خاص / لا ميديا -
يبدو أن للعميل هو أيضا عمرا افتراضيا، سرعان ما يمضي به وهو في ذروة انتشائه واطمئنانه بأن المحتل راض عنه. فاللحظة التي شعر فيها مرتزقة «الانتقالي» بنوع من التحقق على أرض الواقع، كانت هي التي بينت أن عمره الافتراضي قد شارف على الانتهاء، خصوصا مع وجود البديل سياسيا وعسكريا بالنسبة للمحتل، وبالتالي «لا بد من إعادته إلى حجمه الطبيعي».

توعدت قوات الاحتلال السعودي، أمس، بإنهاء وجود ما يسمى «المجلس الانتقالي» من المحافظات الجنوبية وإعادته إلى حجمه الطبيعي، تزامنا مع إعلان الأخير تمرده على «رئاسي» الاحتلال، وتهديده باستهداف «القوات السعودية» المتوجهة إلى مدينة عدن المحتلة.
وقال الصحفي السعودي سلمان العسكر، والمقرب من ابن سلمان، في مداخلة مع قناة الإخبارية السعودية، إن «استفزازات الانتقالي زادت عن حدها»، مؤكدا أن «التحالف عازم على إزاحة الانتقالي من المشهد».
وأوضح عسكر أن «الانتقالي لم يترك خيارا للتحالف سوى أن يتجه لطي صفحته»، مشيرا إلى أنه يجب «إعادة المجلس إلى حجمه الطبيعي».
ويأتي تهديد الاحتلال السعودي بعد يوم واحد من توعد الاحتلال الإماراتي بتصفية قوات الانتقالي الموالية له، في حال استمرارها برفض الاستجابة لـ»لجنة الهيكلة العسكرية والأمنية»، ما يعكس مساعي تحالف الاحتلال لإزاحة المجلس بصورة نهائية، وتمكين فصائله الجديدة.
وكان الاحتلال السعودي أعلن عن تحريك بعض من قواته باتجاه مدينة عدن المحتلة، معقل «الانتقالي» لما سماه «فض النزاع».
وقالت مصادر مطلعة إن مجاميع ضخمة من قوات الاحتلال السعودي غادرت منفذ الوديعة الحدودي، أمس، يرافقها عدد كبير من الآليات العسكرية وكاسحات ألغام وراجمات الصواريخ، في طريقها إلى عدن، لمواجهة تصعيد «الانتقالي»، في ظل مساعي الأخير لطرد ما يسمى المجلس الرئاسي من المدينة التي يسيطر عليها، واستهداف قوات الاحتلال السعودية في عدن.
وقال المرتزق نصر عاطف، قائد ما يسمى اللواء الأول دعم وإسناد، التابع لـ«الانتقالي»، في تصريحات صحفية، إن «قوات الانتقالي لن تتردد بالتصدي لأي قوات تهدد مدينة عدن»، في إشارة واضحة لاستهداف قوات الاحتلال السعودي، التي توشك على الوصول إلى المدينة.
وأوضح عاطف أن «هناك مؤامرة لنشر الفوضى في مدينة عدن»، لافتا إلى أنهم «سيستخدمون كل أشكال القوة لإخماد هذه المؤامرة»، في تهديد صريح لتحالف الاحتلال الذي يسعى لهيكلة فصائل المجلس الموالي للاحتلال الإماراتي.
كما أعلن مرتزقة الإمارات، أمس، رفع حالة التأهب القصوى في مدينة عدن، تزامنا مع تصاعد حالة الغليان بين تحالف الاحتلال وفصائله، وسط توقعات بانفجار مواجهة مرتقبة بينها، عقب حشد الفصائل قواتها على أسوار المدينة.
وقالت ما تسمى شعبة التوجيه المعنوي للقوات البرية التابعة لمرتزقة «الانتقالي»، في بيان لها: «إن قواتها المتمركزة في مدينة عدن، رفعت حالة التأهب إلى القصوى»، مؤكدة أنها على أتم الاستعداد لمواجهة أي تهديدات.
ودعا البيان «جميع ألوية الدعم والإسناد في قوات الانتقالي، لليقظة والتعامل بحزم مع أي مخاطر تهدد أمن واستقرار مدينة عدن».
وفي السياق، دفع مجلس الزبيدي، أمس، بعدد من عناصره المسلحة إلى منافذ مدينة عدن، تزامنا مع بدء المجلس حملة تجنيد واسعة في المحافظات الجنوبية.
وأكدت مصادر مطلعة أن الآلاف من عناصر «الانتقالي» انتشرت في المنافذ الشرقية الشمالية لمدينة عدن، في محاولة لتطويق مرتزقة العميل طارق صالح المتمركزين في تلك المنافذ.
ويتوقع أن تفجر هذه التعزيزات مواجهة مباشرة مع فصائل ومرتزقة الإمارات القدامى والجدد، حيث كانت فصائل العميل طارق قد فرضت طوقا عسكريا على المدينة من محورين، ضمن مخطط لإقصاء الانتقالي من أبرز معاقله.