غازي المفلحي / لا ميديا -
يستقبل اليمنيون في كافة مناطق جغرافيا السيادة الوطنية مناسبة المولد النبوي الشريف هذه السنة بطريقة غير مسبوقة ومتميزة عن كل المرات الماضية التي حصلت في اليمن، كما تفردت اليمن باحتفال بديع تزينت القلوب فيه فرحا قبل المدن، وتقدمت صنعاء على كل عواصم دول العالم الإسلامي التي تحتفل بمولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وكانت اليمن أجمل من أظهر الحب القديم الجديد لـ«محمد» الهدى والرحمة الذي أشرق على العالم من جديد ونُصر من جديد في زمن الجاهلية الجديدة باليمنيين ومن أرض اليمن.

الأرق أفئدة عبر العصور
يحتفل اليمنيون بالمولد النبوي بشكل رسمي وكبير كل سنة منذ ثورة 21 أيلول/سبتمبر، وسنة بعد سنة يأخذ الاحتفال أبعادا أكثر، وحيزا أكبر في وعي اليمنيين.
اليوم الاحتفال ليس ألواناً وأضواء ضامرة خائفة ومجاملة للسلطة أو القيادة كما يدعي أعداء اليمن وعملاؤهم، وإنما مشاعر فرحة حقيقية، يريد أن يشارك فيها ويكون جزءا منها الكبير والصغير والجانب الشعبي قبل الرسمي.
ومنذ أكثر من 10 أيام وجغرافيا السيادة الوطنية تكتسي الحلة والنور الأخضر الذي يرمز لسعف النخيل الأخضر الذي استقبل به اليمنيون الأوائل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يرددون: «طلع البدر علينا».
وبذات الفرحة والتعظيم، ولكن في زمن جديد تغيرت فيه وسائل العصر، إلا أن أفئدة وقلوب اليمنيين المحبة لرسول الله لم تتغير، فها هم اليمنيون يستقبلون عاماً بعد آخر ذكرى مولد النبي في كرنفال روحي يحفهم نور محمد وهديه ليلا ونهارا بعشرات الفعاليات والأمسيات في كل حي وشارع ومؤسسة وجهة حكومية وفي كل منزل وسيارة، وزينة المولد ملبوسات خط بها محمد على الأكتاف وفوق الرؤوس وعلى الجباه.

أعظم أعياد اليمنيين
الزينة والفرحة تعم أرجاء المكان والزمان في جغرافيا السيادة الوطنية، ولكن دلالة تحول الاحتفال بالمولد إلى وعي مجتمعي يتجلى في ما يقوم به المواطنون أنفسهم بأموالهم الخاصة ومبادراتهم الفردية فرحة بالنبي وتسابقا في إظهار الفرحة بعيدا عن مظاهر الاحتفال الرسمية التي تقوم بها مؤسسات الدولة، أو ما يقوم به التجار من تزيين لشركاتهم ومصالحهم ومحلاتهم، وبعيدا كل البعد عمن يدعي أنهم يفعلون ذلك مرغمين ومجبرين.
يقول عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: «يثلج الصدر عندما تجد الاستعداد الشعبي والاستعداد الكبير لأبناء الشعب اليمني للحضور الفاعل والكبير في مناسبة ميلاد خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. حفظ الله الشعب اليمني الصامد البطل».
فقد زين المواطنون منازلهم بأضواء المولد وألوانه، وليس فقط من الخارج، بل من الداخل، فتزينت المجالس والغرف كأنها تستقبل عيد الأضحى أو الفطر، وبدا أن اليمنيين اكتشفوا أعظم أعيادهم الذي أخفي عنهم زمنا طويلا.
وتزينت آلاف السيارات والدراجات النارية، ولا أحد مجبر على ذلك، بل الجميع ينافس الجميع لتبدو زينته أجمل، ومنازل القرى تنافس منازل المدن في الزينة، وسيارات المواطنين تتزين أجمل من سيارات أي جهة حكومية وتزيد عنها بمئات الأضعاف، وشهدت شوارع المدن مثل تعز وإب استعراضات قامت بها أكثر من 1500 سيارة مزينة بألوان وأضواء المولد النبوي الشريف المميزة.

حبا في النبي لا مجاملة لأحد
زينة المولد تحضر داخل المعامل الصغيرة للخياطة والورش وغيرها من المحلات الصغيرة وهي لا تجامل أحداً فهي حيث لن يراها غير العمال الذين أدركوا عظمة من يحتفلون بمولده.
المحلات وصفحاتها عبر الإنترنت ومواقع التواصل لم تكتف بالزينة التي يدعي البعض أنها زينة ميتة تعلق على واجهة محلاتها على مضض مجاملة وخوف، ولكنها أطلقت العروض والتخفيضات وأقامت المسابقات وقدمت جوائز ثمينة احتفاء بمناسبة المولد النبوي الشريف.
بعض المواطنين الذين تحدثت «لا» معهم يريد أن تستمر هذه المظاهر الاحتفالية لمدة أطول ولا تنتهي بعد تاريخ 12 ربيع الأول، فهذه المظاهر جعلت المدن والشوارع والقرى جميلة و«حياة» كما وصفوها.
والبعض يرى أن ميلاد النبي إنما هو ميلاد الإسلام بكل أفراحه وأعياده.. القاضي علي الكبسي يرى أنه بما أن مناسبة مولد النبي هي سبب ومنتج لمناسبتي عيدي الفطر والأضحى، وهذا ما أشار له قائد الثورة في خطابه الأخير، لذلك اقترح الكبسي «على الحكومة أن تتقدم إلى البرلمان بمشروع تعديل للمادة 3 من القانون رقم 2 لسنة 2000م بشأن الإجازات والعطلات الرسمية لتصبح مدة إجازة عيد المولد النبوي الشريف 5 أيام تقديرا لهذه المناسبة العظيمة ومواكبة للزخم الكبير الذي تحظى به رسميا وشعبيا، ولتأخذ حقها من الاهتمام اجتماعيا (كزيارة الأرحام والأقارب) وغير ذلك».
يبدو من مظاهر الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وضخامتها هذا العام، أن اليمنيين قد أدركوا عظمة اللحظة الزمنية التي حظوا بها، وذهبوا بالفخر كله من بين مئات الشعوب وآلاف الأجيال، بأن يكونوا هم من أشعل مشكاة النبي محمد على العالم من جديد بعد أن سعى دعاة الظلام في الشرق والغرب ومن العرب والعجم لإطفائها، لكنها اشتعلت من قلوب اليمنيين المحاصرين المعتدى عليهم نورا يأبى الله إلا أن يتمه للعالمين.

تجهيز 234 سيارة إسعاف و46 مشفى ميدانياً و251 كادراً صحياً
ويحتفل اليوم اليمنيون في ٣٠ ساحة في عموم محافظات الجمهورية ومن المترقب أن يلقي سيد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي خطابا في المناسبة.
من جانبه  أعلن وزير الصحة الدكتور طه المتوكل جاهزية الطواقم الطبية في ميدان السبعين بأمانة العاصمة ومختلف الساحات في المحافظات المخصصة للاحتفالات بمولد الرسول الأعظم.
وأوضح المتوكل أنه تم تجهيز 234 سيارة إسعاف مزودة بكافة التجهيزات، و482 كادراً طبياً، منها 92 سيارة داخل الساحات و142 سيارة تم توزيعها على المداخل المؤدية للساحات في مختلف المحافظات.
وأفاد بأنه تم تجهيز 46 مخيماً ومستشفى ميدانياً مجهزاً بالأدوية والمستلزمات و251 كادراً صحياً، بالإضافة إلى تهيئة 58 مستشفى حكومياً و122 مستشفى خاصاً، لافتاً إلى نشر 1483 كادراً صحياً داخل الساحات.