«لا» 21 السياسي -
تنفذ الغارات الجوية للعدوان على اليمن باستخدام ذخائر ينتجها أربعة من كبار المتعاقدين الأمريكيين (لوكهيد مارتن، وبوينج، وجنرال دايناميكس، ورايثيون). تمثل هذه الشركات الأربع أكبر موردي الأسلحة للسعودية والإمارات، وقد أنفقت ملايين الدولارات على جهود الضغط للحفاظ على الدعم السياسي لتحالف العدوان في واشنطن، وتأثير هذه الجماعات واضح في تأمين لقاءات مع كبار المسؤولين في لجان الكونجرس الرئيسة للدعوة المستمرة إلى زيادة مبيعات الأسلحة والضغط عليها.
يتحالف الساسة في واشنطن مع ممثلي المجمع الصناعي العسكري وكبار مقاولي الدفاع في البنتاغون وبإسنادٍ من جماعات الضغط الإجرامية المختلفة على الاستمرار في العدوان على اليمن.
رفاهية تحالف المجرمين هذا كانت أهم من حيوات أبرياء كانوا مجتمعين في نيسان/ أبريل 2018 في عرس بمحافظة حجة واستهدفتهم غارة حولت العرس إلى مذبحة وقتلت 21 منهم وجرحت 97 آخرين بينهم 60 طفلاً، ليُكتشف لاحقاً أن القنبلة المستخدمة في تلك المذبحة هي من طراز (GBU-12 Paveway II) التي تصنعها شركة (Raytheon) الأمريكية، أحد أكبر مقاولي الدفاع في البنتاجون.
يُنفق على اللوبيات الإجرامية التي تعمل نيابةً عن السعوديين والإماراتيين وعن مقاولي الدفاع عشرات الملايين من الدولارات سنوياً من أجل الضغط للاستمرار في العدوان على اليمن.
في العام 2018 فقط وعلى سبيل المثال أنفقت بوينج 15 مليون دولار على جماعات الضغط، وشركة لوكهيد مارتن 13.2 مليون دولار، وشركة جنرال ديناميكس 11.9 مليون دولار، وشؤكة رايثيون 4.4 مليون دولار.
وفي حين أن هذه المبالغ قد تبدو باهظة فإن هذه النفقات حققت عائداً استثنائياً على الاستثمار من خلال مبيعات الأسلحة للسعوديين والإماراتيين.
فقد وثق تقرير نشره مركز السياسة الدولية العام 2018 أن هذه الشركات وغيرها باعت أسلحة بقيمة 4.5 مليار دولار للسعودية و1.2 مليار دولار للإمارات في العام 2018 وحده.
وفي قلب هذه الشبكة من المال، تحقق شركات مثل (Mckeon) و(American Defense International-ADI) أرباحها من صناعة الحرب. وهاتان الشركتان تعدان مثالين بارزين لشركات الضغط المنخرطة بقوة في الحرب على اليمن، وقد تمكنتا بخبث من تمثيل أقوى شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية والسعودية والإمارات في اللعب على نموذج الضغط الذي يسمح بإرضاء العديد من العملاء في الوقت نفسه وفي تقديم دور مهم في إبقاء الولايات المتحدة حاضرة في العدوان.
إن رفاهية أفراد العائلة المالكة السعودية ومقاولي الدفاع أكثر أهمية من مجرد حافلة تقل أطفال مدارس في ضحيان صعدة قتلتهم قنبلة (MK-82) الموجهة بالليزر صنعتها لوكهيد مارتن. وإن رفاهية (Raytheon) أهم بكثير من عائلة مسافرة في سيارتها في رمال الجوف أصيبت بقنبلة موجهة بالليزر (GBU-12) صنعتها تلك الشركة. وإن أرباح مقاولي الدفاع أكثر أهمية بكثير من حياة الرجال والنساء والأطفال الذين كانوا في أحد الأسواق في حجة بعد ظهر هادئ في 2016 عندما أودت قنبلة (MK-82) بحياة ما لا يقل عن 80 منهم.