الصقــر سيكــون الرقـم الصـعب فـي الـدوري

حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
لطالما عشقنا كرة القدم وعرفنا ملعب الشهداء بمدينة تعز بسببه من خلال تمتعنا بحركاته الجمبازية في المرمى.
من لا يعرف هذا الصقر الطائر وعنكبوت الشباك فهو إنسان لا يعرف الكثير عن كرة القدم اليمنية.
إنه محمد درهم، حارس مرمى الصقر، الأشبه بقبعته وحركاته الأوكروباتية بالأساطير بانكس وماير، وأحد الأسماء البارزة في عالم لعبة كرة القدم في الحالمة تعز والوطن ككل على مساحة الزمن الجميل.
ومن الرائع أن يكون هذا النجم الخلوق الهادئ ضيفاً عزيزاً على صفحات ملحق "لا الرياضي".

صانع إنجازات
 كيف ترى فريق الصقر اليوم مع قدوم المدرب المصري إبراهيم يوسف؟!
- أولاً أشكرك على هذا اللقاء، طبعاً الكابتن إبراهيم يوسف غني عن التعريف بحكم أنه سبق ودرب نادي الصقر خلال الفترة من 2010 حتى 2014، وحققنا معه عدة بطولات سواءً في الدوري العام أو كأس الرئيس وكأس الوحدة وكأس السوبر.

ثقة في الفريق
 وبالنسبة لحظوظكم في الملتقى الشتوي الجاري حالياً وكذلك في دوري الدرجة الأولى المقبل؟
- الصقر سيكون منافساً قوياً إن شاء الله، أولاً بعودة الكابتن إبراهيم يوسف وتواجد الكابتن فضل العرومي ضمن الجهاز الفني، والذي سبق له أن حقق بطولة الدوري كلاعب مع الصقر في فترة المدرب الإثيوبي سيوم كبيده، كما أن لدى الفريق لاعبي خبرة وأنا عندي ثقة أن الفريق سيحقق نتائج إيجابية في هذه البطولات، وفي المقام الأول لدى نادي الصقر إدارة قوية ونموذجية هي العامل الرئيسي للنجاح في كل الأنشطة الرياضية، بقيادة الأستاذ شوقي أحمد هائل ونائب رئيس النادي الأستاذ رياض الحروي وأمين عام النادي الأستاذ علي هزاع.

التجمعات أفضل
 كيف ترى إعلان الاتحاد العام لكرة القدم بإقامة دوري أندية الدرجة الأولى بنظام لعب الكل مع الكل؟
- بالنسبة لي أرى أنه من الأفضل أن يلعب الدوري بنظام المجموعات بحكم أن بعض المناطق غير آمنة، إضافة لصعوبة ومشقة السفر بين المحافظات، ومن الأفضل أن تجرى البطولة على شكل تجمعات مثلا تجمع في صنعاء وآخر في سيئون، تلافيا لأي إشكاليات قد تطرأ.

حارس جمبازي
 كابتن محمد كيف جاء اختيارك للخشبات الثلاث؟
- بدايتي لم تكن مع كرة القدم، بالعكس كان حبي وشغفي أثناء الطفولة والمراهقة في رياضتي الجمباز والسباحة، وبالذات الجمباز، إذ كنت في الحارة أجمع أصدقائي ونقوم بممارسة حركات الجمباز، وبالصدفة ذهبت لأحد الملاعب الصغيرة وكان أخي يلعب هناك، وكانت إحدى الفرق ينقصها لاعب وطلبوا مني المشاركة فأخبرتهم أنني لا أجيد لعب الكرة وأجيد فقط الجمباز فقالوا خلاص ادخل اللعب حارس مرمى، ودخلت وأثناء اللعب تصديت لكرة صوبها لاعب الفريق الآخر في مرماي بحركة جمبازية، وقام الجميع بعدها بالتصفيق وتشجيعي بعد أن استغربوا كيف لولد صغير أن يطير للكرة ويطلعها من وسط خشبات المرمى، ومن حينها أحببت الكرة، كما صمم شقيقي الأكبر القاضي جمال درهم أن أتدرب واللعب كحارس مرمى في الحواري أو مع نادي الصقر.
 إذن من هنا جاءت حكاية لعبك كحارس مع الصقر؟
- حتى لعبي كحارس مرمى مع الصقر كان بالصدفة، أول ما دخلت النادي كنت لاعب جمباز، وفي أحد الأيام طلبوا مني أن أشارك ضمن فريق ألعاب القوى وذهبت للمشاركة في الوثب العالي، وكانت بطولة الجمهورية في تعز وحققت المركز الثالث، حتى لاعبو منتخب صنعاء استغربوا من قفزتي الجانبية وجاءوا يسألونا أنت من يدربك أخبرتهم لا يوجد معي مدرب وأنا أول مرة أشارك بهذه اللعبة كوني لاعب جمباز، فقالوا أنت ستكون بطل اليمن القادم، طبعاً ألعاب القوى كانت تقام مرة كل 3 سنوات، وهي أشبه بالمنسية، فعرضوا عليَّ أن أتدرّب مع حارس الفريق عبدالرحمن عبدالجليل على الحراسة، وقليلاُ فقليلاً تم تصعيدي من فريق الشباب للفريق الأول مع الحارس عبدالرحمن، وتحديداً عام 1982، العام الذي فاز فيه الصقر بدوري الدرجة الثانية وصعوده مع أهلي الحديدة للدرجة الأولى.

لفت نظر الجمهور
 تميزت بالقبعة وحركاتك البهلوانية في خط المرمى، وهذا ما جعلنا في طفولتنا نعشق أداءك ومشاهدتك؟
- فعلاً عند لعبي أي مباراة أحب أن ألفت أنظار الجمهور بالحركات الجمبازية، بالإضافة إلى شغفي بتغيير زي الحراسة من مباراة إلى أخرى بهدف إمتاع الجمهور.

بطلب من المريسي
 كيف كانت حظوظك في الثمانينيات مع المنتخبات، ولا سيما أن تلك الفترة تميزت بحراس مرمى عمالقة؟
- اختارني الكابتن علي محسن المريسي، ربنا يرحمه ويحسن إليه، ضمن منتخب الشباب وشاركنا في كأس فلسطين الذي أقيم عام 1982 في المغرب، وكان الحارس الأساسي أمين السنيني والثاني صلاح السيد، وأنا كنت الحارس الثالث.

زمن العمالقة
 في تلك الفترة (زمن الحراس الكبار) كيف كانت تجرى المنافسات بينكم؟
- خلال فترة الثمانينيات كان الحراس مبدعين جداً سواءً في تعز أو صنعاء أو الحديدة، كانت فترة قبل الوحدة بين شمال وجنوب الوطن، مثلاً في نادي أهلي تعز كنت تحتار من سيكون الحارس هل يكون محمد ناجي أو محمد نجاد أو فارس عثمان، في الطليعة كان عبدالله أسعد والصقر عبدالرحمن عبدالجليل، وفي صنعاء أمين السنيني، ومحمد جعوان وعبدالرحمن ثابت، وفي الحديدة محمد راوح، ومع الوحدة ظهر حراس من المناطق الجنوبية كالعملاق عادل إسماعيل، وعارف عبد ربه، رحمهما الله، وكذلك خالد عاتق، كانوا مجموعة حراس مميزين.

قدمت للمنتخبات حراساً مميزين
 كونك مدرب حراس مرمى في المنتخبات الوطنية منذ فترة طويلة، ما الذي عملته في إبراز وجوه جديدة في الحراسة؟ وما المشكلة مع المنتخب الأول واقتصاره على نفس الحراس منذ زمن؟
- الكابتن سامي نعاش اعتماده بشكل كبير على حراس الخبرة كمحمد عياش وسالم عوض، بالنسبة لي في مجال تدريب الحراس أنا أظهرت حراساً مميزين خلال عملي كمدرب حراس في المنتخبات، وهم محمد أمان وكان حارساً مميزاً في البطولة التي لعبناها في إيران مع المنتخب الأولمبي، وسالم الهارش وعلي، وهؤلاء الثلاثة صعدت بهم من منتخب الشباب إلى الأولمبي والآن مع المنتخب الأول، وإن شاء الله يجدون فرصة مع الكابتن سامي والكابتن معاذ عبدالخالق ويظهرون في المباريات القادمة.

مواصفات خاصة
 لماذا يعزف الكثير من المواهب اللعب في مركز حارس المرمى؟
- لو ذهبت لتجميع لاعبين وقلت لهم من يلعب مهاجم؟ ستلقى مجموعة كبيرة يريدون اللعب في الهجوم ومجموعة كبيرة كذلك يريدون أن يكونوا في الوسط، وإذا طلبت حارس مرمى ستجد واحداً أو اثنين من بين المجموعة، وهذا حب نادر لمركز حارس المرمى، حارس المرمى له مواصفات خاصة، أولاً طول القامة ثم الموهبة وسرعة ردة الفعل المواصلة مع زملائه المدافعين، أحيانا تجد حراساً مميزين لكن مشكلتهم قصر القامة، وهذا النوع متعب عكس الطويل الذي أيضا سيكون أفضل إذا توفرت فيه الموهبة.

شيخوخة كروية
 حارس مرمى تتوقع له مستقبلاً جيداً؟
- خلال فترة التوقف ظهر حراس جيدون واختفوا، والآن يظهر حراس ممتازون لكنهم غير معروفين نتيجة عدم وجود بطولات دوري تظهرهم، لكن أكيد من خلال هذا الدوري التنشيطي والبطولة القادمة سيظهر حراس جدد، منذ 6 سنوات فترة الحرب كانت فترة معيقة، فقد تألق بعض الحراس ثم هبط مستواهم، اللاعب عندما يتوقف شهراً أو شهرين يقل مستواه، ما بالك 6 أعوام وهو مجمد وبعيد عن أجواء المنافسات والجمهور وروح اللعب، صحيح أن هذا الأمر تسبب بشيخوخة كروية وبالذات مع المنتخب الأول، لكن أنا متفائل بأنه مع عودة الدوري والمنافسات سيظهر لاعبون في قمة الروعة.

أتعبني الثعلب
 من اللاعب الذي كنت تعمل له ألف حساب؟
- بالنسبة لي كنت أعمل حساباً لكل مهاجم أمامي وللاعبي الوسط، لكن أكثر واحد أتعبني هو عزيز الكميم ثعلب الكرة اليمنية، وكل مباراة كنت ألعبها ضده كان يسجل عليّ وكان يستغل ضعف خط الدفاع أمامي وكأنه دارسهم خصوصا بمباغتتهم بحيث يرتبكون منه ويقدمون لي كرات قصيرة، وكان سريعاً جدا ويقوم بالتقاطها والتسجيل في مرماي.
 ما هو أكثر موقف يشعرك بالسعادة؟
- أكثر ما يسعدني الانتصار في المباريات، والطيران من أجل إخراج الكرة من الزوايا، وتشجيع الجمهور لحظة النزول.

هدف أحزنني
 والموقف الذي أحزنك؟
- في مباراتنا مع شعب إب في ملعب الكبسي، تصديت لتسديدة قوية وارتميت على الكرة بجسمي لأتفاجأ بجمهور الشعب يطالب الحكم باحتسابها هدفاً وإطلاق الحكم للصافرة بإعلان الهدف تماشياً من ضغط الجمهور عليه بعد دخولهم للملعب، هذا الأمر الذي جعلني أتحسر وأحزن لاحتساب الهدف رغم أن الكرة لم تتعد خط المرمى ولم تلج الشباك، طبعا كانت في تلك الفترة تجرى المباريات في إب صباحا والملعب مفتوح.
ومن ضمن الطرائف المحزنة التي حصلت لي في أحد المواسم كنت مصاباً بالضامة وغير قادر على اللعب، فإدارة النادي عرضتني على عدة أطباء ولم يعرفوا نوع إصابتي، لأنه في تلك الفترة لم يكن يوجد طب رياضي، وحينها كان النادي مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية، فطلبت مني إدارة الصقر أن ألعب مع النادي وهم سيقومون بتسفيري إلى مصر للعلاج لكن بشرط أن يبقى النادي في الدرجة الأولى، وافقت وكنت فرحان بهذا الاتفاق لأنه كان نفسي السفر إلى مصر، ولعبت بقية الموسم فكنت ألعب المباريات تحت التخدير بسبب الآلام الشديدة ومن غير تمرين، والحمد لله هربنا من الهبوط، بعدها ذهبت وأنا أطير من الفرح للإدارة من أجل الوعد، فردوا علي بدم بارد: نحن خلاص قدمنا استقالاتنا من إدارة النادي، وكنت أترجاهم أن يؤجلوا استقالاتهم لكي أسافر، لكنهم أيضاً ردوا بصوت واحد: خلاص معادش لنا دخل بالنادي.
 هل من رسالة تود أن تقدمها عبر ملحق "لا الرياضي"؟
- أتمنى من الله أن تتوقف هذه الحرب الغاشمة على بلدنا، وأن تعود الرياضة والحياة الاجتماعية ويعود الناس إلى أعمالهم.
  كلمة تختتم بها حوارك معنا؟
- أشكرك وأشكر ملحق صحيفة "لا" الرياضي، ولك مني كل حب وتقدير.

سطور عنكبوتية
- الاسم: محمد درهم علي سعيد.
- الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه 5 أولاد
- الوظيفة: مدرس في المعهد المهني (قسم ديكور)
- سنوات اللعب: من عام 1982 حتى عام 1990.
- المزاولة الرياضية: مدرب حراس مرمى في منتخبات البراعم والناشئين والشباب والأولمبي ومدرب حراس نادي الصقر بتعز.