تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
ثورة الجياع تنصب أولى خيامها في مدينة عدن. فوهة البركان "كريتر" تعود للتوهج من جديد، رغم كل محاولات إخمادها مؤخراً، منذرة بقذف حممها على رؤوس الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته، فيما تستمر الدعوات في كافة مديريات المدينة إلى ثورة شعبية عارمة ضد الأوضاع الاقتصادية المزرية والارتفاع الجنوني في الأسعار، حيث بلغ سعر قرص الروتي 75 ريالاً وفنجان الشاي 300 ريال.
شهدت محافظة عدن المحتلة، أمس، احتجاجات غاضبة للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية ومطالبة برحيل تحالف الاحتلال وشرعية العمالة.
وأوضحت مصادر محلية أن احتجاجات غاضبة عمت مدن المحافظة، أغلقت على إثرها المحلات التجارية، كما أغلقت طرق رئيسية أضرم فيها المحتجون إطارات السيارات التالفة، مطالبين برحيل تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته.
وفي السياق، نصب مواطنون في مديرية كريتر، أمس، أول خيمة للثوار ضد تدهور الأوضاع المعيشية.
ونصبت الخيمة بجانب "مقهاية زكو" بمديرية كريتر، تلبية لدعوات المواطنين إلى تنفيذ اعتصام مفتوح تنديدا بارتفاع الأسعار والانهيار الجنوني للعملة المحلية، وسط انتشار كثيف لمرتزقة "المجلس الانتقالي"، الموالي للاحتلال الإماراتي، في شوارع كريتر وعدد من المديريات الأخرى.
وتشهد مدينة عدن وباقي المحافظات والمناطق المحتلة ارتفاعا جنونيا في أسعار كافة المواد الغذائية والاستهلاكية، وسط تدهور العملة المحلية وانهيار الريال مقابل العملات الأجنبية؛ حيث تجاوز سعر الصرف حاجز الـ1700 ريال للدولار الواحد.

"عمال عدن" يشعل شرارة الثورة 
من جهته، أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال عدن، أمس، انطلاق شرارة العمل الثوري ضد حكومة الارتزاق وتحالف الاحتلال، رفضاً لتفاقم الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية.
وقال الاتحاد في بيان، مخاطبا حكومة العميل هادي: "ثورتنا قادمة ودون تراجع، وقد قرر شعبنا وعمالنا النضال ضد فسادكم"، محملاً إياها كامل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع من تدهور مريع.
وتابع: "لقد طفح الكيل ولم نعد نحتمل وعودكم الكاذبة، ونحذركم من اختبار صبرنا الذي نفد ونحملكم كامل المسؤولية".
كما أعلنت هيئة تدريس جامعة عدن الإضراب الشامل عن العمل اعتباراً من اليوم، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر العملة. 
وقال بيان صادر عن مجلس نقابة هيئة التدريس في الجامعة: "يؤسفنا جداً أن نعلن بدء الإضراب الشامل في جميع كليات جامعة عدن ومراكزها العلمية بدءاً من الأحد".
وأضافت الجامعة في بيانها أن "الخطوة جاءت استشعاراً للمسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه مجتمعنا وما يعانيه من غلاء وتردي الوضع المعيشي بسبب الانهيار المتسارع والمستمر للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية".
وطالب البيان بإعادة رواتب أعضاء هيئة التدريس إلى قيمتها بالعملة الصعبة في 2015، وزيادة مرتبات كافة الموظفين.
وكانت كليات الجامعة أغلقت أبوابها استجابة للطلاب الذين التزموا منازلهم وامتنعوا عن الدراسة بسبب ارتفاع أجور المواصلات.

"الصرافين" تعلن الإضراب
بدورها، أعلنت جمعية صرافي عدن، أمس، الإضراب عن العمل تنديدا بتجاهل حكومة العميل هادي استمرار انهيار العملة المحلية.
وقالت الجمعية، في بيان، إنها قررت تعليق الأعمال المصرفية لمدة ثلاثة أيام، نتيجة الانهيار الحاد في سعر صرف العملة، محملة العميل هادي وتحالف الاحتلال مسؤولية ما آلت إليه العملة من انهيار غير مسبوق.
وأغلقت محال وشركات الصرافة في عدن أبوابها، أمس، استجابة لدعوة جمعية الصرافين إلى تنفيذ إضراب شامل. وقال شهود عيان إن شركات وشبكات الصرافة شهدت إغلاقا كاملا منذ ساعات الصباح الأولى، رافق ذلك إغلاق بعض المراكز التجارية الكبيرة ومحلات بيع الذهب.
وبلغ سعر صرف الريال أمام الدولار الأمريكي 1700 ريال و445 مقابل الريال السعودي.
وكانت حكومة الارتزاق طبعت مؤخراً 3 تريليونات و500 مليار ريال بدون غطاء نقدي، وهو ما انعكس ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع الأساسية.

الروتي بـ75 ريالا وفنجان الشاي بـ300
وفي سابقة جنونية، ارتفع سعر قرص الروتي في مدينة عدن إلى 75 ريالاً، فيما بلغ سعر فنجان الشاي في مقاهي المدينة 300 ريال. 
وكشف بيان أصدرته جمعية المخابز في مدينة عدن أن الجمعية قررت رفع سعر القرص الروتي إلى 75 ريالا، مبررة الأمر بارتفاع الأسعار مؤخرا.
وذكرت مصادر محلية في المدينة المحتلة أن فنجان الشاي بالحليب وصل أمس إلى ٣٠٠ ريال في مقاهي عدن.
وأضافت المصادر أنه للمرة الأولى يرتفع سعر فنجان الشاي إلى هذا الحد، بعد أن كان سعره لا يتعدى 50 ريالاً، مشيرة إلى أن انهيار الريال تسبب بارتفاع أسعار كل السلع في عدن وأبرزها المواد الغذائية الأساسية.