هل تُستخدم تقنية الفار في أول بلد ابتكره؟!

استطلاع :  مالك الشعراني / لا ميديا -
"الحكم" هو اللاعب رقم واحد في الميدان، ولولاه لما أُقيمت المسابقات وانتهت المباريات بأمان، ولما توجت الفرق بالدروع والكؤوس والميداليات الملونة. لكنه أقل دخلاً وأضعف دعماً وأكثر عرضةً للمخاطر والهتافات الحادة من قبل بعض جماهير المدرجات، فتجد أول منتقدي قراراته هم المعلقين ثم المحللين الرياضيين. وفي أحايين كثيرة يتخذه المدربون ومسؤولو الأندية شماعة لفشل فرقهم وهزائمها.
وقبل انطلاق صافرة الدوري، الذي مازال في غياهب الاتحاد، وحول النقد الذي طال بعض الحكام في المسابقات التنشيطية الأخيرة والصعوبات التي تواجههم، يحاول ملحق "لا الرياضي" تلمس هموم وشجون واستعدادات قضاة الملاعب عبر هذا الاستطلاع.

ناجي: البحث عن كل جديد
في البداية تحدث الحكم طلال ناجي أحمد قائلاً: "نشكر لجنة الحكام التي تعمل بصمت، ولا بد أن نضع كل شيء في موضعه، فقد نظمت اللجنة في الفترات الماضية دورات للحكام وتأهيل الشباب منهم في أغلب المحافظات، بالإضافة إلى ترفيع بعض الحكام, وكل ذلك جرى تحت إشراف الاتحاد العام لكرة القدم ورئيس لجنة الحكام الكابتن أحمد قائد، والمحاضر الآسيوي مختار صالح".
ويؤكد طلال أن لجنة الحكام على تواصل بالحكام لإطلاعهم على كل جديد في مجال التحكيم، موضحاً أن توقف المسابقات الرياضية والحرب التي تشن على الوطن من الصعوبات البارزة التي يعاني منها الحكام.

باشا: قرارات مجحفة
المدرب السابق لفريق العروبة، علي باشا، انتقد قرارات بعض الحكام ضد فريقه في المباريات الأخيرة للبطولة التنشيطية، قائلاً: "بعض القرارات ضد فريقي كانت مجحفة، وهناك تعاطف مع الأندية الكبيرة، وأحياناً تكون المباراة كبيرة وبسبب ضعف الخبرة يقع الحكم تحت ضغط نفسي".
وأضاف: "لا فرق بين مستوى الحكام السابقين والحاليين، وأطالب لجنة الحكام باستخدام تقنية الفار في الدوري القادم وتطوير الحكام ورفع لياقتهم البدنية وتفعيل مبدأ الثوب والعقاب ومحاسبة المقصرين".

الذبحاني: ارفعوا المستحقات المالية
الزميل أسامة الذبحاني، وهو من المتابعين للحكام، يختلف مع المدرب علي باشا، قائلاً إن مستوى بعض الحكام جيد، وخاصة في بعض المحافظات التي مازال حكامها يتدربون بشكل متواصل.
وأضاف: "لا خوف على مستقبل التحكيم اليمني، فلدينا حكام شباب مستواهم جيد جداً، ولكن يجب تأهيلهم داخلياً عبر الدورات الإنعاشية لرفع قدراتهم والتنافس فيما بينهم".
وأوضح الذبحاني أن العدوان والظروف المادية أوقفت تطور الحكام، مشدداً في ختام حديثه على ضرورة دعم الحكام معنوياً ومادياً ومعاملتهم مثل الحكام العرب، وطالب باستخدام تقنية الفار في الملاعب المهيأة لذلك.

الآنسي: بحاجة للفار
من جانبه أكد سكرتير نادي وحدة صنعاء، نبيل الآنسي، أنه وبرغم الظروف الحالية التي تشهدها البلاد فإن مستوى الحكام إيجابي، لكنه يرى أن الحكام الشباب الحاليين بحاجة إلى دورات مكثفة لتطوير مستوياتهم، وطالب لجنة الحكام بتصحيح الأخطاء السابقة، متمنياً انطلاق الدوري في الوقت المحدد، واستخدام تقنية الفار، وللحكام أداء أفضل، والتوفيق والنجاح لكل الفرق المشاركة.

قائد: التحكيم اليمني بخير
في الختام كان لا بد من أخذ رأي أول حكم على مستوى العالم استخدم تقنية الفار (VAR)، وهو الحكم الدولي أحمد قائد سيف، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد العام لكرة القدم, الذي بدوره طمأن الشارع الرياضي بأن التحكيم اليمني بخير ولا قلق على مستقبله ومستوى الحكام الحاليين جيد، بدليل قيادتهم مباريات الدوري التنشيطي إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الحكام الشباب الواعدين في الساحة تم تأهيل بعضهم خلال السنوات الماضية ويبشرون بالخير.
وأوضح أن اتحاد كرة القدم يعد العدة لإقامة دورة (On Line) للحكام والمقيّمين (50 حكماً ومقيّماً) برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم في منتصف الشهر الجاري، وقد تقام فور استكمال الترتيبات والتواصل مع الفيفا.
وأضاف الكابتن أحمد أن الاتحاد العام لكرة القدم، وبالتنسيق مع فروعه في المحافظات، أقام خلال السنوات الماضية 15 دورة تدريبية سواء للحكام المستجدين أو ترفيع على مستوى الجمهورية، وأصبحت أغلب الفروع لديها قاعدة من الحكام والمقيّمين.
لكنه استدرك قائلاً: "لكن التأهيل الفعلي للحكام يأتي من خلال إقامة المسابقات وتطوير مستوياتهم واكتسابهم للخبرة من خلال قيادتهم للمباريات الرسمية، وبالتالي يتمكنون من إثبات قدراتهم في ملاعب محافظاتهم، واللجان الفرعية ستتابعهم وترفع بأسماء الأفضل إلى اللجنة العليا والاتحاد العام لكرة القدم".
وأشار إلى أن الحكم اليمني موهوب بالفطرة ومهتم بنفسه وقادر على الوصول إلى أعلى المراتب، بشرط أن يتم تذليل الصعوبات التي تقف أمامه ورعايته ومنحه حقوقه الكاملة.
وأوضح أنه قدم تصوراً لاتحاد الكرة، قبل إقامة أي مسابقة، وسيتم إقامة دورة تدريبية لشرح التعديلات وإطلاع الحكام على القوانين الجديدة، ثم إجراء اختبارات للمشاركين لمعرفة مدى جاهزيتهم واستعدادهم للبطولة.
وحول إمكانية استخدام تقنية الفار في الدوري القادم قال: "استخدام هذه التقنية ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى إمكانيات مادية ودورات تأهيلية وتطبيقها على أرض الواقع".
وفي ختام حديثه طالب بتذليل الصعوبات والعراقيل التي تقف أمام قضاة الملاعب والتي تحول دون تطورهم، والدفع بهم إلى الأمام داخلياً وخارجياً، ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون الجميع.