كابتن/ خالد الناظري / لا ميديا -
أحد عشر كوكباً وفي ليلة واحدة صنعوا بأقدامهم ما عجزت عنه عقول الآف الساسة وحكام الزمان بحلوهم ومرهم، في أقل من 100 دقيقة أرسلوا نسائم الأفراح إلى كل أرجاء الوطن دون تمييز أو عنصرية، زفوا لنا بشرى النصر القريب في كل واد وسهل وجبل، وفي كل ساحل وفي كل رقعة من صحاري وجزر بلادي من أقاصي صعدة وحتى روابي سقطرى.
في ليلة الفرح والعيد تأهب النجوم جميعا، أحد عشر بطلا على قلب رجل واحد ومعهم كتيبة الاحتياط وجهازهم الفني والإداري والإعلامي و... و... و... فقط، نعم فقط هؤلاء هم سر النجاح وبلسم الجراح، وراسمي الأفراح، ولمزيد من الإنصاف أقول وبكل تجرد ومهنية أنهم ثمانية عشر كوكبا ولاغير، منهم إحدى عشر يروضون خصمهم اللدود بمهارة وشجاعة وبأس لانظير له، وكلهم ثقة في كتيبة الاحتياط الجاهزة لأي طارئ وظرف ليواصلوا مشوار تألق النجوم.
ومن بعيد كانت رؤوس السحرة تعمل وكعادتها للظهور بدلاً عن أصحاب الحق، ولست أبالغ أن قلت كل تلك الرؤوس كانت ستختبئ كالجرذان في حال حصل لنجومنا اللاعبين أي انتكاسة لا قدر الله، بل سيسعون جاهدين لتحميل كتيبة الأبطال أسباب الخذلان من قبل تلك الرؤوس المختبئة في شتى الدول والتي تنهب كل ما تملك أرضنا من إمكانيات وطوال سبع سنوات للوصول إلى غاية المخططين الكبار (أسيادهم) في محاولة سلخ الوطن إلى أقسام متنافرة، بل وسلخه عن هويته وقوميته وعروبته.
أحاول من أول الحديث أن أصل إلى نقطة الصفر والحقيقة التي لن تعجب أصحاب المعالي، لكن الألفاظ المنمقة والمعاني المركبة تخونني في التعبير، لكنني سأكون أكثر صراحة، وبلغة بسيطة بعيدا عن جماليات اللغة وفنون الكتابة، فلست من أربابها وإن كنت من محبيها وصديق لمعظم روادها من الكتاب والصحفيين خصوصا أبناء الإعلام الرياضي جميعا.
أقولها وبصريح العبارة أنهم وحدهم بعد الله صانعوا الإنجاز، يحسب لهم كل هذا التميز والإبداع، وباختصار، إنهم نموذج مصغر لكبار العالم في كرة القدم أشباه نجوم برشلونة والريال وتشلسي و... و... و...، لا يهم من يقودهم في الجهاز الفني، ولا يزيد من قدراتهم أو ينقصها وزير أو غفير، رئيس أو مرؤوس، قيادة اتحاد أو لجان وزارية وحتى أصحاب المعالي والفخامة والتعاسة، إنهم وببساطة (هم) فقط نجوم اليمن وموهبتها الفطرية، يلعبون بمهارة فريدة وتجانس بديع، وحماس منقطع النظير، تربوا على أراضي أنديتهم غير المعشبة، ولعبوا في شوارع وأزقة أحياءهم البسيطة، وتفننوا في ملاعب مدارسهم المقصوفة بطيران العدو، ليس لديهم ولا 10% مما يمتلكه الخصوم من أكاديميات وخبراء وأموال وبنية تحتيه وحتى استقرار ورخاء.
بعيداً عن المزايدة والمناطقية والتعصب، (كلهم) كتيبة اللاعبين فقط هم فرسان النجاح، وأقولها بصريح العبارة لن يكون هناك فارق في حال قادهم "سين" أو "صاد" من المدربين أو تحت قيادة اتحاد كرة أو وزارة أو لجنة أولمبية، (هم) فقط من يصنعون تلك المسميات ويجعلون منها أسماء بارزة وقائدة للإنجاز والتأهل بالرغم أنهم كانوا أبعد ما يمكن من هؤلاء الأبطال ولكم في متابعة مشوار تجميعهم وظروف سفرهم ومعاناتهم ألف نقطة وعلامة استفهام.
ومن باب الإنصاف، أقول أن سندهم الوحيد بعد الله كان ذلك الجمهور المرعب كما وصفه أحد معلقي المباراة، جمهور شغوف بحب وطنه ومستعد للتضحية بماله ومصدر رزقه في سبيل دعم وإسناد نجوم اليمن الصغار في السن الكبار في الإنجاز وحسن تمثيل الوطن في هذه المحافل العالمية.
وحتى لا أطيل، واستغلالا لهذه المساحة من الكتابة التي لا اتقن فنياتها، لكني أحاول إيصال الفكرة التي تجول في خاطري، الفكرة الأساسية هي أن هؤلاء الأبطال هم فقط أصحاب الإنجاز، ومن أجلهم يجب أن يعمل الجميع لاستمرار تألق هذه الكتيبة صانعة البسمة لكل أبناء الوطن، موحدة القلوب والعقول، ومحققة ما عجز عنه فرقاء السياسة والحروب، ويمكن إجمال الفكرة في نقاط سريعة، أهمها:
1 ـ عدم تكرار خطأ ما حدث مع منتخب الأمل للناشئين الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم في فلندا عام 2003م.
2 ـ عمل آلية صحيحة بجمع الأموال التي يتم الإعلان عنها من أجل الاستفادة الصحيحة للاعبين وأهاليهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس حتى وصول أبناءهم إلى هذه النقطة.
3 ـ تجميع كافة الإيرادات الحكومية وتذليل الصعاب وتسخير الإمكانيات لإنشاء أكاديمية خاصة بالمنتخب لمواصلة الإعداد والتأهيل للمنافسات القادمة، وبسبب الظروف القاهرة التي تمر بها بلادنا لا يمنع من إقامة الأكاديمية مؤقتا في إحدى الدول مع التعاقد مع خبراء وفنيين كرويين وجهاز فني مقتدر ومؤهل وصاحب خبرة في قيادة وإدارة المنتخبات في المنافسات العالمية.
4 ـ عدم الاستعجال في تصعيد اللاعبين إلى فئات الشباب أو الأولمبي حتى يتم تأهيلهم جيداً نفسياً وبدنياً.
5 ـ حماية اللاعبين من مخاطر الاحتراف في الأندية العربية واستغلالهم لفترة قصيرة، أو الدخول في مغامرة التجنيس في بعض الدول وخصوصا الخليجية.
وبطبيعة الحال، فكل هذا المخاطر ستزول لو تم إعداد رؤية ممنهجة لاحتضان هذه الكتيبة وتأهيلها ودعمها أسوة بلاعبي المنتخبات العالمية.
أخيراً، أؤكد وأتمنى من كل قلبي أن لا تتكرر خطيئة ما حصل مع منتخب الأمل سابقا.. ومن أعماق قلبي أقول للنجوم شكراً لأنكم أفرحتمونا، وشكراً لأنكم نجحتم في توحيد أبناء الوطن الواحد تحت شعار واحد "حيوا اليماني حيوه.. بالروح بالدم نفديك يا يمن"..
والله من وراء القصد..