صلاح الدكاك / لا ميديا -

نهاية شهر آذار/ مارس 2019 أعلنت سلطات العدو السعودي تعرُّض ميناء جيزان لهجوم بحري بـ"زوارق مفخخة"، ووصفت العملية بـ"الإرهابية" وراحت تتحدث عن بسالة بحريتها فـي التصــدي للمهاجمين والاشتباك معهم، بينما تكتمت على الخسائر التي لحقت بالميناء إثر الهجوم.
 كانت بحرية العدو السعودي -بطبيعة الحال- تتلقى الصفعة تلو الصفعة بمستويات متفاوتة من القسوة والقوة، وباتت منشآتها ومرافقها أشبه بفأر تجارب بلا حيلة لاختبارات "رجال الله".
كان هناك سبيل وحيد (لا بديل له) أمام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لتلافي هذه الهجمات بنجاعة ونجاح، هو إنهاء حصاره البحري والجوي والبري على اليمن ووقف عدوانه وجرائمه بحق صيادينا وشعبنا بمختلف شرائحه واقتصادنا وثرواتنا بشتى بناها التحتية.
لكن استكبار تحالف العدوان جعله يسلك سبيلاً آخر ثبت لاحقاً أنه مضيعة للوقت والمزيد من المليارات، حيث لجأ إلى "تحديث دفاعاته وتحصين موانئه" عبثاً، ولم يدر بخلده أن تكتيكاً كهذا قد يعقد عمليات الاستهداف على المهاجمين لكنه لن ينهيها ففي محاريب التصنيع الحربي اليمني يعكف فتية آمنوا بربهم على "صناعة الفلك بأعين مجري البحار والرياح والأفلاك"، الذي لا يفلح معه كيد الكائدين. كان واضحاً أن تحالف الاستكبار ومملكة بني سعود وإمارات بني زايد بتكتيكها ذاك ذاهبة إلى الغرق الحتمي، ولايزال أمامهم حتى اللحظة هامش عودة قبل أن يبتلعهم بحر تركه سيد الثورة رهواً بعصا المشيئة الإلهية... وقبل أن يفور "التنور".
في الـ30 من آذار/ مارس 2019، أي عقب أيام من انقضاء عام خامس وولوج عام سادس منذ بدء العدوان الكوني والصمود اليمني الفذ في مواجهته، انطلق "صانعو الفُلْك" في مهمة جهادية يمخرون عباب الماء صوب ميناء جيزان... كانت العملية تقتضي اختراق بوابة الميناء والتوغل فيه وصولاً إلى المرسى، حيث كانت بارجة حربية ترسو غير مدركة لما ينتظرها من حتف.
ضمن احتياطات العدو لتلافي هجمات بحرية محتملة كان قد أوصد مدخل المرسى بكتل إسمنتية ضخمة وعائمة تربط بينها سلاسل معدنية صلبة يقوم بفتحها بمتوالية زمنية منتظمة تفاوتاً، وكان "حيتان بحريتنا" يربضون بانتظار موعد انفراج الكتل الإسمنتية، مرابطين على متن زورقين استشهاديين من نوع "طوفان 2" تنشر صحيفة "لا" مواصفاته وتفاصيل العملية كأول وسيلة إعلام وطنية.
طال انتظار رجالنا وحدث ما لم يكن يسرهم حدوثه، حيث أعطبت العبوة المتفجرة في الزورق الموكول له تنفيذ المهمة، وقرر الرجال العودة مغمورين بالحزن لعدم السداد، بينما كان لملك الملوك تدبير آخر و... أبدى الزورق المرافق استعداده لتنفيذ المهمة بالإنابة مهما كلفه الثمن، وجرت الرياح هذه المرة بالاتجاه المضاد للعدو وبما يشتهي "طوفان2 البديل"... فانزاحت أمامه فجأة الكتل الإسمنتية في غير متوالية فتحها الزمنية "العشوائية" مفسحة ثغرة ربانية لم يملها رجالنا. وفي ظرف ثوانٍ أوكلوا لـ"السائق الآلي- تصنيع يمني" دفة الزورق، فاندفع كتسونامي في عمق المرسى ليفترس البارجة الحربية الراسية وتندلع النيران فيها، بينما انكفأ رجالنا عائدين إلى محاريبهم تاركين إعصار الصدمة والذهول يفتك بالعدو.
على الطرف الآخر من رصيف ميناء جيزان، وثقت كاميرا "ناشطين" لحظة اندفاع الزورق المهاجم في قلب المرسى، والبارجة وهي فريسة للنيران تتصاعد منها أعمدة دخان ضخمة. وانتشر التسجيل على الـ"يوتيوب" ووسائط التواصل الإلكترونية، لكن "الإعلام الحربي" لم يُخرج بعد ما بحوزته من توثيق كفيل بجعل "مخيلات الأكشن في هوليوود" سامجة ومكرورة حد الملل.


    
... يتبع
الأعداد القادمة:
مواصفات "طوفان 2" بطل عملية ميناء جيزان وزوارق وعمليات أخرى لم يسبق الكشف عنها، وتنشرها "لا" حصرياً لأول مرة.