خاص / مرافئ -
من رواد الإعلام البارزين، وصاحب مشوار إذاعي متميز، إعداداً وترجمة وتقديماً وصوتاً، فكان له أن يغدو عمدة مذيعي إذاعة عدن دون منافس. 
ولد الإعلامي والإذاعي الكبير أحمد عمر بن سلمان عام 1930 في غيل باوزير بمحافظة حضرموت. تلقى تعليمه الأولي في المدرسة الابتدائية بمسقط رأسه، ثم التحق بالمدرسة الوسطى ضمن طلبة الدفعة الرابعة، والتي تعلم فيها اللغة الإنجليزية على أيدي معلمين سودانيين وتخرج في عام 1955.
أوفد لدراسة الثانوية في حلوان بجمهورية مصر، وتحصل على نسبة عالية مكنته من دخول كلية الطب في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حالياً).
 لكن نبأ وفاة والده سبب له صدمة جعلته يترك دراسة الطب ويلتفت لإعالة شقيقتيه. حالفه الحظ أن عمل مباشرة موظفاً ومترجما في إدارة الدراسات اليمنية التي كان يديرها القاضي أحمد الهيثمي في الدقي بالقاهرة، ثم انتقل للعمل في سفارة ما كان يعرف بـ«المملكة المتوكلية»، وكان على رأسها في ذلك الوقت السيد أحمد المطاع، مع استمراره في تدريس الإنجليزية في مدارس خاصة، إلى أن جرفه الشوق فعاد إلى أرض الوطن. 
كانت كلية بلقيس الرائدة هي محطته الأولى، فعمل فيها مدرساً لسنوات، قبل أن يلتحق بإذاعة عدن منتصف الستينيات.
كانت الإذاعة عشقاً قديماً بالنسبة له، ومجالاً للتعبير عن كل ما يتملكه من مشاعر وثقافة ومعرفة، فكان لخلفيته العلمية التي اكتسبها أثناء دراسته للطب أن تساعده كثيراً في بداية مشواره الإذاعي. 
استطاع من خلال حبه للمجال العلمي، وطموحه إلى جعل حقائق العلم في متناول أكبر عدد من الناس، أن يصنع لإذاعة عدن واحداً من أهم وأمتع البرامج التي نشأ عليها جيل بأكمله، وهو البرنامج الأسبوعي «العلم والإنسان». هذا البرنامج يعد الأكثر استمرارا من حيث سنوات بثه على مستوى إذاعات الشرق الأوسط، حيث ظل ابن سلمان يعده ويقدمه دون انقطاع منذ 1965 وجعل منه صاحب مدرسة خاصة ومميزة في هذا الحقل.
ساعدته إجادته للغة الإنجليزية كثيرا في الاطلاع على المعارف والعلوم والأبحاث العلمية المختلفة لخدمة برنامجه الاستثنائي الذي استمر طيلة 5 عقود. 
قدم أيضاً العديد من البرامج الأخرى، مثل «كلمتين اثنين»، البرنامج اليومي الذي قدمه في 1982 وحتى 1986، و«رمضانيات» و«العيد أفراح» وغيرها، فضلاً عن إسهامه في إعداد وتقديم برنامج إذاعي إخباري باللغة الإنجليزية.
ولا شك أن استمرارية البرامج التي كان ابن سلمان يعدها ويقدمها، وروعة الأداء، وما يضفيه على برامجه من روح الدعابة، قد أكسبته شهرة واسعة في أوساط المستمعين وعشاق إذاعة عدن، فغدا هو حكاية الإذاعة وصديقاً لكل بيت داخل الوطن وخارجه.