يبدو أن المواجهات بين أدوات الاحتلال في شبوة لم تحسم بعد، خصوصا وأنها ثبتت الطرف الذي كان من المقرر إزاحته. فبالرغم من تدخل تحالف الاحتلال عبر سلطته في عدن بقرارات تهدئة رافقها فرض حظر جوي، إلا أن المؤشرات على الأرض لا تبشر بقرب نهاية المعركة بل بترتيبات لإعادة توزيع الفصائل وبما يضمن تكافؤ الأدوات ومنح الأفضلية لمن سيختاره «التحالف» بعد ذلك كأمر واقع. وفيما يتحدث العولقي عبر تسجيل صوتي عن خذلان فصائل سيده الإماراتي له وتركه يقاتل بكتيبة واحدة مقابل 25 ألفا، يستدعي الخونج ذراعهم العسكرية هناك إلى مأرب ويكلفون ذراعا أخرى بدلا عنها إلى حين ينتهون من تحشيداتهم التي تقابلها تحشيدات من الطرف الآخر وصلت إلى عدن من الساحل الغربي وفي طريقها إلى شبوة.

تواصلت المواجهات بين فصائل الاحتلال السعودي الإماراتي في مدينة عتق بمحافظة شبوة، أمس، ما يرفع عدد القتلى والجرحى إلى أكثر من 60 قتيلا وجريحاً.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات بين فصائل الاحتلال الإماراتي وخونج التحالف، تجددت فجر أمس، في شوارع مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة، رغم الحظر الجوي الذي فرضه طيران تحالف الاحتلال.
فيما تشهد المدينة حالة من الشلل التام أغلقت على إثره المحلات التجارية وخلت الشوارع من المارة، في ترقب حذر من قبل المواطنين الذين ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
إلى ذلك، قُتل 4 مدنيين وأصيب اثنان، أمس، في مدينة عتق عاصمة المحافظة التي تشهد المواجهات الدامية بين أدوات الاحتلال.
وأكدت المصادر أن قناصة يعتلون عمارات سكنية بالقرب من المجمع الحكومي، وسط المدينة صوبوا بنادقهم صوب المدنيين، ما أسفر عنه مقتل أربعة وإصابة اثنين آخرين.
وأوضحت المصادر أن القناصة يُرجح أنهم يتبعون ما تسمى قوات «دفاع شبوة» الموالية للاحتلال الإماراتي، والتي تحيط بالمنطقة.
وفي السياق، أكدت مصادر ميدانية أن عددا من عناصر الخونج لقوا مصرعهم وأصيب عدد آخر، أمس، بكمين استهدف تعزيزات لهم في مديرية عسيلان.
وقالت المصادر إن فصائل الإمارات نصبت كميناً مسلحا في عسيلان لتعزيزات عسكرية للخونج قادمة من مدينة مأرب على متن 15 آلية.
وأشارت إلى أن الكمين أسفر عنه مقتل وإصابة عدد من مسلحي الخونج، وتدمير آليتين عسكريتين.
وشهدت مدينة مأرب، المعقل الأخير للخونج، أمس، تحشيدات عسكرية غير مسبوقة لمعركة شبوة، بالتزامن مع وصول ذراعهم العسكرية هناك، عبد ربه لعكب، بعد قرار إقالته من قبل رئاسي الاحتلال، ما يشير إلى أن الخونج يرفضون التسليم.
وكلف الخونج بدلا عن لعكب المرتزق عزام مبخوت الشريف، بقيادة المعركة في شبوة، والذي يحشد إلى «معسكر الرويك» شمال مأرب، ويقوم بإرسالهم على دفعات عبر خط صحراوي إلى مدينة عتق، التي شهدت خلال ساعات فجر أمس وصول أرتال عسكرية معززة بمختلف أنواع الأسلحة قادمة من مأرب.
بدوره، دفع العميل طارق عفاش، قائد فصائل الاحتلال الإماراتي في الساحل الغربي، أمس، بتعزيزات ضخمة إلى شبوة، لتنضم إلى فصائل الإمارات الأخرى.
وأفادت مصادر محلية في عدن بأن قوة مما تسمى «ألوية العمالقة» معززة بمختلف أنواع الأسلحة دخلت عدن فجرا وتستعد لاستئناف رحلتها صوب شبوة لحسم المعركة بتوجيهات من الاحتلال الإماراتي.
وكانت قوات تابعة لمرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي» يقودها علي هادي المصعبي، المعين مؤخرا من قبل مجلس العليمي قائدا لمحور عتق وصلت إلى تخوم مدينة عتق.
وفي أول تصريح له، عبر المؤتمري جناح الإمارات عوض بن الوزير العولقي، المعين من قبل الاحتلال محافظا لشبوة عن خيبة أمله من خذلان الفصائل الإماراتية له وتركه يقاتل بـ»كتيبة» واحدة، الأمر الذي اعتبره ناشطون تابعون للانتقالي تنصلا من دور فصائلهم ودفاعا عن فصيله.
ونشر ناشطون تسجيلا صوتيا  لابن الوزير يتحدث فيه بأن كتيبة واحدة من «قوات دفاع شبوة»، التابعة له، هي من خاضت مواجهات عتق ضد 25 ألف مقاتل حسب قوله.
ووصف ابن الوزير ما حدث في شبوة بـ»تكالب 6 ألوية عسكرية مع النجدة وقوات الأمن الخاصة والمنشآت ومسلحي الإصلاح المدنيين» ضد قواته.
كما أشار إلى أن «العمالقة لم تقاتل وظلت تدافع عن مواقعها فقط».
وهذا أول تصريح لابن الوزير الذي لم يعرف مقره حاليا رغم نشر نجله صورة له وهي داخل منزل قديم وبمعية أسلحته الشخصية.
ولم تتضح بعد ما إذا كانت تصريحات ابن الوزير تبريرا للهزيمة أم محاولة لإجهاض مساعي «الانتقالي» لمقاسمته حصة شبوة، لكنها تقلل من دور الفصائل الإماراتية الأخرى وتحديدا مرتزقة العمالقة التابعة للمحرمي الذي أرسل تكفيرييه للقتال إلى جانب العولقي.