أصابتني.

اتحاد الفقيه دمرني
 ما الذي تشعر به إزاء تركك اللعب في عز التألق والعطاء؟
- أشعر بالحسرة لترك اللعبة، وكنت أتمنى مواصلة اللعب، لكن العدوان الخارجي دمر كل شيء جميل في الوطن، والعدوان الداخلي (اتحاد اللعبة) دمرني.
 أشرت في بداية الحوار إلى قرارات غريبة اتخذها اتحاد الطاولة... ما هي؟
- نعم، لدي الكثير أود الحديث عنه بخصوص اتحاد نبيل الفقيه وأغرب قرار في العالم. بعد أن أحرزت لقب بطولة الجمهورية للناشئين كانت الصدمة الكبرى، فقد أصدروا قراراً وقالوا: اللاعب الذي يحرز بطولة الجمهورية للناشئين لا يحق له المشاركة في فئة الناشئين مرة أخرى حتى لو كان عمره تحت سن الناشئين! بالله عليك هل رأيت بعمرك قراراً مثل هذا في العالم كله؟!
القرار كان لمنعي من المشاركة في فئة الناشئين بحجة إتاحة الفرصة للآخرين لإحراز البطولة، بالرغم أن هناك لاعبين أكبر مني سنا وبفارق كبير وسُمح لهم بالمشاركة كما سمح لجميع زملائي في المنتخب بالمشاركة مع الناشئين، وفقط أنا من منعت! بالمختصر القرار صدر خصيصاً لمنعي من إحراز لقب البطولة أكثر من مرة، وتصعيدي للعب في فئة العمومي ولم أكن أتجاوز الـ14 من العمر! والحمد لله حققت المركز الخامس في بطولة التصنيف رجال بوجود لاعبين كبار يفوقونني سناً وخبرة، مثل الكباتن وائل القرشي ومحمد الحاشدي والخولاني والصباحي والمطري والحمادي.
عدوان عيني عينك رغم انتقاد كل الصحفيين لهم. وليس هذا فقط، بعدها أضاعوا جواز سفري في يوم العيد، والسبب أن موعد المشاركة في البطولة الآسيوية في هونج كونج رابع العيد، والجوازات تكون مغلقة خلال فترة الإجازة، يعني صعب أستصدر جوازاً بدل فاقد، مع العلم أن عدد جوازات لاعبي وإداريي المنتخب أكثر من 10 جوازات وجوازي فقط هو الذي ضاع! وسبحان الله، كانوا يعرفون أن جوازي ضائع وقطعوا التذكرة باسم لاعب آخر!
ولكن بتعاون من المرحوم علي الصباحي، رئيس النادي السابق، والدكتور يحيى الحداد، تم إصدار جواز سفر من وزارة الخارجية وسافرت هونج كونج بجواز سفر لمهمة، بعدها بأسابيع فوجئت مرة أخرى بالضربة القاضية، فقد تم استدعائي من أجل المشاركة مع المنتخب في بطولتين خارجيتين، الأولى في قطر والثانية في بطوله العالم بفرنسا.
وسافرت من إب إلى صنعاء وفور وصولي للمركز الأولمبي تم طردي، لحظة وصولي سألني رئيس الاتحاد، نبيل الفقيه: فين جوازك؟! قلت له: عادنا ما طلعت بدل فاقد. قال: خذ شنطتك وارجع إب وما أشتي أي حد يتصل بي ولا أي كلام! رغم أن الاتحاد هو الذي أضاع الجواز أو بالأصح هم من قاموا بإخفائه، والمفترض أنهم المسؤولون عن إصدار جواز آخر، وتم استبعادي بشكل نهائي، ولم أشارك في أي بطولة بعد البطولة العربية الـ18 في الأردن. والله إن الوجع الذي أصابني في تلك اللحظة أقوى من ألم الرصاصة التي أصابت قدمي! عندما تجد النفاق والمجاملات حتى في اختيار من يمثل الوطن...
تحرز المركز الأول في جميع التصفيات التي تقام في الفترة التدريبية للاعبي المنتخب في كل تصفية تقام، وعند اقتراب إعلان أسماء اللاعبين الذين سيشاركون في الخارج لا تجد اسمك!!
مرة يقولون نتيح الفرصة للآخرين للمشاركة، وكأنهم مسافرون سياحة وليس لتمثيل الوطن والأجدر يمثل الوطن! وتارة يضيع الجواز من بين جميع جوازات اللاعبين ومن داخل مبنى الاتحاد، ومرة يخترعون قوانين من أجل حرمانك من تحقيق البطولة.
كنت أعشق اللعبة وأسافر إلى صنعاء للالتحاق بالمعسكرات التدريبية على حساب والدي وبدعم من الدكتور يحيى الحداد، وبالنهاية يستبعدونني من المنتخب! وجع والله!

تكريم وراتب شخصي من أكثر من شجعك؟
- والدي حفظه الله وشفاه وأطال في عمره، دعمني وشجعني وكان لي الأب والأخ والصديق.
وبعد والدي تكريم الدكتور يحيى الحداد وسام أعتز به كثيراً، فهو أكثر من دعمني، لدرجة أنه قرر لي راتباً شهرياً من حسابه الخاص، وكان يقوم بتكريمي في كل بطولة أحرزها وفي أي مشاركة خارجية أشارك بها وكرمني عند إحرازي لقب بطولة الجمهورية، مع الكابتن عبدالسلام الغرباني في حفل كبير اقامه في مركز القلب الحديث.

نجوم في مهب الإهمال
 حاليا ما تقييمك لكرة الطاولة اليمنية؟
- اللعبة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام وترك المجاملات من الاتحاد واختيار لاعبين من جميع المحافظات وليس الاهتمام بصنعاء فقط ولاعبي المنتخب من صنعاء فقط، وكأنه منتخب صنعاء وحدها وليس منتخب اليمن، وإن كان هناك نجوم حققوا مراكز في بطولات عربية وغيرها فهذا ليس بسبب نجاح وكفاءة الاتحاد.
نحن في وطن غني بالمواهب واللاعبــين الذيـــن يعشقون اللعبة رغم محاربة الاتحاد لهم. لدينا لاعبون مميزون حققوا بطولات عربية، مثل الكباتن عمر الكدس وأمجـد ومجــد الذبحاني وإبراهيم جبران... ولكن ماذا عمل لهم الاتحاد أو الوزارة؟! فقط كافؤوهم أو كرموهم بمبلغ 100 ألف ريال، قيمة جوال!
 هل من رسالة تحب أن توجهها في هذا الحوار؟
- لدي رسالة للمجتمع الرياضي اليمني: الرياضة هي المتنفس الوحيد للجماهير والشعب اليمني، عليكم جميعاً أن تعملوا وتحافظوا على الأخلاق الرياضية وإعادة روح التنافس الشريف ونبذ الخلافات والمهاترات. اشتقنا لجمهور العنيد العريق والتلال العميد والإمبراطور والإتي وأندية تعز وحضرموت، لا تدخلوا الرياضة في السياسة.
 كلمة تختتم بها حوارك معنا...؟
- كل الشكر والتقدير لإدارة النــادي ولـكل من يساهم في إنجاح مهرجان اعتزالي، وشكراً لك أخي طلال وشكرا لصحيفة "لا".


بطاقة 
الاسم: حسام محمد سيف
الميلاد: 1985.
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه ابنتان وولد.
المؤهل التعليمي: ثانوية عامة.
سنوات اللعب: 26 عاماً.
الإنجازات:
- أصغر مشارك في الجمهورية 1997.
- المركز الأول في بطولة الجمهورية ديسمبر 2000.
- بطل المحافظة فردي الناشئين، والمركز الثاني مع فريقه في بطولة المحافظة 2000.
- بطولة المحافظة للمدارس 2000.
- بطولة المحافظة ولقب أفضل لاعب في دورة الصعود نوفمبر 2000 وكان له الفضل في تصعيد العنيد إلى الدرجة الأولى.
- أنضم إلى برنامج الواعدين في يناير 2001 (اللجنة الأولمبية اليمنية وزارة الشباب والرياضة). 
- المركز الأول في البطولة المدرسية الثانية على التوالي ممثلاً لمدرسة النهضة 2001.
- المركز الأول في بطولة الجالية السودانية 2002.
- المركز الأول في بطولة الجمهورية للمدارس ديسمبر 2001.
- المركز الأول في بطولة الجمهورية للمدارس (الأنشطة الكشفية العاصمة صنعاء) ديسمبر 2001.
- المركز الأول في بطولة المحافظة للرياضة للجميع 2002.
- المركز الأول في بطولة جامعة إب 2003.
- المركز الثاني فرقي في بطولة الجمهورية للجامعات اليمنية تعز 2006.
- المركز الثاني فردي في بطولة الجمهورية للجامعات اليمنية تعز 2006.
- المركز الثاني زوجي في بطولة الجمهورية للجامعات اليمنية تعز 2006 واختير للمشاركة في بطولة العالم للجامعات بتايلاند.
- المركز الأول- بطولة المحافظة على درع الشهيد محمد الدرة 2003.
- المركز الرابع في فرقي مع محمد الحاشدي وأحمد المطري وهاني الحمادي في البطولة العربية الـ18 عمان الأردن.
- المركز الخامس في التصنيف اليمني 2005.
- المركز الأول مع نادي التلال عدن لأندية الدرجة الثانية في تصفيات الصعود 2015.
- المركز الأول مع نادي حسان أبين لأندية الدرجة الثانية في تصفيات الصعود 2010.
- المركز الأول مع نادي صلاح الدين بالمخادر لأندية الدرجة الثانية في تصفيات الصعود 2009.