تقرير / لا ميديا -
هزت مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة مرتزقة دول العدوان، سلسلة من جرائم الإعدامات والتصفية العرقية وتشريد للنساء والأطفال وتهديم للمنازل، خلال الأيام الثلاثة الماضية، أسفر عنها إعدام 14 شخصا بينهم نساء وأطفال، واختطاف 6 آخرين، في جريمة بشعة ومروعة.
وجاءت تلك الجرائم المروعة إثر اعتداء عصابة مسلحة بقيادة المرتزق ماجد الأعرج القيادي في ما يسمى اللواء 170 دفاع جوي التابع لمرتزقة إخوان تحالف العدوان على أرضية محل نزاع بمنطقة عمد في بير باشا بمدينة تعز، وتبادل إطلاق النار مع المرتزق عصام الحرق نائب ما يسمى قسم شرطة بير باشا، والذي أدى إلى مصرع المرتزق الأعرج ومرافقه بالإضافة إلى مصرع الحرق وشقيقه وأحد مرافقيه.
وعلى إثر تلك المواجهات انتشرت عصابة المرتزق الأعرج، الذين يستقلون أطقماً عسكرية تابعة لما يسمى محور تعز، لتنفيذ حملة ملاحقة وإعدامات لأسرة الحرق طالت نساء وأطفالاً بعد اقتحام منازلهم وإحراقها.
شهود عيان أكدوا اقتحام أفراد من عصابة الصريع الأعرج، بقيادة المرتزق أكرم محمد سعيد، على متن أطقم عسكرية، لمنزلي عصام وعبده الحرق، وقاموا بإحراق منزل عبده الحرق أثناء تواجد زوجته وأطفاله فيه.
وأكد شهود العيان أن زوجة عصام الحرق، توفيت وهي الحامل في شهرها الثامن، متأثرة بإصابتها أثناء اقتحام المنزل وإحراقه، والاعتداء عليها من قبل عصابة الأعرج وتشريد أفراد الأسرة.
مصادر محلية أوضحت أن عصابة الصريع الأعرج وبدعم مباشر من مرتزقة إخوان تحالف العدوان، نفذوا سلسلة من الأعمال الانتقامية ضد أسرة الحرق وكل من تعاطف معهم، وقاموا بملاحقة الجرحى الذين تم نقلهم إلى مستشفى البريهي وتصفيتهم، مشيرة إلى أن العصابة قامت بملاحقة وتصفية مفيد الزغروري في جولة وادي المعسل الخميس، وهو أحد المتعاونين مع أسرة الحرق، حيث قام عقب الاعتداء على أسرة الحرق بإسعاف أحد الجرحى إلى مستشفى البريهي.
مصادر مطلعة روت تفاصيل مرعبة بعد أن توجهت نساء أسرة الحرق لزيارة جثامين أبنائهن في ثلاجة مستشفى الثورة الخميس، فيما حضر مسلحون تابعون لعصابة الأعرج وهددوهن بالسلاح، ورفعوا السلاح على حارس الثلاجة وقالوا لهن "عاد نحرق الجثث".
وأضافت المصادر: "عادت النساء مرة أخرى يوم الجمعة، ولم يتجرأ حارس الثلاجة على فتحها، وقال لهن “بيرجعوا المسلحين يهددونا ويقتلونا”، ورجعن حتى بدون رؤية الجثث”.
فيما أكدت المصادر أن عصابة الصريع الأعرج قامت بالاعتداء على نساء الحرق بالضرب المبرح أمام بوابة مستشفى الثورة، وأن عمليات الملاحقة والتصفية لأسرة الحرق ماتزال متواصلة حتى ساعة كتابة الخبر.
وكان مواطنون عثروا الأربعاء على جثة عيسى الحرق مرمية أمام مستشفى الكرامة بمنطقة بير باشا وعليها آثار تعذيب وطلقات في الرأس والصدر والبطن، عقب يومين من اختطافه على أيدي عصابة الصريع الأعرج.
وقالت مصادر مقربة من الأسرة إن العصابة اقتحمت المنزل الذي كان يتواجد فيه عيسى الحرق، وكانت صاحبة المنزل قد نجحت في إقناعهم بأنه قريب لها قدم من الحوبان، حيث العصابة تعرفه أنه من أسرة الحرق.
وأوضحت أن أحد زملاء عيسى الحرق عندما حاول تهريبه من المنزل، بعد اقتحام العصابة له، صادف وجود عاقل الحارة، أثناء خروجهما، ووشى به للعصابة التي قامت باعتقاله على الفور، وإحراق منزله، ليتم العثور عليه لاحقاً جثة هامدة أمام مستشفى الكرامة في بير باشا.
وأفادت أن عصابة الأعرج قامت أيضا بإعدام سائق الحافلة محمد عادل عبده سيف، بتهمة إسعافه عدداً من ضحايا أسرة الحرق إلى مستشفى البريهي، وأردته قتيلاً على الفور، كما اعدموا شاباً من أسرة الحرق أمام والدته.

نداء استغاثة
أسرة محمد علي الحرق أطلقت نداء استغاثة لوقف جرائم القتل والتصفية التي يتعرضون لها.
وقال بلاغ صادر عن الأسرة باسم ابنة سمير الحرق: "نحن عائلة محمد علي الحرق محاصرون في حارة عمد خلف مصنع الشرق للبلاط مديرية المظفر محافظة تعز، رجالنا تُقتل في الشوارع وتُرمى، وبيوتنا نُهبت بالكامل وشُرِدنا وأصبحنا بلا مأوى ولا مسكن، النساء تبكي وتصيح قهراً وألماً وهي ترى رجالها تُقتل ولا أحد ينصرنا".
وأضافت: “نحن مشردون بلا أهل ولا بيوت، مشردون في الشوارع نُقتل بدم بارد ولا أحد يُغيثنا”.
وأوضحت ابنة سمير الحرق في بلاغها: “اعتدى علينا ماجد الأعرج القاتل السّفاح وعصاباته أمس العصر قتلوا أعمامي وأولاد أعمامي وإلى الآن نحن محاصرون ولاتزال عصابات هذا السفاح ينتشرون بين البيوت والأزقة ويقتلون أي رجل له علاقة بعائلة الحرق".

تظاهرات منددة بالجريمة
وعلى الصعيد ذاته خرجت تظاهرات غاضبة في مدينة تعز المحتلة، أمس الأول، تنديداً بالانفلات الأمني وجرائم التصفية العرقية والتنكيل بحق أسرة الحرق.
وندد المتظاهرون باستفحال جرائم زعماء عصابات السطو على الأراضي ومنازل المواطنين.
وطالبوا بسرعة القبض على كافة أفراد عصابة الأعرج، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع، محملين دول العدوان وحكومة العميل هادي، المسؤولية الكاملة جراء تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
ودعا عدد من الناشطين والحقوقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الخروج في تظاهرة حاشدة صباح اليوم في مدينة تعز المحتلة، والتوجه إلى أمام منزل أسرة الحرق بمنطقة عمد في بير باشا، تضامناً مع الأسرة وتنديداً بالجرائم والتصفية المروعة التي تعرضت لها من قبل عصابات الأراضي بقيادة المرتزق الأعرج.

العزي: مسؤولية شباب اليمن محاسبة التنظيم الظلامي المتوحش
من جانبه، علق نائب وزير الخارجية في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء، حسين العزي، على الجريمة، قائلاً في تغريدة له على "تويتر" بأن إبادة تنظيم الإصلاح لأسرة كاملة في تعز جريمة يندى لها الجبين وتخدش الضمير الإنساني، ولكن لا تعويل على الخارج ولا ينبغي الانتظار لإداناته، فالعالم اليوم بلا ضمير ويعيش أسوأ حالات التردي والانحسار القيمي".
وتابع العزي قائلاً: "إن المسؤولية الكاملة تقع علينا نحن شباب اليمن، وواجبنا محاسبة هذا التنظيم الظلامي المتوحش"، في إشارة إلى محاسبة "حزب الإصلاح".