استطلاع : فضل الذبحاني / لا ميديا -
الأوضاع السيئة التي تمر بها البلاد جراء العدوان الغاشم لم تثنِ الإدارة الصقراوية عن أداء مهامها باحترافية عالية.
فحين كذب الاتحاد العام لكرة القدم ولم يف بوعوده مع الأندية بإقامة دوري الدرجة الأولى في المرة السابقة, ولخبط وبعثر اوراقها, لم تأبه الإدارة الصقراوية لموعد الاتحاد العرقوبي, وعملت على تجهيز فريقها بالتعاقد مع جهاز فني كفؤ وأقامت معسكراً تدريبياً في العاصمة صنعاء على مستوى عال.
هذا ما لاحظته أثناء لقاءاتي ومتابعتي للفريق الحالمي الأصفر من التزام وانضباط وعمل مؤسسي مذهل يعكس دور إدارة عملاقة لناد نموذجي بقيادة شوقي هايل ورياض الحروي وعلي هزاع وزيد النهاري.
لن أطيل عليكم وسأترككم مع ما خرجت به من معسكر الصقور أثناء زيارتي لهم لإجراء استطلاع لصحيفة "لا" قبيل رحيلهم إلى شبوة لخوض غمار مسابقة الدوري.
ضربة البداية كانت من عند المدير الفني، الكابتن خالد دغيش، الذي تحدث بصراحة قائلاً: "أولاً أحب أن أوضح أن فترة الإعداد لم تكن كافية، نتيجة ابتعاد اللاعبين عن التدريب وعن لعب البطولات منذ فترة طويلة, وهذا ما يصعب إعادتهم للجاهزية المطلوبة خلال فترة قصيرة. وفي مثل هكذا مواقف يحتاج اللاعبون من شهرين إلى ثلاثة لخوض دورة إعدادية مكثفة: بدنية، تكتيكية، ومباريات تجريبية... ولكم أن تعلموا أنه بسبب قصر الفترة لم يتوفر لنا اللاعبون الذين طلبت التعاقد معهم لسد بعض المراكز وتعويض الإصابات التي لحقت ببعض لاعبينا أثناء المعسكر نتيجة توقفهم الطويل عن التدرب واللعب, وليس هذا الأمر تقصيرا من الإدارة, بل بالعكس، الإدارة تابعت وبذلت ما بوسعها، لكن من كنا نريدهم من لاعبين تم التعاقد معهم من بعد التوقف السابق لإعلان الدوري العام, وأخذتهم أندية مثل الوحدة وأهلي صنعاء الأكثر استقرارا واستعدادا من كل الفرق. أيضا كنا نحتاج إجراء مباريات ودية أكثر من الثلاث التي خضناها. كما لا يوجد لدينا طبيب متخصص ومتفرغ للفريق، وقد تعاون معنا بهذا الخصوص الدكتور الأصبحي والدكتور مصلح. وللأمانة إدارة الصقر لم تقصر إطلاقاً, لكنها إشكالات أعاقتنا بسبب إرباكات مواعيد إقامة الدوري، وكلها عوامل ترجع لظروف البلاد. ومع هذا فعلنا ما يتوجب علينا فعله وبذلنا جهوداً جبارة لتفادي الإشكالات، ونجحنا إلى حد كبير بفضل تعاون الأمين العام الكابتن علي هزاع الذي تواجد معنا صباحا ومساء في التمارين، وهو جانب لم أشهده من قبل. وكذلك لا أنسى الرائع زيد النهاري صاحب العقل والفكر النير".
وبدوره استلم المدرب العام فضل العرومي دفة الحديث وقال: "الإدارة لم تقصر معنا نهائيا, لكن التوقيت وقصر فترة الإعداد أربكنا جداً، وهو لا يتيح لك تنفيذ خططك وبرامجك في معسكر الإعداد. لاحظوا كم كانت فترة توقف اللاعبين ومدى تأثير هذا التوقف على مستواهم وكيفية إعادتهم إلى الجاهزية نفسها على أقل تقدير, ثم إن عدم وجود لاعبين أجانب (محترفين) له تأثير على الفرق التي كانت تستعين بهم. ومما لا شك فيه أن إدارات الأندية والاتحاد معذورون، نظراً لوضع البلد. ولكن كيفما كان الوضع لا بد من الاستمرار في المسابقات دون توقف، لأن اللاعبين بأمس الحاجة للعب في المسابقات، حتى لا تنتهي مواهب قبل أوانها. وبالنسبة لمدى منافسة فريقنا على البطولة، فهذا طموحنا، وهدفنا اللقب في ظل ظروف أحاطت بإعداد الفريق بصورة تكاد تكون مربكة وتجعل المنافسة صعبة، لكن بإذن الله سنقدم ما يليق باسم نادي الصقر وطموح إدارته النموذجية".

اللاعبـــون: الصقـر قـادم 
وبالانتقال من الجهاز الفني إلى اللاعبين، يقول نجم الفريق حمزة الشحمي: "على الرغم من قصر فترة الإعداد إلا أن الجهاز الفني بقيادة المدرب الكبير خالد دغيش عمل على تجاوز الإرباكات التي واجهته بقدر المستطاع. لقد عانينا في معسكرنا من إشكاليات كثيرة, مثلا لم تكن فترة الإعداد كافية، وأدى ذلك لانعدام الانسجام. كما أن الإصابات التي لحقت بأهم عناصرنا أربكت الحسابات بعض الشيء. لكن مقابل هذا الأمر كان لدينا جهاز فني مقتدر استطاع أن يقوم بأدوار كثيرة مكنتنا من تجاوز هذه الإشكاليات إلى حد كبير. كما أن إدارة الصقر ذللت كافة الصعاب. ونحن كلاعبين سنعمل كل ما بوسعنا للمنافسة على الدوري، لأن الجماهير لم تعد ترضى بغير ألقاب البطولات".
من جهته يقول الكابتن عبدالحميد الموقري: "ألعب مع الصقر منذ تسع سنوات وأعتقد أن سر نجاحه يعود لنموذجية إدارته, ولعلكم رأيتم كيف تعاقدت مع جهاز فني وطني مقتدر، وأقامت معسكرا في العاصمة صنعاء بشكل رائع. وبإذن الله سنرضي جماهير الصقور".
اللاعب وسام الورافي بدأ كلامه قائلا: "تدربنا في معسكر صنعاء على فترتين: بدني ثم تكتيكياً، وهذا جهد محسوب للمدرب خالد الدغيش، الذي كثف جهوده من أجل خلق الانسجام، لأن الفترة كانت قصيرة, وهناك عوامل كثيرة تعطينا دافعاً قوياً للمنافسة على درع الدوري وأهمها إدارة النادي".
ويستطرد الورافي: "منذ لعبي مع صقر تعز عام 2012 والإدارة تقدم نفسها بشكل نموذجي واحترافي. أيضا الجهاز الفني وما يقوم به معنا يجعلنا نبذل ونقدم مستوى وإداء قوياً حتى الرمق الأخير. وكلمتي الأخيرة: أتمنى استمرار المسابقات الكروية. كل اللاعبين متعطشون للعودة واللعب بعد أن أصبنا بالملل الشديد من التوقف. وأسأل الله أن نعود بأفضل مما كنا عليه".
ويقول اللاعب رياض عشة: "رغم الإرباكات التي حدثت إلا أن الإعداد سار بشكل جيد ورائع, فقد استطاع الجهازان الفني والإداري أن يعملا الكثير، والآن وصلنا لمستوى يؤهلنا للمنافسة على اللقب".
يختتم زميله محمد مطيع حديث الصقراوية لـ"لا الرياضي" قائلا: "لن أضيف أكثر مما قاله زملائي في حديثهم معكم, حيث أفادوا بكل شيء, لكن سأؤكد للجميع من محبين وجماهير أن الصقر وبإذن الله قادم للمنافسة على لقب الدوري".