حاوره:  طلال سفيان / لا ميديا -
يحمل الكثير من أوسمة النصر، وسمات وأخلاق الفارس. يمارس جولاته على الحلبات وفق فلسفة الرقم الصعب.
حمزة الدالي، أحد أبرز الأسماء المؤسسة لرياضة البنجاك سيلات في الوطن, وواحد من تلامذة المعلم الإندونيسي الكبير محمد رفاعي، رسول اللعبة إلى اليمن وباني نواتها الأولى.
حمزة الدالي، صاحب الجولات والصولات في بساط البنجاك سيلات على المستوى اليمني والعالمي، والحائز على لقب مدرب عالمي (سنيور) ومؤسس مركز رفاعي، في لقاء مع صحيفة "لا".
 مرحبا بك كابتن حمزة في صحيفة "لا" وملحقها الرياضي!
مرحبا بك أخي العزيز وبصحيفة "لا".

أول ظهور عالمي
 كيف جاء اختيارك للبنجاك سيلات؟ وهل سبق وأن لعبت ومارست لعبة قتالية قبلها؟
كنت لاعب تايكواندو وحاصلاً على حزام أسود على يد المدرب والحكم الدولي كمال عويض باعمر. وبعد أن عرض الكابتن كمال رياضة البنجاك سيلات في العام 2003 كرياضة جديدة شدتني هذه الرياضة، لما وجدت فيها من تنوع وجمال في أساليبها, وكانت أول الدورات الداخلية عام 2003.
 كنت ضمن الأوائل الذين شهدوا تأسيس البنجاك سيلات في اليمن. هلا تحدثنا عن هذا الأمر؟
بعد أن تم إدخال البنجاك سيلات رسميا إلى اليمن عام 2003 على أيدي مؤسسيها وعلى رأسهم المدرب كمال عويض، وتوقيع بروتوكول بين الاتحاد العالمي ووزارة الشباب والرياضة، ثم اختيار تشكيلة الاتحاد العام, كانت انطلاقة البنجاك سيلات وبقوة كون كل من مارسها في ذلك الوقت كانوا لاعبين محترفين في التايكواندو، وهذا سهل علينا نوعا ما استيعاب الرياضة الجديدة جزئيا.
ثم تم ابتعاث أحد كبار مدربي الاتحاد العالمي في إندونيسيا إلى اليمن، وهو السنيور محمد رفاعي - رحمه الله, والذي جاء ليؤسس رياضة البنجاك سيلات بقوة، ثم اختيار منتخب وطني -كنت من ضمنه- للمشاركة في بطولة العالم في سنغافورة العام 2004, كأول ظهور عالمي لبنجاك سيلات اليمن.

حصدت اللقب بمجهود شخصي
 هل بدأت مع البنجاك سيلات لاعبا أم مدربا؟
بدأت مع البنجاك سيلات بالتأكيد لاعبا في العام 2003، وتم اختياري بعد التصفيات من كبير المدربين محمد رفاعي رحمة الله عليه، وشاركت في أسلوبين: أسلوب القتال الحر وزن 64كجم وأسلوب العرض الريجوا، ولكن بسبب احتمالية الإصابات في التدريبات أثناء القتال والذي قد يؤثر على مشاركتي بأسلوب العرض، شاركت في أسلوب العرض الثلاثي فقط.
 أنت حاصل على لقب مدرب دولي (سنيور) في البنجاك سيلات. كيف حصلت على هذا اللقب؟ وهل أنت اليمني الوحيد الحاصل عليه؟
بعد مشاركتي في بطولة العالم عام 2004، وبسبب مشاكل مع الاتحاد السابق، انسحبنا، كامل أفراد المنتخب. وفي 2008 ذهبت بصفة شخصية للتطوير في الاتحاد العالمي، وهناك حصلت على هذا اللقب على يد السنيور محمد رفاعي بعد عودته من اليمن إلى إندونيسيا عام 2008... ولست الوحيد، إنما يوجد خمسة مدربين هم من أول مؤسسي اللعبة في اليمن.

بطولات في القتال والعرض
 ما هو الأسلوب الذي تميل إليه، وكذلك الفلسفة التي ترتكز عليها؟
طبعا كان فرع القتال هو أهم أسلوب وأول أسلوب أعجبت به، ولكني شاركت في أسلوب العرض في بطولة العالم، ومنذ ذلك الوقت حاولت جاهدا أن أصل لمرحلة التميز حتى أستطيع من خلالها الإلمام بكافة جوانب اللعبة كما كان مدربنا الإندونيسي السنيور محمد رفاعي، وهو الذي كان دائما كثير النصح لي شخصيا بألا أهتم بأسلوب واحد وإنما بكافة جوانب الرياضة، حتى التحكيم منها، وهذا جاء طبعا نتيجة سنيين طويلة من التدريب والمتابعة والاهتمام، وهو ما ساهم في إحرازنا الكثير من البطولات الداخلية في أسلوب القتال والعرض.
وفلسفتي في ذلك أن أكون رقما صعبا، ليس يمنيا فقط، بل عربيا وعالميا في هذه الرياضة.

الخامس عالمياً
  أهم مشاركاتك خارجيا وداخليا...؟
خارجيا بطولة العالم عام 2004 وحصولنا على المركز الخامس عالميا كأول مشاركة يمنية.
ولكن بسبب مشاكل في الاتحاد السابق كما أسلفت سابقا وتجميد المشاركات سافرت إلى إندونيسيا للتدريب بصفة شخصية عام 2008.
طبعا بسبب تجميد الاتحاد لم يكن هناك مشاركات خارجية حتى 2020, والتي شاركت فيها هي بطولة إندونيسيا الدولية المفتوحة عبر الأون لاين بسبب كورونا، حيث شاركت بصفة شخصية بمركزي الرياضي، "مركز رفاعي", وشاركنا فيه بصفة رسمية وشخصية ودفعنا رسوم اللاعبين من جيوبنا وحصلت اليمن حينها على المراكز الأولى دوليا في فئتي الشباب والناشئين، وعلى شهائد دولية معتمدة من الاتحاد العالمي ووزارة الشباب في إندونيسيا، وتم تكريمنا بعدها من وزارة الشباب والرياضة في الوطن كإنجازات خارجية.
ثم شاركت في دورة تحكيمية متقدمة شملت التحديثات الجديدة في رياضة البنجاك سيلات، وحصلت فيها على شهادة معتمدة من الاتحادين العالمي والآسيوي والتي تخولني القيام بدورات تحكيمية داخل الوطن.
بعد ذلك حضرت المؤتمر العالمي للألعاب التقليدية بعد أن تم اختياري من الاتحاد الإندونيسي بصفة شخصية للمشاركة.
وأخيرا تم ضم مركز رفاعي كعضو في الاتحاد العالمي للألعاب الرياضية التقليدية FPSTI) 2021).
بالنسبة للإنجازات الداخلية, حقق مركز رفاعي عدة بطولات ومراكز أولى في كل البطولات التي نظمها الاتحاد العام للعبة, وآخر هذه الإنجازات المركز الأول في بطولة الجمهورية للنخبة 2019/2020.
 مؤخرا حققت لمنتخب العاصمة المركز الأول في بطولة التجمع الأول للألعاب الرياضية؟
بالنسبة لبطولة التجمعات لم تكن المنافسة قوية، لغياب عدة منتخبات كان وجودها مهماً جدا، ومنها محافظة تعز التي أعلنت عدم مشاركتها في آخر اللحظات، مما أفقد البطولة حماسها. وبرغم ذلك أتممنا البطولة بحمد الله. من الناحية الفنية كان الإعداد نوعا ما ضعيفاً، نتيجة أن البطولة لم يسبقها إعداد حكام وهذا دائما ما يسبب لنا مشاكل وإحراجات.

ركود رياضي
 توقف الأنشطة الرياضية والدعم، كيف أثر على البنجاك سيلات وغيرها من الألعاب؟
هذا التوقف ساهم في الركود الرياضي كاملا بشكل ملحوظ. لا يوجد دورات داخلية للمدربين والحكام واللاعبين، ولا بطولات مستمرة، ولا مستحقات للمدربين واللاعبين، وهذا دفع الكثير من المدربين إلى ترك الساحة الرياضية لطلب لقمة العيش، أو الهجرة خارج الوطن. كما أصبح المدرب يدرب بلا نفسية، وهذا بدوره ساهم في تسيب كثير من اللاعبين المتميزين لعدم وجود مدربين.
 لماذا ما زالت الجهات الرياضية تنظر للعبتكم باعتبارها كتلة واحدة في المنافسات وليست أساليب وفروعاً؟
أعتقد أن غياب الدور الإعلامي كان سببا رئيسيا في عدم معرفة الجهات الرسمية بفروع رياضتنا, ليس في رياضتنا فقط، بل هناك رياضات لا تعرف الجهات الرسمية عن أساليبها وفروعها، كون تسليط الأضواء الإعلامية على هذه الألعاب مغيباً، وهذا أيضا بحاجة إلى دعم مادي للتحرك في هذا المجال.

نواة حقيقية للرياضة
 كيف ترى واقع لعبة البنجاك سيلات؟
حقيقةً لن أحدثك عن واقع الرياضة من وجهة نظر الاتحاد العام، لأن كل الاتحادات تعاني من مصير مجهول, ولكني بصفة شخصية ومن منظور شخصي أرى رياضتنا اليوم مازالت تقاوم وتقاوم برغم هذه الظروف, ولكننا على أمل كبير بأن اليمن ستكون هي القوة العربية التي ستنافس عالميا وستكون نواة حقيقية لرياضة البنجاك سيلات في العالم العربي، وهذا يعتمد أيضا على صدق تعامل قيادة وزارة الشباب وكذلك اهتمام الاتحاد اليمني للعبة بالكوادر. 

التأهيل متوقف
 هل من عوائق تقف أمام مواصلة أنشطتكم وطموحكم؟
أكبر العوائق لدينا عدم وجود دورات للحكام والمدربين، كون الكثير من المدربين يعانون من عدم التطوير، بسبب عدم وجود دورات، وهذا يسهم في تدني مستوى المدرب وأيضا مستوى الرياضة، وبالأخص المدربين الذين لم يحتكوا خارجيا ولم يدخلوا في دورات ليعرفوا مكامن الضعف التي يعانون منها، وأيضا دورات تحكيمية، لأن هناك قوانين كثيرة دخلت الرياضة، ومع ذلك مازلنا نقيم البطولات بالقوانين القديمة ومازال الحكام في اليمن الذين هم مؤهلون لا يتجاوز عددهم الثلاثة، نتيجة توقف التأهيل منذ سنوات، وهذا بحاجة لدعم من الوزارة وصندوق النشء.
 كيف يقضي الكابتن حمزة الدالي يومه؟
أنا موظف في المركز الوطني لعلاج الأورام، ولدي صالة رياضية (مركز رفاعي) أدرب فيها ثلاثة أيام أسبوعيا فترة العصر للأشبال وفترة الليل للشباب، وأقوم بتطوير ذاتي عن طريق الدراسة بين الحين والآخر عبر الـ"أون لاين".
 رسالة تود أن توصلها بشكل عام أو خاص...؟
رسالتي أن الرياضة اليمنية فيها الكثير من الكوادر القوية من مدربين ولاعبين الذين يستطيعوا مقارعة أقوى الفرق العالمية، ولكنها بحاجة لمن يرعاها ويوفر لها لقمة العيش ويوفر لها التدريب والتأهيل المستمر، وبغير ذلك سنظل نضحك على أنفسنا ونظل نمسي في الظلام دون هدف واضح.
 كلمة أخيرة تختتم بها الحوار...؟
أشكر صحيفة "لا" على اهتمامها بالجانب الرياضي، وخاصة اهتمامها برياضة البنجاك سيلات, وشاكرا لك أخ طلال على هذه الأسئلة والمحاور التي تدل على خبرتك الرياضية.

خارج البساط
الاسم: حمزة محمد سلام الدالي.
مواليد: 1985م.
الحالة الاجتماعية: متزوج وله ابنتان: الأولى عمرها 9، والثانية سنتان.
المؤهلات العلمية: خريج محاسبة،ولديه لغة إنجليزية، ودورات في الإدارة داخلية وخارجية (أون لاين)، ودورات تنمية بشرية.