حاوره:يحيى الضلعـي / لا ميديا -
أنس فاروق علي زبيبة، ابن الـ10 سنوات، اسم يمني خالص، يحمل في مكنونه كثيراً من مقومات النجاح والتفوق والإبداع الرياضي.
في السويد، التي منحته الجنسية بعد أن هاجر إليها في العام 2014 بمعية والده وبقية أسرته نتيجة الحرب، سطع النجم اليماني أنس في سماء أوروبا، وقدم نفسه بطلاً بخطى ثابتة مع لعبة التايكواندو، ليفرض نفسه أمام منافسيه في القارة الأوروبية المتقدمة رياضياً والعاشقة للعبة حد الجنون.
وفي بطولة الشمال الأوروبي الدولية (international Lomma Cup) للتايكواندو، التي أقيمت في مدينة مالمو جنوب السويد مطلع الأسبوع الماضي بمشاركة جميع دول شمال أوروبا، الدول الاسكندنافية وألمانيا، توّج اللاعب أنس فاروق علي زبيبة باللقب وحصد كأس البطولة وتلألئ على سماء السويد، بعد أن خاض النزالات أمام منافسيه بوزن 28 كجم، محرزاً المركز الأول عن جدارة واستحقاق، علماً بأن أنس يحمل الحزام الأخضر (مع خط أزرق)، وفي طريقه للحصول على الحزام الأزرق.

إنجاز محفز
بعد ما حققه نجم التايكواندو الصاعد أنس فاروق زبيبة، حرص الملحق الرياضي لصحيفة "لا" على التواصل معه ومع والده لتسليط الضوء على مشاركته في هذا الحدث الرياضي الهام.
في البداية عبرّ أنس عن سعادته الكبيرة بإحرازه المركز الأول في البطولة، مؤكداً أن ما حققه من إنجاز في أول ظهور له سيحفزه لمواصلة مشوار التألق في التايكواندو.
وأضاف قائلاً: "حتى آخر لحظة، تعلمت من المباراة النهائية أن على الإنسان ألا ييأس. فوزي في النهائي لم يكن سهلاً. لقد كان خصمي متقدماً حتى آخر 15 ثانية من نهاية المباراة بفارق 3 نقاط. وبفضل الله ثم توجيهات مدربي هوكان استطعت في اللحظات الأخيرة التقدم عليه".

إثبات الذات
وأفاد البطل أنس بأنه رغم صغر سنه استطاع أن يثبت ذاته من خلال هذه البطولة التي يعتبرها نقطة الانطلاق لمشواره الرياضي مع التايكواندو.
وزاد بالقول: "قبل عام من الآن وفي أول مشاركة لي في بطولة (VÄRNAMO) في السويد، حصلت على المركز الثالث والميدالية البرونزية. كانت مشاركتي حينها فرصة للاحتكاك بلاعبين أقوياء ومهاريين وكل ذلك ساهم برفع مستواي الفني والبدني".

إهداء وحلم عالمي
أهدى النجم أنس فاروق زبيبة فوزه في بطولة الشمال الأوروبي الدولية، إلى 30 مليون إنسان من أبناء شعبه، بعد أن تصدّر اسمه الساحة الرياضية في السويد، عقب إحرازه إنجازاً تاريخياً على خصومه، رافعاً علم اليمن أمام حشود غفيرة ضمن منافسة قوية شهدت مشاركة واسعة من لاعبي التايكواندو بدول أوروبا، متمنياً أن يعود اليمن كما كان، بلدا آمنا ومستقرا.
وأوضح أنس في ختام حديثه أن حلمه بالإنجازات والنجاحات العالمية لا يتوقف، مؤكداً نيته السير على خطى الأساطير أمثال البطل اليمني العالمي للملاكمة نسيم حميد.

تفوق كبير
وعن مشاركة البطل أنس والإنجاز الذي حققه، تحدث والده فاروق زبيبة للملحق الرياضي لصحيفة "لا" مشيرا إلى أن نجله شارك في البطولة رغم أن اللاعبين المنافسين له في آخر مباراتين أعلى منه في التصنيف والأحزمة.
وأضاف: "لكن أنس استطاع بمجهوده ومجهود المدرب هوكان أن يتجاوز الجميع بـ3 انتصارات متتالية في اليوم نفسه، والفوز بالبطولة".
وأكد أنه وعبر مشاركة نجله البطل أنس كان يدرك أهمية أن يرتفع علم اليمن عالياً في هذه التظاهرة الرياضية، وأن يكون على منصة التتويج، ولذلك قدم أنس الكثير من المجهود والصبر حتى تحقق المراد.
وأكد فاروق زبيبة أن البطل أنس يسعى بإمكانياته المذهلة في قادم المناسبات والاستحقاقات إلى إحراز عدد من الإنجازات الدولية والألقاب العالمية في التايكواندو، منوهاً بأن البطل أنس مستمر في تدريباته اليومية مع مدربه هوكان من أجل التحضير الجيد لخوض الاستحقاقات والبطولات المقبلة.

لاعب كروي وهداف
وكشف فاروق زبيبة أن نجله أنس يلعب كرة القدم أيضاً، وأنه لاعب مهاري وهداف في ناديه (Skene IF) ويخوض المباريات لاعباً بمركز الوسط وكذا الهجوم. ولفت إلى أن "موهبة أنس الرياضية تنمو بقوة في كرة القدم بعيداً عن التايكواندو التي كان لها الفضل في تسجيل بداية مشواره الرياضي؛ غير أنه يجد نفسه كثيراً في التايكواندو؛ كونها الأقرب إلى قلبه في الوقت الذي ما يزال يهوى ممارسة ومزاولة كرة القدم".

احتفاء وارتباط روحي
واحتفى مرتادو وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن وفي المهجر عبر صفحاتهم بهذا الفوز، وتناقلوا صور الطفل حاملاً الكأس والعلم اليمني، معبرين عن فرحتهم بهذا الإنجاز المتميز للنجم الموهوب أنس زبيبة.
ومن واقع ما حققه أنس الصغير والواعد، الذي أكمل عقده الأول من العمر، فإن القادم سيكون جميلاً له في مساره بلعبة التايكواندو ومنافساتها، بعد أن حصد عددا من الإنجازات تحت العلمين اليمني والسويدي، وتفوق على أسماء بارزة، لينال الإعجاب والمتابعة والتنبؤ بمستقبل كبير في ساحات وبساط بطولات التايكواندو.
ومن المؤكد، أيضاً، أننا كيمنيين يبقى لنا مع البطل أنس فاروق زبيبة ارتباط روحي، بانتمائه إلى أرض اليمن السعيد، الحبلى والولادة بالمواهب والمبدعين في مختلف المجالات، حتى وإن غاب عن الوطن ودافع عن ألوان أخرى.