تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
قوات الاحتلال تطير بمرتزقتها من مواجهة إلى أخرى، ومن محافظة إلى محافظة، وسط تحشيدات الطرفين وتنافس كل منهما على من سيكون أكثر فتكاً بالآخر وأكثر إرضاء للإماراتي والسعودي. 
محافظة أبين تعود إلى الواجهة مجدداً، مع اشتداد التوتر بين مرتزقة الإمارات وخونج التحالف على خطوط تماس رسمها كل منهما لنفسه أمام الآخر، فيما يكتنف الغموض مصير المرتزق محمد العوبان، قائد ما تسمى «قوات الأمن الخاصة»، بعد تعرضه لكمين مسلح سقط فيه جرحى.
عاد التوتر ليخيم من جديد على محافظة أبين، وسط مؤشرات إلى حسم مرتقب بين أدوات الاحتلال من مرتزقة الإمارات وخونج التحالف.
وبدأ الطرفان، أمس، تحركات عسكرية في المحافظة التي تعد أهم خطوط التماس بينهما، تزامناً مع قيام مرتزقة الإمارات في مدينة عدن المحتلة باستعـــــــراض مرتزقة سيتم نشرهم في المنطقة الوسطى لمحافظة أبين المحتلة. 
وأفادت وسائل إعلام تابعة لمرتزقة ما يسمى المجلس «الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، بأن المرتزقة الجدد سيتم تدريبهم في عدن ونشرهم تحت مسمى «الحزام الأمني» في المناطق الوسطى لأبين، والتي من ضمنها مديرية الوضيع، مسقط رأس العميل هادي وأحد أهم خطوط إمداد قوات الخونج المنتشرة في شقرة. 
وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان وفاة الخونجي عبد الله الصبيحي، قائد ما يسمى محور أبين، وأبرز خصوم «الانتقالي»، الذي كان يعول عليه العميل علي محسن الأحمر لاقتحام عدن. 
واستبق «الانتقالي» الانتشار المرتقب بمغازلة المرتزق أبو مشعل الكازمي، المعين مؤخراً من قبل العميل هادي مدير أمن أبين، والقيادي السابق في «الانتقالي» قبل التعيين.
وقال عضو الجمعية الوطنية للانتقالي، أبو زيد الخليفي، إن المجلس «عرض فتح عدن لأبو مشعل متى ما أراد العودة إليها»؛ في مغازلة علنية للكازمي.
في السياق، اتهمت وسائل إعلام تابعة لمرتزقة الإمارات أطرافاً في حكومة الفنادق بمساعي تسليم أبين لخونج التحالف ومسلحي القبائل؛ في إشارة كما يبدو للقاءات التي يعقدها المرتزق وليد الفضلي، صهر علي محسن و«شيخ مشايخ آل الفضلي»، بحسب توصيفه لنفسه، مع مشايخ القبائل في لحج لتقاسم مناطق لحج وأبين في إطار ما كان يعرف بسلطنتي الفضلي والعزيبي.
وأشارت المصادر إلى أن محسن، الذي فشل في السيطرة على المحافظة والتقدم صوب عدن عسكريا، يحاول إيجاد أوراق بديلة في معركته ضد «الانتقالي»، عبر إعطاء مساحة لصهره الفضلي لإحياء ماضي السلطنات على غرار ما فعلته قوات الاحتلال الإماراتي مع العولقي في شبوة وابن عفرار في المهرة.
وتشير التحركات التي يقوم بها طرفا الارتزاق إلى أن أبين، التي ظلت محل خلافات بينهما، في طريقها للتصعيد خلال الأيام المقبلة، خصوصا مع عودة وفد «الانتقالي» من الرياض دون إنجاز يذكر على مستوى تنفيذ ما يسمى «اتفاق الرياض»، الذي ينص على انسحاب متبادل لقوات الطرفين من خطوط التماس بأبين.

مصير مجهول للعوبان إثر تعرضه لمحاولة اغتيال
وفي سياق العمليات التصعيدية بين أدوات الاحتلال، تحدثت أنباء عن مصير مجهول يكتنف المرتزق محمد العوبان، قائد ما تسمى قوات الأمن الخاصة في محافظة أبين، والمحسوب على الخونج، بعد تعرضه أمس لمحاولة اغتيال بكمين مسلح في مديرية أحور.
وذكرت مصادر محلية أن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص بكثافة على موكب «العوبان»، قبالة منطقة مخشف على الطريق الساحلي الدولي الرابط بين عدن- أحور- المكلا، ما أدى إلى إصابة اثنين من مرافقيه وأحد المسلحين.
كما تحدثت مواقع بعض المواقع الإخبارية عن مقتل الشيخ القبلي محمد جادع اليسلمي الكازمي في العملية.
وأضافت المصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت عقب العملية بين «قوات الأمن الخاصة» والمسلحين، استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والرشاشة التي سُمع دويها في مديرية أحور.
ولم يُعرف مصير محمد العوبان بعد العملية التي تباينت الأنباء حول مكان حدوثها، ففيما أشار شهود عيان إلى أن العملية تمت عقب عودة العوبان من محافظة شبوة؛ أكدت مصادر أخرى أنها وقعت أثناء قيامه بتفقد نقاط التفتيش الممتدة من مدينة شقرة الساحلية حتى أحور، وأشارت إلى أنه عاد إلى الأولى وسط حراسة أمنية مشددة.
وفيما نُسب الكمين إلى مسلحين مجهولين، اتهمت مواقع مقربة من الخونج مرتزقة الإمارات بالوقوف وراء استهداف العوبان، ضمن استهداف قيادات الخونج من قبل الانتقالي في أبين والمحافظات الجنوبية.
وتأتي محاولة الاغتيال عقب مواجهات في مدينة شقرة بين ما تسمى «قوات الأمن الخاصة» التي يقودها العوبان، والمحسوبة على الخونج، وما تسمى قوات الأمن العام بقيادة المرتزق أبومشعل الكازمي، المحسوبة على «الانتقالي»، على خلفية نزاع على عربة عسكرية أرسلها وزير داخلية العميل هادي، إبراهيم حيدان، ويدَّعي كل طرف أنها تابعة له، وسقط في المواجهات قتلى وجرحى.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها قائد «قوات الأمن الخاصة في أبين» المقرب من الخونج، لمحاولة اغتيال، حيث أطلق أحد أفراد تلك القوات النار عليه في حزيران/ يونيو 2020 في منطقة العرقوب، بعد رفضه إعطاء الجندي طقماً مدرعاً كي يدخل إلى مناطق المواجهات لانتشال جثة شقيقه الذي قُتِلَ في المواجهات بين الخونج والانتقالي الشهر نفسه، وأسفر عن العملية إصابة الحارس الشخصي للعوبان.