سيث فرانتزمان موقع «ذا هيل» الأمريكي 18 أبريل 2022
ترجمة خاصة لـ "لا": زينب صلاح الدين / لا ميديا -

في أواخر مارس، استضافت إسرائيل اجتماعاً غير مسبوق لوزراء خارجية البلدان العربية في الصحراء الجنوبية للبلاد. في ما تسمى قمة النقب كانت الرسالة الموجهة للشرق الأوسط هي أن إسرائيل الآن تعد قوة منسقة خلف العلاقات العربية العربية الداخلية. وانضم وزير الخارجية المصري إلى نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب والتقى وزير خارجية إسرائيل بكبار الشخصيات عقب استضافته لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين. وفي العموم كان مبعوثون من ستة بلدان بما فيها إسرائيل حاضرين.
يمكن أن تعتبر هذه القمة بناءً على اتفاقيات إبراهام للعام 2020، اتفاقية السلام التي دعمتها الولايات المتحدة والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات وبين إسرائيل والبحرين. كانت هذه الاتفاقيات هي أول اتفاقيات سلام جديدة لإسرائيل منذ ربع قرن. على الرغم من أن هذه الاتفاقيات قد واجهت بعض العراقيل. ثبت أن الشائعات حول انضمام دولة أخرى مثل السعودية أو عُمان لم تدم طويلاً. عندما غادر الرئيس ترامب منصبه كان هناك قلق من ألا تقدم إدارة بايدن نفس الدعم لاتفاقيات السلام الجديدة. علاوة على ذلك فإن رغبة البيت الأبيض الذي يمثله بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ظهرت في مشهد العام الماضي.
يمكن أن تبين قمة النقب أن المخاوف المتعلقة باتفاقيات إبراهام كانت في غير محلها. وبدا أن التحالفات لاتزال قوية، وإسرائيل عازمة على تعزيزها بمبادرات جديدة موقعة مع المغرب والتواصل مع السودان ومع توطيد العلاقات مع مصر. تم إعطاء هذا الأمر إلحاحاً إضافياً من قبل عدة عمليات متقاطعة في الشرق الأوسط. أولاً أن إيران كانت تستخدم المسيرات والصوارخ بشكل تصاعدي لتهديد الولايات المتحدة وإسرائيل وشركائهما في الأمن في الشرق الأوسط. في 12 مارس الفائت أظهر الهجوم الصاروخي على أربيل في إقليم كردستان العراق أن إيران تؤمن بأنها تستطيع استهداف القوات الأمريكية وأصدقاء أمريكا في كل مناطق العراق. كما استهدفت ضربات المسيرات الحوثية المدعومة من إيران والموجهة من اليمن الإمارات في هذا العام.
قدمت الولايات المتحدة الدعم للإمارات كي تحمي نفسها من الحوثيين وقد أسقطت مسيرتين إيرانيتين كانتا تستهدفان إسرائيل أثناء تحليقهما في سماء العراق. ومع ذلك هذا الدعم لن يكون كافياً لردع إيران الأمر الذي يترك إسرائيل وشركاءها قلقين من تهديد الصواريخ والمسيرات المنبعثة. إيران تهدد بشكل علني الدول العربية التي تتهمها بالتعاون مع «الصهاينة» وقد تؤثر هذه التهديدات على إمدادات النفط العالمية أو التجارة أو السياحة في الخليج. وقد شمل أحد الاجتماعات الذي عقد في منتصف شهر مارس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ونظيريه من الإمارات ومصر تركيزاً على الأمن الإقليمي والتصدي لتهديدات المسيرات والصواريخ.
العملية الثانية التي تتكشف في المنطقة هي التصور بأن الولايات المتحدة يمكن أن تقلص تركيزها على الشرق الأوسط بالتزامن مع تحولها لمواجهة روسيا وخصوم آخرين كالصين. وكنتيجة لذلك؛ تدرك إسرائيل وشركاؤها الجدد أنه يجب عليهم العمل معاً. وهذا قد يعني التعاون في مجال أنظمة الدفاع الجوي، وهو مكسب كبير لإسرائيل حيث ينظر إلى أنظمة دفاعها الجوي كأحد أفضل الدفاعات في العالم. وليس فقط هي الإمارات والبحرين والمغرب التي ربما ترغب في الحصول على تلك الأنظمة ولكن يذكر أن ألمانيا أيضاً مهتمة بنظام آرو الإسرائيلي، المضاد للصواريخ الباليستية. غالباً ما تتشارك شركات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية في أنظمة الدفاع الجوي؛ فعلى سبيل المثال تتشارك أنظمة الدفاع المتطورة رفاييل مع رايثيون وتتشارك آي إي آي الإسرائيلية مع بوينغ في آرو.
والتداعيات الثالثة لقمة النقب وحقبة «اتفاقيات إبراهام» هذه هي أقل واقعية من صفقات الدفاع الجوي أو العمل معاً ضد التهديد الإيراني. هناك تحولات عالمية تكتونية جارية وقد يكون غزو روسيا لأوكرانيا هو مقدمة لاضطرابات عالمية جديدة حيث تحتاج دول مثل إسرائيل إلى شراكات إقليمية أقوى. وهذا هو السبب الذي جعل وزير الشؤون الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد يغادر في زيارة دبلوماسية إلى أثينا في 5 أبريل حيث قالت إسرائيل إنه التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير الخارجية نيكوس ديندياس وجرى في حينها اجتماع ثلاثي مع وزير الخارجية اليوناني ونظيره القبرصي يوانيس كاسوليديس.
باختصار، لا تقيم إسرائيل تحالفاً فقط مع الدول العربية بل تخطط أيضاً لنظام جديد للدول التي تربط اليونان بمصر وما بعدها بالخليج والهند. ستتم حياكة ذلك معاً مع المعرفة الفنية الإسرائيلية وسيتم تشارك المخاوف لدى هذه البلدان بشأن جيرانها العدوانيين أو عالم فيه بلدان كروسيا تستطيع أن تزعج عربة تفاح العلاقات الدولية.