خاص / لا ميديا
منذ سنوات طويلة ومحافظة حضرموت تمثل واجهة اهتمام الأمريكيين والبريطانيين على حد سواء. هذا الاهتمام «الاستثنائي» من قبل الدولتين الاستعماريتين لم يكن وليد العام 2015، أي عند بدء العدوان، بل يتجاوزه إلى سنوات قبلها، فمنذ 2011 والسفير الأمريكي ينزل إلى حضرموت ويزورها ويتدخل في أمورها ويتحدث عنها، وكذلك البريطاني. وفي الوقت الذي تتكشف فيه مساعي الدولتين لإنشاء قواعد عسكرية لهما في حضرموت، بتواطؤ من قوات الاحتلال السعودي والبريطاني ومرتزقته مما يسمى المجلس الرئاسي وحكومة الفنادق، يحط السفير البريطاني رحاله في عدن عاقدا لقاء حميميا مع «رئاسي» الاحتلال نقل فيه برقية تهنئة وعقود إيجار.

وصل السفير البريطاني لدى مرتزقة الاحتلال، أمس، إلى مدينة عدن المحتلة.
وبحسب وسائل إعلام المرتزقة فقد توجه السفير البريطاني إلى معاشيق للقاء المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى «المجلس الرئاسي»، الذي كان في استقباله، ليبحثا معاً «سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب».
يأتي ذلك تزامناً مع توجه أمريكي بريطاني تحت غطاء الاحتلال الإماراتي السعودي لإنشاء ثلاث قواعد عسكرية أجنبية بمواقع استراتيجية وحيوية في محافظة حضرموت المحتلة.
وتفيد مصادر مطلعة بأن الجانبين الأمريكي والبريطاني يخططان لإنشاء قواعد عسكرية في جبل المكلا الذي يمتد إلى الربوة بمنطقة خلف السياحية، وأخرى بالقرب من معسكر وقاعدة في منطقة ضبة وتشمل ميناء الضبة النفطي، وهو أيضا بجانب مطار الريان.
المصادر أكدت أن ما يجري من استعدادات لإنشاء قواعد عسكرية لأمريكا وبريطانيا في حضرموت يتم تحت غطاء من قوات الاحتلال الإماراتي التي وسعت نشاط قواعدها.
بدوره، قال القيادي في ما يسمى الحراك الجنوبي السلمي، فادي باعوم، إن قوات الاحتلال الإماراتي أنشأت قواعد عسكرية عدة بمحافظة حضرموت، وفي مقدمتها قاعدة عسكرية في مطار الريان الحيوي الذي ما تزال مصرة على تعطيله.
وأوضح باعوم أن «الإمارات تمتلك قواعد أخرى في حضرموت إلى جانب القاعدة التي أنشأتها في مطار الريان»، مشيرا إلى أن هناك معسكرات وقواعد أخرى في أهم مناطق المكلا الاستراتيجية والحيوية، بينها قواعد ومعسكرات في أعلى جبل المكلا ويمتد إلى الربوة بمنطقة خلف السياحية، وفي منطقة ضبة وتشمل ميناء الضبة النفطي، وهي القواعد ذاتها التي تنوي أمريكا وبريطانيا إنشاءها في حضرموت.
وتتمركز قوات الاحتلال الأمريكية في مطار الريان منذ سنوات، أعقبها وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مطار الريان في تموز/ يوليو الماضي، بالإضافة إلى 100 جندي أمريكي تمركزوا داخل المطار ضمن قوات أمريكية متمركزة فيه. كما وصل عشرات العناصر من القوات الأمريكية الإضافية إلى مطار الريان نفسه وتمركزوا فيه قادمين من مطار الغيضة، الذي يعد هو الآخر قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في المهرة، وجاء الانتقال قبل شهر من وصول قوات بريطانية إلى مطار الغيضة في آب/ أغسطس 2021.
وكانت القوات الأمريكية أنشأت مدرجا عسكريا في مطار الريان بطول يقدر بـ٣٥٠م، ويستخدم لاستقبال أكثر من رحلة يومية ليلية وفي ساعات متأخرة بطائرات نوع (C-130) المعروفة بحمولتها الكبيرة والمخصصة للنقل العسكري.
وتكشف المصادر عن وجود عدد كبير من الجنود الأمريكيين داخل مطار الريان، مع قوات كبيرة من المدرعات والأسلحة والمعدات العسكرية والاستخبارية، وكذا وجود طائرات متعددة تسجل رحلات عسكرية أمريكية شبه يومية من المطار وإليه، بعدما حولته القوات الأمريكية إلى قاعدة عسكرية لها.
وكانت وحدة من البحرية الأمريكية تتمركز في مطار الريان قامت صباح الثلاثاء 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 باجتياح واسع لمدينة غيل باوزير بحضرموت، ونصبت نقاط تفتيش وحواجز، واستخدمت كلابا بوليسية ومدرعات وسيارات إسعاف ونفذت عملية تمشيط لشوارع المدينة، وهو ما أظهر الحجم الكبير للتواجد العسكري الأمريكي في مديريات الساحل.
الاهتمام الأمريكي والبريطاني بحضرموت ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى ما قبل العام 2010، حيث تمكّنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، من إنشاء غرفة عمليات في المكلا تحت غطاء «مكافحة القرصنة».
فأمريكا وبريطانيا تلهثان وراء منابع النفط في العالم، ومنه النفط اليمني في حضرموت وشبوة ومأرب، علاوة على مساعيهما للسيطرة على السواحل الشرقية والتحكم بخط الملاحة في بحر العرب.