تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
مواجهات عنيفة بين أدوات الاحتلال تعود إلى الواجهة مجدداً في مدينة عدن، في ظل الترتيبات الجديدة التي اتخذتها قوات الاحتلال السعودي مع داخلية العميل هادي، والتي سُمح لها بالعودة إلى المدينة تحت حماية المحتل بطبيعة الحال، فجرى لقاء لوزيرها بقائد قوات الاحتلال للسيطرة على ما سموه مراكز القرار الأمني في عدن. ولا شيء تقريباً قد تغير في المشهد سوى أن صراعاً بينياً يخوضه مرتزقة ودواعش الإمارات في لحج، امتدت آثاره إلى عدن. 
اندلعت مواجهات عنيفة، بين أدوات الاحتلال في مدينة عدن المحتلة، تزامناً مع ترتيبات جديدة لقوات الاحتلال السعودي مع حكومة الارتزاق حول الوضع الأمني في المدينة.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات عنيفة اندلعت بين مرتزقة الإمارات، وخونج التحالف، بعد ساعات من إعادة انتشار فصائل تابعة للخونج شمالي عدن، لتأمين خط إمداد إلى وسط المدينة، وسط ترتيبات لمعركة فاصلة مع مرتزقة الإمارات.
وأكدت المصادر أن انفجارات وقعت في مديرية دار سعد، على وقع اشتباكات عنيفة دارت في المديرية المحاذية لمحافظة لحج، بين عناصر تتبع المرتزق أمجد خالد، قائد ما يسمى لواء النقل الموالي للخونج، وآخرين من مرتزقة الإمارات، مشيرة إلى أن المواجهات اندلعت عقب استحداثات عسكرية للخونج في المديرية.
وكانت فصائل مسلحة تابعة للخونج أعادت  انتشارها شمال عدن، ما يسمح لها بتأمين خط إمداد إلى وسط المدينة، التي يعتبرها مرتزقة الإمارات عاصمة لهم.
وأفادت مصادر قبلية بأن توجيهات من المرتزق أحمد التركي، محافظ العميل هادي في لحج، والتكفيري حمدي شكري الصبيحي، قضت بإعادة توزيع فصائل الخونج يقودها من مدخل الصبيحة غرب لحج مرورا بمنطقة العند ووصولا إلى جعولة وبئر أحمد وصلاح الدين والبريقة في عدن.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة قد تضمن خط إمداد لفصائل الخونج المتمركزة غرب لحج عبر سواحل عدن وتحديدا منطقة صلاح الدين، تمهيدا لترتيبات عسكرية قد تفضي لإسقاط عدن وما تبقى من لحج عن يد مرتزقة الإمارات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المواجهة بين مرتزقة ودواعش الإمارات في محافظة لحج، وانقسامهم إلى تيارين: الأول مدعوم من يافع بقيادة المرتزق أبو زرعة المحرمي، والآخر مدعوم من الصبيحة بقيادة التكفيري حمدي شكري الصبيحي.
كما تأتي في ظل ترتيبات جديدة قامت بها قوات الاحتلال السعودي في كل من عدن ولحج، بالتنسيق مع مجاميع تكفيرية بقيادة شكري، الذي يحاول الخونج استمالته إلى صفهم، خصوصاً بعد دخوله في مواجهات مع مرتزقة الإمارات من أبناء يافع في الآونة الأخيرة واعتقاله العشرات منهم على خلفية اختطاف مدير مكتبه من قبل مسلحي يافع.
ويرى مراقبون أن ما حدث أمس في مدينة عدن المحتلة من مواجهات عنيفة بين أدوات الاحتلال من مرتزقة الإمارات والخونج كان ترجمة للقاء الذي عقد مؤخراً بين قائد قوات الاحتلال السعودي، عبدالعزيز البلوي، والمرتزق إبراهيم حيدان، وزير داخلية العميل هادي، والمحسوب على الخونج.
وكانت وسائل رسمية تابعة لحكومة الارتزاق تحدثت، نهاية الأسبوع المنصرم، عن اجتماع بمدينة عدن ضم حيدان والبلوي، في إطار مساعي الاحتلال السعودي وحكومة الارتزاق للسيطرة على ما سمتها مراكز القرار الأمني في مدينة عدن.
وأوردت ما تسمى وكالة سبأ (نسخة الرياض) خبر اللقاء دون تفاصيل واضحة حول ما جرى خلاله، غير أنها ذكرت أنه «تطرق إلى أهمية المضي قدماً في تطبيق الشق الأمني من اتفاق الرياض».
ويشير الاجتماع إلى استمرار مساعي حيدان، المحسوب على الخونج، في بسط نفوذ قواته في المدينة التي تقع تحت مرتزقة الإمارات، وسبق أن برزت خلافات واسعة بين الطرفين انتهت بمغادرة حيدان مدينة عدن واتخاذه من مدينة سيئون في حضرموت مقراً لـ»وزارته».
وكان حيدان عاد إلى مدينة عدن خلال الشهر الماضي، وأثارت عودته توقعات بتصاعد الاحتقان في المدينة المنكوبة، وهو ما ترجمته اشتباكات الأمس.

إقالة شكري وتوجيهات بالقبض عليه
وفي سياق الصراع المحتدم بين مرتزقة ودواعش الإمارات، والذي أخذ بعداً قبلياً بين أبناء الصبيحة ويافع، أصدر التكفيري أبو زرعة المحرمي، المحسوب على قبائل يافع، قراراً بإيقاف حمدي شكري، المحسوب على قبائل الصبيحة، في خطوة قد تعمق الاقتتال الأهلي في محافظة لحج المحتلة.
وقضت توجيهات المحرمي بالقبض على شكري ومحاكمته، بسبب ما اعتبره «تمرداً وانقلاباً عسكرياً» قاده الأخير وأدى إلى صراع خلف عدداً من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى اختطاف العشرات من أبناء الصبيحة ويافع.
ومع أن قرار المحرمي لا قيمة له، بحسب مراقبين، نظرا لنجاح شكري منذ اللحظة الأولى بفصل مرتزقته من أبناء قبائل الصبيحة وإعادة التموضع في مسقط رأسه غرب لحج، إلا أن توقيت القرار قد يحمل تهديداً باستهداف شكري، خصوصا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال مؤخراً.