حاورها طلال سفيان / لا ميديا -
في لعبة مازالت في طور النمو على الساحة الرياضية اليمنية, تبرز القوس والسهم بمفردات رائعة تدونها الأنشطة والفعاليات القائمة والبطولات التي تمضي رويدا نحو الصعود إلى العالمية في ظل أجواء قاتمة.
أحد نجوم هذه الإنجازات هي سحر محمد أحمد المحجري لاعبة المنتخب الوطني للقوس والسهم.. فتاة تمتلك القوة والإرادة والعزيمة, دائمة البحث عن الإنجازات ومجتهدة بتحقيق المراكز العليا وصاحبة طموح بتحقيق الألقاب العالمية.

 في البداية نرحب بك كابتن سحر
مرحبا بك وبصحيفة "لا" وملحقها الرياضي.
 كيف جاء اختيارك لرياضة القوس والسهم؟
- بدأ شغفي بهذه اللعبة منذ وقت مبكر، من خلال مشاهدتي الكابتن محمد، والشابين أيمن ونصر وهم يلعبون، وكان في مركز إعداد القيادات الشبابية توجد قاعة مخصصة للعبة القوس والسهم، ووجدت أنها لعبة ممتعة.. أنا في الأساس من عائلة رياضية ووالدي كان له مشوار طويل في الرياضة، فأحببت أن أكتشف أكثر عن هذه اللعبة، فبدأت أجربها وأحسست أنها لعبة جميلة ومريحة، وبنفس الوقت نظل فيها كفتيات محافظين على عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية، وهي أساسا من صلب الشريعة الإسلامية فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله قال: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، وأولادكم كما نعلم في اللغة العربية هي شاملة للذكر والأنثى.
 هل مارست رياضة أخرى قبل القوس والسهم؟
- لم تكن رياضة القوس والسهم هي الرياضة الوحيدة في حياتي، قبل القوس والسهم كنت كابتن فريق في كرة الطائرة، أيضا لعبت تنس طاولة، كما لعبت كرة القدم عندما كنت طفلة إذ كان لوالدي ناد رياضي ثقافي، ولأني ترعرعت في بيئة رياضية فقد أحببت الرياضة بشكل عام.

سحر وشغف
 ما الذي وجدته في رياضة القوس والسهم دون غيرها؟
- بصراحة القوس والسهم لها شغف وسحر آخر، حتى وقت التمارين أشعر بفرحة لأني أقوم بعمل أستمتع فيه، صحيح أن لكل رياضة أسلوباً معيناً لكن في لعبتنا هذه تعلمنا كيف يكون تركيزك منصباً على الفوز وكيف تحقق مركزاً وتخرجك من جو الضغط والروتين اليومي، حقيقي أشعر بذاتي معها، وأدعم أن تمارسها الفتيات لأنها رياضة غير صعبة وتقدر الفتاة أن تمارسها بكل ليونة، وفوق هذا هي رياضة محافظة.

بداية الانطلاقة للعالمية
 كم عدد البطولات التي حققتها حتى اليوم؟
- منذ بداية مزاولتي لرياضة القوس والسهم عام 2014 وحتى اليوم شاركت في 6 بطولات، منها 5 بطولات حققت فيها المركزين الثاني والثالث، والمركز الأول في البطولة الأخيرة للتصنيف العالمي، وإن شاء الله تكون هذه بداية انطلاقة نحو العربية والعالمية في مجال القوس والسهم.
 بالنسبة للتصنيف العالمي هل سيتيح لكم المجال كلاعبين في المشاركات الدولية بشكل أكبر؟
- بحسب علمي ومعرفتي أنه بمجرد أن تدخل في التصنيف العالمي يدرج اسمك ضمن التصنيف العالمي، ويحق لك المشاركة في البطولات الخارجية، وتكون الأولوية لك بهذه المشاركات، وهذه الخطوة إنجاز للاتحاد اليمني للقوس والسهم بدخول التصنيف العالمي في ظل هذه الأوضاع.

طموحات ومعوقات
 ما هي طموحاتك المستقبلية؟
- أتمنى فعلا المشاركة عربيا وأصل عبرها للعالمية، الرياضة ممتعة وشيقة جدا، يمكن عندنا تكون هناك بعض العوائق، لكن إن شاء الله نتخطاها مع الوقت.. أطمح للوصول للعالمية حتى أمثل نفسي أولا وأمثل وطني اليمن بشكل لائق.
 ما هي العوائق؟
- هناك شحة في الأدوات، كل لاعب -وبالذات لاعبي المنتخب- يحتاج لحقيبة متكاملة من القوس والأسهم، فالأقواس التي نلعب بها هي مختلفة الأوزان والأحجام كالطول وشد الذراع، وكل لاعب محتاج لقوس خاص كأنه مفصل خصيصا له. 
رياضة القوس والسهم ليست منتشرة في اليمن كثيرا بعكس بقية دول العالم، حتى إن بعض الدول لم تكن فيها هذه الرياضة متواجدة فاشتغلوا عليها والآن انطلقوا انطلاقة كبيرة في هذا المجال، وأتمنى أن يصل بلدنا في هذه اللعبة إلى العالمية.

تحدي كورونا
 التوقف بسبب جائحة كورونا هل أثر عليكم؟
- فترة كوفيد أثرت على العالم بشكل عام وأوقفت الأنشطة الرياضية والاقتصادية بشكل كبير، الرياضة بالذات تأثرت بشكل أكبر لأن الداعمين توقفوا عن الدعم لأن أعمالهم توقفت، ورياضة القوس والسهم هي رياضة ناشئة وأساسا تحتاج دعماً ورعاية، ولذلك فقد تضررت وعانت نتيجة التوقف، ومع هذا عاودت الفعاليات للانطلاق رغم أن بعض الدول مازالت مغلقة حتى اليوم بسبب كوفيد، إلا أن الأمر الجيد تمثل بقيام هذه البطولة الأخيرة عبر الـ"أون لاين"، وعدم حرماننا من دخول التصنيف العالمي في ظل هذا الوضع، وكان هذا تحدياً لكوفيد والوضع الراهن.

رياضة تحتاج الدعم
 كيف ترين أنشطة اتحادكم مقارنة بالاتحادات الأخرى؟
- لعبتنا لا تختلف عن بقية الرياضات الأخرى في الأنشطة، الحكاية هي في أدوات القوس والسهم لأنها باهظة الثمن، نحن اللاعبين عندما نتدرب ويتأثر علينا أحد الأسهم توجعنا قلوبنا فما بالك بالاتحاد الذي يوفر لنا هذه الأدوات الباهظة وصعوبة اقتنائها وإدخالها في ظل العدوان والحصار.
أتمنى أن تنتشر لعبة القوس والسهم في بلادنا ويكون هناك الكثير من الرياضيين والرياضيات، وأتمنى من الجهات العامة والخاصة دعم هذه الرياضة وكذلك دعم وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء بحكم أنهم الجهات الحاضنة للرياضة والرياضيين في الوطن.

ليست مضيعة للوقت
 لمن تعبرين عن امتنانك بكل ما وصلت إليه اليوم؟
- أنا فخورة بكل ما وصلت إليه مهما كانت المحبطات، أشكر كل من وقف معي ودعمني في مشواري الرياضي، بالنسبة لنا كفتيات يكون الحظ معنا أقل.. رياضة وأيش يعني.. وليش تروحوا تلعبوا ومضيعة وقت ومش عارف أيش، ولمن يقول إن الرياضة مضيعة للوقت أحب أن أقول له بالعكس الرياضة تصقل المهارات وتؤثر على أدائك في العمل وتبني العقل والجسم وتمتلك من خلالها الصحة.
الشكر موصول للاتحاد الذي يحاول جاهدا النهوض باللعبة من خلال استمراره بالأنشطة رغم ظروف الإغلاق وكوفيد.
كذلك أشكر اللجنة الأولمبية اليمنية على دعمها لبطولة التصنيف العالمي والدور الكبير الذي قدمه الأستاذ محمد الأهجري أمين عام اللجنة الأولمبية.
وأهدي كل بطولاتي لروح والدتي التي رغم خوفها علي إلا أن دعواتها كانت ترافقني في كل بطولة.

 كلمة توجهينها في ختام اللقاء؟
- الشكر أولا لله عز وجل، وأشكر القائم بأعمال رئيس الاتحاد العام للقوس والسهم الأستاذة أروى السياغي على بذلها مجهوداً كبيراً معنا وتعبها الأكبر في بطولة التصنيف العالمي، وأشكرها باسمي وأسماء لاعبي ولاعبات القوس والسهم، ونتمنى لها التقدم والنجاح الذي سينعكس علينا، والشكر أيضا للحكام والمدربين على توجيهاتهم ونصائحهم والمعلومات التي يصلونها لنا.
كما أحب أن أشكر صحيفة "لا" على هذا الحوار واهتمامها ومتابعتها لأنشطة القوس والسهم اليمني.