مأرب - تصوير وتقرير:عادل بشر / لا ميديا -
المحافظ طعيمان لـ «لا»:نحتفل بالمولد وبانتصارات أبطالنا ونحن على مشارف مدينة مأرب
تجري الاستعدادات على قدم وساق في مديرية حريب بيحان بمحافظة مأرب للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف لأول مرة منذ نحو 50 عاماً، بدعم من مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية.
محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. علم الهدى.. الرسول الأعظم.. خير قائد للبشرية، هكذا أصبح أبناء مديرية حريب بمحافظة مأرب يتداولون اسم رسول الله، ويستعدون للاحتفال بذكرى مولده بحفاوة كبيرة لم تشهدها المديرية والمحافظة بشكل عام على مدى عقود من الزمن، بعد أن تنفست معظم مديريات مأرب الصعداء، بدخول الجيش واللجان الشعبية وإزاحة العدوان ومرتزقته عن كاهلها.
محطة مهمة لتعزيز الصمود
صحيفة «لا رافقت مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية، التي تحملت الصعاب ونزلت من صنعاء إلى مديرية حريب، لتتبنى فعاليات الاحتفال المركزي لمحافظة مأرب بالمولد النبوي الشريف 1443هـ بالتنسيق مع السلطة المحلية في المحافظة، لتبدأ المؤسسة منذ أيام ترتيبات واسعة لإحياء المولد النبوي، كمحطة مهمة باتجاه تعزيز الصمود في وجه العدوان وتعميق ارتباط أبناء المديرية برسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
تجولت الصحيفة في شوارع وأحياء المدينة، شَهِدت أعمال التجهيزات للمولد الشريف، التقت بقيادة السلطة المحلية والمواطنين، استطلعت آراءهم، واقتبست من تعابير وجوههم فرحتهم الأولى بذكرى ميلاد نبي الرحمة والإنسانية.

قريبا سنطهر مأرب كاملة
محافظ مأرب اللواء علي محمد طعيمان اطلع على سير أعمال الإعداد والتجهيز للمولد النبوي الشريف 1443هـ في مدينة حريب، مستمعاً من فريق مؤسسة الشعب الاجتماعية للتنمية إلى شرح حول التجهيزات للساحة وأعمال التزيين للشوارع لاستقبال الحشود الجماهيرية ضيوف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشاد طعيمان بدور مؤسسة الشعب ومبادرتها في النزول إلى مديرية حريب وتنفيذ الاستعدادات للاحتفال المركزي لمحافظة مأرب بالمولد النبوي الشريف الذي تشهده مديرية حريب لأول مرة بهذا الزخم والإعداد منذ قرابة الـ50 عاماً ماضية، معرباً عن شكره وتقديره لقيادة مؤسسة الشعب لاستشعارها حِس المسؤولية الدينية والوطنية في هكذا مناسبات لتعزيز الروح الإيمانية والتأكيد في المضي على الدرب المحمدي.
وقال لـ»لا»: «إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام يأتي علينا تزامناً مع الانتصارات العظيمة التي يسطرها أبناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، فنحن الآن على مشارف مدينة مأرب ولم يتبق تحت سيطرة العدوان ومرتزقته من مديريات المحافظة سوى مديريتين، وإن شاء الله خلال الأيام القليلة القادمة سيتم تطهير ما تبقى من محافظة مأرب كاملة».

مشاركة شعبية فاعلة
من جهته، مدير عام مديرية حريب علي عُباد الشريف، أعلن استعداد مديرية حريب لاستقبال جميع المشاركين في الفعالية من المديريات الأخرى بمحافظة مأرب وكذلك المديريات «المحررة» في محافظة شبوة، متوجهاً بعبارات الثناء لمؤسسة الشعب المتواجدة في الميدان والتي تمكنت خلال أيام وجيزة من تغيير شكل المدينة إلى الأفضل.
وقال الشريف لـ»لا»: مديرية حريب مأرب مستعدة لاستقبال جميع الزائرين والمشاركين في الاحتفال بالمولد النبوي بعد تطهيرها من المرتزقة والغزاة، الذين حرموا أبناء هذه المديرية من الاحتفاء برسول الهدى، خلال فترة احتلالهم لحريب، كما تعرضت هذه المديرية للحرمان من أقدس احتفال وهو ذكرى مولد النبي الأعظم على مدى عقود من الزمن.
وبرغم التعبئة الخاطئة التي تعرض لها أهالي حريب والمديريات المجاورة لها من قبل العدوان ومرتزقته على مدى سنوات، حول الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، إلا أن المجتمع في المنطقة استبشر خيراً بالمولد النبوي وخرج الكثير من أبناء المنطقة للمساهمة في عمليات التزيين للشوارع والأحياء وحتى الجبال.

رسالة قوية من أبناء المنطقة
وتشهد شوارع وأحياء مدينة حريب منذ أيام ورشة عمل متواصلة، تنفذها مؤسسة الشعب والسلطة المحلية في المحافظة، فقامت مؤسسة الشعب بطلاء الجسر المؤدي إلى المدينة باللون الأخضر، وتزيين الشارع العام وعدد من الشوارع الأخرى بالإضاءات والأقمشة، وتركيب لوحات ضوئية عملاقة، في المداخل وأماكن متفرقة بالمدينة، إلى جانب لوحات كبيرة تحمل شعار المولد النبوي وعبارات ترحيبية به في مختلف شوارع المدينة، وتزيين جبلي الحشفا وشقير باسم رسول الهدى بحجم كبير وإضاءات مميزة، وتجهيز منصة وساحة الاحتفال، والاستعداد بكميات كبيرة من الأعلام والرايات الخاصة بالمولد لتوزيعها على ضيوف رسول الله خلال فعالية الاحتفاء بالمولد يوم الثاني عشر من ربيع الأول.
وقال مدير المشاريع الإنسانية في مؤسسة الشعب محمد الجعدي إن اختيار المؤسسة لمديرية حريب بمحافظة مأرب، لدعم فعاليات المولد النبوي الشريف، يأتي انطلاقاً من واجبها الديني والوطني، ولما تُمثله هذه المديرية بشكل خاص ومحافظة مأرب عامة من أهمية، وكون إحياء المولد النبوي لأول مرة بهذا الزخم الكبير في حريب مأرب يُعتبر رسالة قوية عن حب أبناء المنطقة وارتباطهم بالنبي الكريم والسير على نهجه وإحياء سنته والتأسي بقيمه ومبادئه وأخلاقه سلوكاً ومنهجاً والاقتداء به لتعزيز الروح الإيمانية والمضي على الدرب المحمدي.
المواطنون من أبناء المديرية وآخرون من المجاهدين في صفوف الجيش واللجان الشعبية أكدوا أن الاحتفاء بذكرى مولد خير البرية يُمثل أهمية كبيرة في نفوس اليمنيين عامةً، رغم ما يعانونه من عدوان وحصار منذ سبع سنوات ليعلنوا للعالم أجمع أنهم على نهجه سائرون في مقارعة الطغاة وقوى الظلم والاستكبار.