تقرير / لا ميديا -
يوم واحد فقط على مغادرة المرتزق رشاد العليمي فارا إلى الرياض، كان كفيلا بفرار رئيس حكومته هو الآخر، لكن إلى أبوظبي. فالعاصمتان هما البوصلة التي دائما ما يلجأ المرتزقة إليها. فيما تتدفق تعزيزات عسكرية ضخمة باستمرار إلى عدن، قادمة من الوديعة، يسعى الاحتلال السعودي إلى تلغيم المدينة وبقية مدن الجنوب المحتلة، ساحبا البساط من تحت مرتزقة الإمارات التقليديين الذين أصبحوا مغضوبا عليهم كما يبدو، في ظل استراتيجية احتلال جديدة تدفع بالمجاميع التكفيرية للحلول بدلا عنهم. دخل «الانتقالي» في مناورة الرمق الأخير للحفاظ على آخر ما تبقى له من عاصمة مفترضة، مكتفيا بتهديدات فيسبوكية تأتي من هنا وهناك.

غادر المرتزق معين عبدالملك، رئيس حكومة الفنادق، اليوم، مدينة عدن المحتلة، متوجها إلى أبوظبي إثر استدعاء الأخيرة له على وجه السرعة، حسب مصادر مطلعة.
وتأتي مغادرة معين الفنادق بعد يوم واحد من فرار العميل رشاد العليمي من عدن إلى الرياض.
وأكدت مصادر مطلعة أن مغادرة المرتزق معين عبدالملك جاءت بشكل مفاجئ وبعد سويعات فقط من حضوره حفلا عسكريا أقيم في ما تسمى القاعدة الإدراية التابعة لانتقالي الإمارات.
وبحسب المصادر فإن ظهور معين بمعية وزير دفاعه في القاعدة التي تسلمتها فصائل الاحتلال السعودي مؤخرا، أزعج سلطات ابن زايد في أبوظبي، الأمر الذي جعلها تستدعيه إليها على وجه السرعة.
وكانت القاعدة العسكرية في مدينة عدن شهدت، اليوم، استعراضا عسكريا أقامه المرتزق معين عبدالملك، لأول مرة منذ تعيينه من قبل الاحتلال قبل سنوات.
وظهر معين بمعية المرتزق محسن الداعري وزير دفاع حكومته، في القاعدة التي كانت جزءا من عدة منشآت ومعسكرات تتبع «الانتقالي»،  الأمر الذي اعتبر بمثابة استعراض في وجه الانتقالي الذي ظل يطالب باستقالته طيلة الفترة الماضية.
كما عد ظهوره في القاعدة بمثابة إعلان نهاية سلطة الانتقالي في المدينة التي ظل يزعم سيطرته عليها طيلة سنوات، في ظل تسليم معسكراته لما تسمى قوات «درع الوطن».
وفي سياق مساعي الاحتلال السعودي لاجتثاث انتقالي الإمارات من معقله الرئيسي، وصلت، اليوم، إلى مدينة عدن المحتلة تعزيزات عسكرية ضخمة قادمة من منفذ الوديعة.
وقالت مصادر مطلعة إن العشرات من الأطقم والمدرعات العسكرية وصلت إلى معسكر تحالف الاحتلال في مديرية البريقة.
وكانت تعزيزات عسكرية مماثلة وصلت أواخر الأسبوع الماضي إلى المدينة، في إطار مساعي الاحتلال السعودي لنشر فصائله الجديدة «قوات درع الوطن» في معسكرات «الانتقالي».
وتأتي التعزيزات، تزامناً مع تطويق الفصائل السعودية لمعسكر بدر في مديرية خور مكسر، والذي يعد أبرز وآخر معسكرات انتقالي الإمارات في عدن.
إلى ذلك، شنت فصائل الاحتلال السعودي، اليوم، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة ضد فصائل «الانتقالي» في مديرية البريقة، تزامنا مع وصول التعزيزات الجديدة.
وقالت مصادر محلية إن مجاميع مما تسمى «درع الوطن» الموالية للاحتلال السعودي، داهمت عشرات المنازل في مديرية البريقة، لملاحقة عناصر مما تسمى «ألوية الدعم والإسناد» التابعة للانتقالي، كانت هاجمت، أمس ، قطاعا للتكفيريين.
وأوضحت المصادر أن المجاميع اعتقلت خمسة أشخاص، ونقلتهم إلى سجن خاص في معسكر تحالف الاحتلال في البريقة.
وتأتي حملة الاعتقالات، في وقت تستكمل قوات الاحتلال السعودي مخططها لسحب البساط من تحت انتقالي الإمارات في معقله الرئيسي.
وردا على تفريخ قوات الاحتلال السعودي «قوات وكيانات جنوبية لتحجيم المجلس الانتقالي»، توعد الأخير، السعودية بدفع الثمن، حسب تغريدة للمرتزق عبدالله مبارك الغيثي القيادي في انتقالي حضرموت على «تويتر».
وقال الغيثي إن «مشروع استبدال المجلس الانتقالي الجنوبي على طاولة مفاوضات الحل النهائي، أو صناعة منافسين للمجلس الانتقالي يقاسمونه حق تمثيل الجنوب مغامرة سياسية».
وأضاف: «ستكون لذلك نتائج كارثية على الجنوب وعلى من يحاولون تحجيم الانتقالي من خلال صناعة وتفريخ قوى سياسية وعسكرية جديدة على الساحة الجنوبية»، في إشارة إلى تأسيس الاحتلال السعودي ما يعرف بـ»قوات درع الوطن».
وخيم التوتر، اليوم، على المدينة المحتلة إثر قيام قوات معززة بالمدرعات تابعة للاحتلال السعودي بتطويق معسكر بدر في مديرية خور مكسر، وفرض حصار عليه لمطالبة قائده بالتسليم.
وكان المرتزق عبدالرحمن عسكر، قائد المعسكر المحسوب على «الانتقالي»، رفض التسليم لفصائل «درع الوطن»، ما استدعى قيام الأخيرة بتطويق المعسكر ضمن توجيهات من قبل الاحتلال السعودي.
ومعسكر بدر آخر معسكرات «الانتقالي» في خور مكسر والمكلف بتأمين مطار عدن الدولي، والذي يرفض تسليمه لـ»درع الوطن» بعد معسكر النصر ومواقع أخرى هناك.
وتوقعت المصادر انفجار الوضع نظرا لحجم الدعم الذي يحظى به المعسكر من قيادات في «الانتقالي» أبرزها المرتزق شلال شائع، على الرغم من سحب الأخير فصائله من داخل المطار بمعية آخرين.
إلى ذلك، تشهد فصائل الانتقالي انشقاقات متتالية في صفوفها، مع انضمام عدد من قادتها وعناصرها إلى فصائل السعودية، إذ انشقت مجموعة جديدة من ضباط ما يسمى الحزام الأمني في قطاع العند بمحافظة لحج جنوبي اليمن معلنة انضمامها إلى «درع الوطن».
وذكرت مصادر أن من بين الضباط المنشقين كلا من المرتزقة محمد علي مرشد ناصر، ومحمد سالم صالح، وناصر أحمد محمد مدلاج، وهم قادة سرايا.
وحسب المصادر فإن مجموعة أخرى من «الحزام الأمني» غادرت معسكرها في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين المحتلة، بانتظار موافقة قوات «درع الوطن» على انضمامها.
وشجع انشقاق التكفيري إسماعيل أحمد الصبيحي، قائد «الحزام الأمني» في مديرية المنصورة بعدن، قبل أيام، الكثير من قيادات فصائل «الانتقالي» على مغادرة وحداتهم والالتحاق بـ«درع الوطن».
وتعمدت قوات الاحتلال السعودي، خلال الفترة الماضية، قطع مخصصات فصائل الانتقالي، في وقت سعت إلى صرف مخصصات «درع الوطن» وبمبالغ مضاعفة، بهدف دفع قيادات وعناصر الانتقالي إلى الانخراط في القوات المشكلة بدعم منها.