تحقيق: دنيا حسين فرحان / لا ميديا - 

تاريخ الرياضة في اليمن حافل بالعطاء، فكل الأندية الرياضية لها إنجازات في مختلف الأنشطة والمسابقات على المستويين المحلي والخارجي بخاصة في الزمن الجميل، زمن نجوم الكرة اليمنية الذي لن يتكرر.
أندية عدن كان لها النصيب الأكبر من الألقاب الكروية في مختلف الرياضات وكل المنافسات التي تخوضها، وكان لها صدى كبير بين أوساط الجماهير العاشقة للرياضة في كل زمان ومكان.
كل تلك الأندية العريقة وحتى الصغيرة التي ليس لها تاريخ طويل, يشتركون اليوم في المعاناة والتراجع الكبير في المستوى وفي الإنجازات وفي الركود الرياضي وشحة الإمكانيات، وذلك انعكاسا للوضع المحيط بهم من إهمال الجهات المعنية والقائمين على الوسط الرياضي من أجل العودة لتاريخ هذه الأندية أو على الأقل إنعاشها بعد أن ماتت سريريا.
صحيفة "لا" قامت بزيارات لعدد من أندية عدن والتقت رؤساءها ومسؤوليها للحديث عن وضعها الراهن وتلمس أزماتها.

بين التألق والضياع
تحوي عدن أعرق الأندية منها التلال والوحدة والشعلة وشمسان والميناء والجلاء والروضة، وهي موزعة على كل مديريات المحافظة، ولكل ناد تاريخ وحكاية.
الواقع اليوم يختلف تماما، فكل الأوضاع المحيطة بالأندية تشير إلى وصولها لوضع مأساوي بسبب غياب الميزانيات والدعم والنقص الكبير في المخصصات، وما زاد الطين بلة هو توقف الدوري اليمني وتوقف الأنشطة والبطولات الرياضية، وهو ما سبب سكوناً لهذه الأندية وسط صعوبات جمة.
وهنا نبدأ مع نائب رئيس نادي التلال فتحي السقاف الذي يقول: لا شك أن نادي التلال الرياضي من أعرق أندية عدن وعلى مستوى الجزيرة العربية، ولا أحد ينكر إنجازات النادي ونجومه على مدى سنوات طويلة، ولكن اختلف الوضع تماما في الوقت الراهن بسبب عدد من المتغيرات في تاريخ الرياضة وتغيير ممارستها لأسباب عدة أهمها الوضع السياسي والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ويضيف السقاف: الوضع الحالي لنادي التلال لا يسر أحداً، هناك تخبط في الإدارة ناتج عن غياب الدعم المالي الكافي ونفتقد ميزانية خاصة تغطي رواتب اللاعبين والجهاز الفني والإمكانيات التي يحتاجها النادي، فالجانب المالي هو المحرك الكبير لأي نشاط في أي مكان، أيضا يفتقر نادي التلال للإيرادات, صحيح أن لدينا محلات تتبع النادي، لكن مع الأسف بسبب وضع البلاد تتأخر، وهي غير مستقرة، والأسوأ من كل ذلك أن النادي لا يوجد لديه سوى ملعب حقات حاليا للتمرين، والكل يعرف أنه يقع بالقرب من قصر معاشيق، بمعنى أن الدخول إليه يتطلب إجراءات أمنية ويمكن أن يغلق بأي لحظة في حال حدثت مناوشات أو اشتباكات ويتوقف اللاعبون عن التمرين ويؤثر ذلك على مستوياتهم.
ويتابع: ناشدنا كثيرا أن يتم منح ملعب الحبيشي لنادي التلال من أجل أداء التمارين, بخاصة أن موقعه مناسب وقريب وآمن، لكن لم تتم الاستجابة لنا ولا نعرف الأسباب، أحب أن أقول للجماهير الرياضية المحبة لنادي التلال عبر صحيفتكم إن النادي لا يوجد لديه راع أو داعم رسمي نحصل منه على ميزانية شهرية من أجل القيام بأي نشاط رياضي، ونحن الآن نعمل وفق الإمكانيات البسيطة، وأتمنى أن يتحسن الوضع لأن ذلك خارج عن إرادتنا.

محاولة إيقاد الشعلة من جديد
 يقول رئيس نادي الشعلة محمد حسن أبو علاء: لدينا في نادي الشعلة ألعاب كثيرة متحركة وليس فقط كرة القدم التي هي متوقفة بسبب توقف الدوري وغياب المسابقات والبطولات الرياضية الرسمية, ولا توجد سوى نشاطات متفرقة بين الحين والآخر في مختلف الرياضات كالجودو والشطرنج وتنس طاولة، ونتحصل على مراكز أولى.
ويضيف أبو علاء: نحاول قدر المستطاع أن نساير الأمور, وكما يعرف الجميع نادي الشعلة من الأندية التي تجد دعماً من شركة مصافي عدن وبيت هايل سعيد، لكن نحن مرتبطون بلاعبين عاشوا فترة طويلة مع النادي لتسليم الرواتب في كل الرياضات والمدربون وأيضا العمال الذين يبلغ عددهم أكثر من 30، وفوق هذا زاد الغلاء المعيشي من الصعب أن يظل الشخص على راتبه البسيط.
ويتابع: في الرياضة يجب أن يكون الجانب المادي كبيراً، نعرف أن مخصصات الأندية من وزارة الشباب والرياضة ضعيفة جدا مقارنة بالألعاب التي يضمها النادي فلا تكفينا الصرفيات في ما يتعلق بالمواصلات والاحتياجات الخاصة للنادي حتى في حال الإصابات لأي لاعب يكون علاجها مكلف كما أن هناك لاعبين في النادي من محافظات أخرى ويحتاجون لمبالغ خاصة، كل هذا يحتاج لميزانية ضخمة يجب أن تصرف لأندية عدن من أجل تحسين وضعها والعودة للعطاء والتألق.

الميناء يغرق
وعن الحالة التي يعيشها نادي الميناء يتحدث عرفات محمد النائب والقائم بأعمال رئيس النادي: صعوبات الأندية في عدن أو في بقية محافظات الجمهورية كثيرة, نادي الميناء بالرغم من تاريخه البسيط إلا أنه حقق عدداً من البطولات ليس على مستوى كرة القدم بل في رياضات أخرى، فقد حققنا مراكز أولى فـــي مختلــف الرياضات والمسابقات على المستوى المحلي، ولكن كل ذلك يحتاج لدعم كبير، وهنا تكمن المشكلة، ما نتحصل عليه شيء بسيط ويكاد ينعدم في أكثر الأحيان، وهذا ما سبب ركوداً في النادي وتوقفاً لأنشطة كثيرة.
ويضيف: في كرة القدم أعتقد نادي الميناء من الأندية المظلومة فعليا لا يوجد لدينا ملعب خاص بالنادي ونضطر للذهاب لملاعب أخرى من أجل التمرين وحتى المباريات، وقد ناشدنا الجهات المختصة مراراً من أجل أن يتم بناء ملعب خاص بنادي الميناء أو توفير مكان لنا للتدريبات، لكن دون جدوى وأذن من طين وأذن من عجين. أيضا نحتاج ميزانية تصرف شهريا وتكفي لمواجهة متطلبات الفريق من رواتب وصرفيات وأشياء كثيرة، هناك لاعبون يتركون النادي بسبب غياب المخصصات المالية وهذا من حقهم. لم يتم احتواء النادي بالشكل الكافي، ولدينا حاليا دعم محدود، وهذا ما يصعب علينا مهمتنا.

الروضة حديث عهد ومدخول
ويختتم الحديث مدرب الفريق الأول بنادي الروضة الكابتن صلاح الشبيبي قائلا: صحيح أن نادي الروضة من الأندية حديثة العهد وليس له بطولات أو إنجازات، لكنه ناد لا يستهان به، برغم التأسيس الحديث للنادي إلا أنه يضم إدارة ذات كفاءة عالية وجهازاً فنياً ولاعبين مميزين. هناك مباريات عديدة فاز فيها النادي على أندية كبيرة وفاجأ الجميع، ومازال التطوير مستمراً والعمل جارياً على تأهيل النادي, هذا جانب والجانب الآخر أيضا هناك معاناة كبيرة أسوة ببقية الأندية وربما أكثر، وهذا ما يفسر الركود والتوقف عن إقامة أي نشاط أو فعاليات في النادي.
ويضيف الشبيبي: لا توجد ميزانية مخصصة للنادي، وأوضاع نادينا غير مستقرة برغم أن لدينا تدريبات متواصلة في رياضة التايكواندو وتنس طاولة، ولدينا ألقاب وميداليات تحصل عليها اللاعبون. ودائما نوجه مناشدات لوزارة الشباب والرياضة من أجل رصد ميزانية شهرية للنادي، لكن دون فائدة.. ويتابع: نحن نراعي وضع الرياضة الصعب وتوقف الأنشطة في البلاد، لكن ما نأمله هو أن يتم احتواء وضع نادي الروضة من أجل المنافسة بقوة مع بقية الأندية، وهذا لن يتم إلا إذا تكاتفت كل الجهود في قطاع الرياضة ودعم الأندية ومعرفة أهم الصعوبات التي تواجهها ومعاناتها، عندها فقط ستحدث نقلة نوعية في قطاع الرياضة في عدن وعموم البلاد.