تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
تصعيد جديد بين أدوات الاحتلال في محافظة حضرموت، فبعد أقل من أسبوع على إغلاق شركة النفط الكبرى «بترومسيلة» من قبل ما تسمى «الهبة الحضرمية» التي استطاع مرتزقة الإمارات تطويع مطالبها الشعبية لصالحهم، جاء تصعيد آخر بإغلاق شركة «كالفالي»، فيما داخلية العميل هادي تستنجد بالاحتلال السعودي ليعطيها الضوء الأخضر في قمع الاحتجاجات.

أغلق مسلحون تابعون لما تسمى «الهبة الحضرمية» الموالية لمرتزقة الإمارات، أمس الأول، شركة كالفالي النفطية الكندية بمحافظة حضرموت المحتلة، في تصعيد جديد ضد حكومة الفنادق التي تنهب عائدات ملايين البراميل من النفط الخام.
وقال المرتزق حسن بن سعيد الجابري، رئيس ما تسمى لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)، الموالية لمرتزقة «الانتقالي»، إنه تم إيقاف إنتاج وتصدير النفط في القطاع 9 الذي تشغله شركة كالفالي ضمن الخطوات التصعيدية لـ»الهبة الحضرمية» التي يقودها.
وأضاف الجابري أن إيقاف الشركة الكندية «مجرد خطوة صغيرة ضمن خطوات التصعيد الشعبي للهبة»، متوعداً حكومة العميل هادي بخطوات أكثر وجعاً.
ويأتي إيقاف شركة كالفالي النفطية بعد أيام من إغلاق المداخل المؤدية إلى شركة «بترومسيلة» ضمن خطوات تصعيدية للضغط على حكومة هادي لتوفير الخدمات الأساسية وتخفيض سعر المشتقات النفطية المنتجة من محافظتهم.
وكانت شركة كالفالي الكندية، أعلنت في السابع عشر من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي تعليق عمليات الإنتاج في القطاع تسعة، عقب نصب نقاط مسلحة أمام بوابة الشركة، وتوقيف قاطرات نقل النفط، قبل أن تعاود العمل في ما بعد في إطار تفاهمات مع السلطات.
وفي السياق، نفَّذ الفصيل الآخر في «الهبة الحضرمية» الذي يقوده المرتزق صالح بن حريز، أمس الأول، وقفة احتجاجية؛ رفضاً للإجراءات التعسفية التي تفرضها حكومة وسلطات الارتزاق على المواطنين في حضرموت.
ورفـــــع المحتجـــون، في الوقفة التي نظموها أمام قصر الكثيـري، لافتــــات طالبت المرتـــزق فرج البحسني المعين من قبل العميل هادي محافظــــــاً لحضرموت، بتسليم الوادي حصته من إيرادات النفط، وعبارات تندد بمعاناة المواطنين خلال السنوات الأخيرة العجاف التي أكلت الأخضر واليابس، حد تعبيرهم.
وأكد المشاركون في الوقفة رفضهم «عملية التجنيد غير القانونية وصناعة مليشيات في حضرموت والمساس بمصالح المواطنين وحرمانهم من الديزل المدعوم تحت أي ذريعة»، محمِّلين تحالف الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يتعرض له المواطنون في حضرموت.
وجاءت الوقفة بعد يومين من دعوة بن حريز إلى الاحتشاد أمام مستشفى البرج في ديس المكلا، وقصر السلطان في مدينة سيئون.
وأكد بن حريز رفض الزيادات في أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية وأعمال التقطع وحرمان المواطنين من الديزل المدعوم، مشيراً إلى أن الزيادات تتزامن مع استمرار نهب ثروات حضرموت النفطية والمعدنية والسمكية والجمركية وغيرها من قِبل المتنفذين في حكومـــة وسلطـات الارتزاق.
وتأتي الوقفــة الاحتجاجيـة فـي سيئون بالتزامن مع إغلاق الفصيل الآخر بقيــــادة الجابري الموالي لمرتزقة الإمارات ممـــــا يسمـــــى المجلس الانتقالي، شركة كالفالي، وكذا شركــــة “بترومسيلـــة” النفطية لليوم الخامس على التوالي؛ احتجاجاً على مماطلة شرعية العمالة وعدم استجابتها لأيٍّ من مطالب حضرموت، ورفض الشركة مطالب أبناء القبائل.

الاحتلال السعودي يعطي الضوء الأخضر لقمع احتجاجات
وفي صعيد ردة الفعل على الاحتجاجات والمطالب الشعبية في حضرموت، منحت قوات الاحتلال السعودي، الخميس، داخلية العميل هادي ضوءاً أخضر بالتصدي لأي تصعيد شعبي في محافظة حضرموت.
والتقى قائد قوات الاحتلال السعودي، فواز بن شوية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وزير داخلية العميل هادي الخونجي إبراهيم حيدان.
وبحسب مراقبين، فإن الاحتلال السعودي منح ضوءاً أخضر لقوات الخونج بتجهيز حملة لإنهاء حصار مسلحي الهبة الحضرمية  للحقول النفطية بوادي وصحراء حضرموت، إضافة إلى قمع أي تظاهرات مرتقبة في سيئون والمكلا تنديداً بقرار حكومة الارتزاق رفع الوقود إلى 25500 ريال للجالون سعة 20 لترا.
وكان الاحتلال السعودي استبق اللقاء بصرف ما تسمى «مكرمة سلمان» لفصائل الخونج في وادي وصحراء حضرموت، ما يشير إلى مساعيه لإجهاض أي تصعيد في المنطقة.
ويشير المراقبون إلى أن التطورات الأخيرة في مناطق وادي حضرموت وآخرها إغلاق كالفالي وبترومسيلة، دفعت داخلية العميل هادي للاستنجاد بالاحتلال السعودي.
من جانبها، أكدت مصادر مطلعة في حضرموت أن قوات الاحتلال السعودي بدأت بفرض سيطرتها بشكل شبه كامل على الشؤون الأمنية بمحافظة حضرموت وحسمت خيارها بتشكيل جبهة واحدة مع خونج التحالف، مقابل جبهة للاحتلال الإماراتي ومرتزقته، لإبقاء محافظة حضرموت نهباً لأطماع الاحتلالين معاً.
وكان مرتزقة «الانتقالي» يعتزمون تحريك تظاهرات  ضد سلطات الخونج في حضرموت، للمطالبة بإلغاء معسكرات التجنيد التي دشنها حيدان مؤخراً والتي يتم فيها تجنيد محسوبين على الخونج من أبناء حضرموت وتجاهل الفصائل الأخرى، بالإضافة إلى المطالبة بخروج مرتزقة العميل علي محسن الأحمر من وادي حضرموت وتسليم الوادي الذي يربض على حقول النفط إلى «قوات جنوبية» تحت مسمى «دفاع حضرموت» مدعومة من الاحتلال الإماراتي، بالإضافة إلى المطالبة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية حيث وصل سعر جالون البنزين بحسب السعر الرسمي لدى سلطات الارتزاق في محافظة حضرموت إلى 25 ألفاً و500 ريال، فيما سعر جالون البنزين في السوق السوداء يتجاوز ضعف هذا الرقم.