أسعـــار النفـــط تقفــز.. هل ينقل هجـوم جـدة الاشتباك إلى طور جديد من الرد الاستراتيجي؟
٢٠٢١ إنذار شؤم لناقلات العدو.. رسالـة صمـت مـدويـة

خاص / لا ميديا -
أكدت مصادر خاصة لصحيفة «لا»  أن الهجوم الذي تعرض له ميناء جدة السعودي، مساء أمس الأول، يدشن مرحلة متقدمة من الاشتباك البحري تتجاوز اتفاق ستوكهولم الذي ولد ميتاً.
وقالت المصادر إن صمت صنعاء إزاء الهجوم البحري لا يقلل من ضراوته ولا ينفي دلالات أزوف انتقال الاشتباك على أرض الواقع من طور التعويل على الاتفاق الميت لكسر الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن إلى طور مقاربة هذا الحصار عسكرياً من قبل صنعاء.
وأضافت المصادر أنه فيما إذا تبنت صنعاء الهجوم فسيكون الاشتباك قد دخل طور اللارجعة رسميـاً  ولن يكون المسرح المائي بمأمن من نيرانه, لاسيما مع استمرار النفاق الأممي والدولي في توفير غطاء لقرصنة تحالف العدوان الأمريكي وجرائمه بحق اليمنيين بالتوازي مع إدارة الظهر لوضع مأساوي متفاقم يعيشه اليمن وشعبه.
يدعم ذلك تحذير شديد اللهجة، توجه به عضو لجنة التنسيق في اتفاق ستوكهولم عن صنعاء اللواء محمد القادري للأمم المتحدة أمس مضمونه أن جبهات أخرى ستشتعل في الرد على استمرار الحصار، مؤكداً قدرة صنعاء على فتحها كحق مشروع.
مراقبون قرأوا عملية الهجوم البحري على ميناء جدة الاستراتيجي كرسالة أولى من صنعاء تستهدف إنعاش «الاتفاق الميت» ولفت أنظار العالم المنافق إلى تبعات صمته إزاء معاناة اليمنيين على مصالحه في المياه الدولية الوجهة الأرجح للاشتباك القادم.
وكان وزير الطاقة السعودي أقر بتعرض ميناء جدة السعودي لهجوم  وصفه بـ«الإرهابي».
وذكرت الأنباء أن انفجارات شديدة وقعت في الميناء وألحقت به خسائر مادية كبيرة أخرجته عن الخدمة.
الأمر الذي أكدته  منظمة "عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة" (UKMTO) أمس، بقولها أنه تم إغلاق ميناء جدة، بعد الانفجار وتضرر ناقلة النفط البريطانية (BW Rhine).
ونقلت  "نوفوستي" الروسية عن قبطان الناقلة أنه تم مشاهدة زوارق صغيرة قبل وقوع الانفجار.
وفي وقت سابق ذكرت شركة شحن أن إحدى ناقلات النفط التابعة لها أصيبت من قبل "مصدر خارجي" مجهول، مما تسبب باشتعال حريق ووقوع انفجار أثناء تفريغ السفينة التي ترفع العلم السنغافوري في الميناء.
وقالت شركة "حافنيا"، ومقرها في سنغافورة، في بيان، إن الناقلة "تعرّضت لضربة من مصدر خارجي بينما كانت تفرغ حمولتها، ما تسبّب بوقوع انفجار واندلاع حريق"، مشيرة إلى أنه لم يصب أي من البحارة وعددهم 22.
 وقالت الشركة المالكة إنّ الهجوم تسبب بأضرار في جسم الناقلة، من دون أن تستبعد حدوث عملية تسرّب للنفط. 
وإثر الحادث ارتفعت أسعار النفط، حيث صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 1.50% إلى 50.72 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 11:20 بتوقيت غرينيتش، بينما ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي بنسبة 1.37% إلى 47.21 دولاراً للبرميل.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هزّ انفجار ناقلة يونانية في ميناء الشقيق السعودي، وفق أثينا.
وكانت قوات الجيش واللجان الشعبية استهدفت بصاروخ محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة قبل يومين من الهجوم على الناقلة اليونانية.
وتوعدت القوات المسلحة اليمنية، في نوفمبر الماضي/ تشرين الثاني، بهجمات جديدة خلال الأيام المقبلة ضدّ المنشآت العسكرية والاقتصادية في الأراضي السعودية، وذلك ردّاً على استمرار الغارات الجوية والحصار المفروض الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن.
ودعا ‌‌‌‌‏المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، كافة الشركات الأجنبية العاملة في السعودية، والمقيمين الأجانب في كافة الأراضي السعودية، إلى الابتعاد عن تلك المنشآت التي ستكون في دائرة الاستهداف. 
وأرجع سريع التهديدات الجديدة إلى استمرار العدوان الظالم والحصار الغاشم والتصعيد المستمر من التحالف السعودي الإماراتي وإصراره على استمرار إغلاق المطار والموانئ اليمنية.
على حافة أيام قليلة من نهاية العام 2020  تتصاعد الُنذر والمؤشرات التي تؤكد أن عام 2021 سيشهد رداً عسكرياً استراتيجياً يمنياً لا يقتصر على البر, إحدى نتائجه المتوقعة اشتعال طرق الملاحة الدولية..
إنه منذ اللحظة «عام الشؤم» على ناقلات النفط العالمية التي تمر على مقربة من البر اليمني غير آبهة لمعاناة سكانه.