حـــاوره:طــلال سفيـان / لا ميديا -
محمد الأهجري، المتربع على كرسي الأمانة العامة للجنة الأولمبية اليمنية منذ ربع قرن، مع اقتراب انتخابات الأولمبية الوطنية، المزمع إقامتها في 3 آذار/ مارس القادم في الكويت، أجرت معه صحيفة "لا" هذا الحوار الذي يتناول بعض النقاط الساخنة.
  لماذا اخترتم الكويت بالذات لإجراء انتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليمنية؟
- لم نختر الكويت، إنما هي مقر المجلس الأولمبي الآسيوي، وعلى هذا الأساس ستكون دورة اجتماع اللجنة الأولمبية اليمنية هناك. للأسف الشديد لا توجد مدينة في الوطن تستطيع أن تضمن لنا عقد الاجتماع وإجراء الانتخابات في أجواء آمنة لجميع أعضاء الجمعية العمومية بدون استثناء، وهذه المسألة من الشروط الأساسية لإقامة الانتخابات.
  هل هناك طعون قُدمت حول مرشحين معينين؟
- لم تعلن الأسماء بشكل نهائي حتى يفتح باب الطعون، وما زالت دراسة هذا الأمر بين يدي لجنة الانتخابات. طبعا هذه اللجنة مكونة من محامين قانونيين، ولأول مرة توجد لجنة انتخابات مستقلة وبعيدا عن اللجنة الأولمبية وأيضا عن المرشحين.
  خرجت خلال الأيام الماضية أحاديث عن انسحاب أحمد العيسي من الترشح لرئاسة اللجنة الأولمبية، وقبلها عن انسحاب عبدالرحمن الأكوع، وردود تكذب هذه الأخبار من الطرفين المرشحين لرئاسة اللجنة الأولمبية اليمنية... ما هي ملابسات هذا الأمر؟
- هذه الأخبار غير صحيحة. وإذا كان هناك انسحابات ستعلنها الأمانة العامة اللجنة الأولمبية. طبعا كما تعرفون بحسب إعلان قائمة المرشحين هناك الأستاذ عبدالرحمن الأكوع والأخ أحمد العيسي والأخ حسين الشريف، وهؤلاء الثلاثة مرشحون للرئاسة، و23 مرشحين لعضوية مجلس الإدارة، ولم ينسحب أحد منهم حتى الآن، وإذا فكر أحد أن ينسحب فهذا ربما يكون في قرارة نفسه ولم يعلن ولم نبلغ نحن كلجنة أولمبية، وكذلك لجنة الانتخابات، بانسحاب أي من المرشحين.
  هل يحق لشخص أن يكون رئيسا لاتحاد لعبة ورئيسا للجنة الأولمبية بالوقت نفسه؟
- لا مانع. لا يوجد نص في النظام الأساسي يحرم الجمع بين رئاسة الاتحاد ورئاسة اللجنة الأولمبية؛ لأنه في الأساس الاتحادات الرياضية هي المكون الأساسي للجنة الأولمبية، والأعضاء الممثلون للاتحادات هم رؤساء الاتحادات.
  سمعنا عن رفض اللجنة الأولمبية اليمنية طلب منظمة النزاهة الرياضية رقابة انتخابات اللجنة في الكويت...؟
- طلب منا رئيس هذه المنظمة، وهو الكابتن محمد عبده راوح، أن نساعدهم في استخراج التأشيرات. نحن في اللجنة لسنا معنيين باستخراج التأشيرات لهم؛ لكن لدينا الاستعداد للتعاون معهم في هذا الطلب. حقيقة لا نقدر أن نلزم المجلس الأولمبي الآسيوي بهذا الأمر. تعاوننا فقط هو في طلب استخراج تأشيرات لهم، وإذا قبلوا فسيتم منحهم التأشيرات، وإذا لم يقبلوا الموضوع خارج اختصاصنا وإرادتنا. نحن لسنا معنيين بإخراج تأشيرات لهم، وبإمكانهم أن يطلبوها من سفارات الكويت، وأهلا وسهلا بهم إن قدروا أن يدخلوا الكويت أساسا.
  ما الذي حال دون أن تجرى الانتخابات بالأقل في سيئون كمقترح تقدم به البعض سابقاً؟
- سيئون؟! هل تعتقد أنها ليست تحت سيطرة المجلس «الانتقالي»؟! وهذا المجلس لا يريد أي شيء تحت تسميات اليمن. نحن درسنا كل الاحتمالات وكل الأماكن، ووجدنا أن من المستحيل أن يتم الاجتماع الانتخابي في أي مدينة أو محافظة داخل الوطن بدون ضغوط أو مشاكل على أي أحد من أعضاء الجمعية العمومية، أو حتى يسير الاجتماع بالشكل السليم والصحيح.
  ما حكاية صراع القوائم؛ العيسي لديه قائمة والأهجري يمتلك قائمة... وهكذا، كما نسمع؟
- الأهجري لا قوائم لديه ولا شيء؛ لأنني مرشح لمنصب الأمين العام، والأمين العام كما يقال هو شوكة الميزان للناس كلهم، من فاز سنتعاون معه، يفوز الطرف هذا أو ذاك، ليس لدينا مشكلة، من طبيعة الانتخابات أن يكون هناك تنسيق وتربيط، وكل مرشح يبحث عن فرص الفوز. هذه من أبجديات الانتخابات في كل مكان. ولا نستطيع أن نقول لأي طرف: لا تعملوا قوائم ولا تنسقوا مع الناس...
  لماذا لم تقيموا الانتخابات عبر الزوم (أون لاين) من الداخل؟
- كيف يتم عبر الزوم؟! الاجتماعات تتم عبر الزوم وليس الانتخابات، الانتخابات لها تقنيات أخرى ليست متوفرة في اليمن ولا يمكن أن تتوفر فيها؛ لأن شبكة النت في اليمن لا تصلح حتى للاجتماعات وليس فقط للاقتراع. كلنا نعرف أن معظم مدن الوطن يفصل فيها النت بين الثانية والأخرى، والسرعة ضعيفة جدا، وهذا لا يوفر ظروفا مناسبة حتى لعقد اجتماع، فما بالك بالاقتراع، الذي يحتاج لتقنية متطورة جدا غير متوفرة في بلادنا وفشلت حتى في دول أخرى؟!
  ألا تعتقد أن إجراء هذه الانتخابات في الكويت سيساهم في تشظي الجمعية العمومية للأولمبية وما هي الحصيلة التي ستترتب على هكذا انتخابات غير متفق عليها؟
- ندعو جميع الإخوة في الجمعية العمومية أن يغلبوا المصلحة العامة، ويكون هدفهم الأول المحافظة على اللجنة الأولمبية. ومن سيفوز في الانتخابات سيمثل جميع الأعضاء بدون استثناء، وسنظل زملاء متحابين على مدى السنوات القادمة، لن تأخذنا الانتخابات إلى بعيد، ولن نجرح بعضنا ونخسر بعضنا؛ لأن الانتخابات هي الوسيلة لاختيار مجموعة من أعضاء الجمعية العمومية ليكونوا في مجلس الإدارة، لا أكثر، ويجب ألا نحمل الأمور ما لا تحتمل، بعيداً عن  الأجواء المتشنجة والمتوترة وقيادة الناس لطريق غير صحيح، وهذه دعوة مخلصة مني للجميع ودون استثناء، أن ننظر أولا للهدف العام، الذي هو اللجنة الأولمبية اليمنية، ونحافظ عليها؛ لأن المحافظة على اللجنة الأولمبية هي المحافظة على الرياضة اليمنية كلها.

خيـــانـــة الوطــن ليســت وجهــة نظــر
عملاً بمبدأ الرأي والرأي الآخر، أتاحت صحيفة "لا" لأمين عام اللجنة الأولمبية، محمد الأهجري، طرح تعقيبه على حوار سابق للصحيفة مع أمين عام الاتحاد اليمني للدراجات الهوائية، عبدالفتاح إسماعيل الخولاني، انتقد فيه ما تسمى "انتخابات الكويت" الأولمبية، واعتبرها مساساً بالسيادة اليمنية وفتحاً للمجال أمام انتخابات مماثلة لاتحادات رياضية يمنية قد تحصل لاحقاً أسوة بـ"الأولمبية"، ما يمزق وحدة الكيانات الرياضية ويقوّض الفضاء السيادي الوطني.
يبرر الأهجري عدم إجراء الانتخابات في الداخل اليمني بـ"غياب الأمن في صنعاء وعدن وحضرموت"، ويبدو أن صنعاء بنظره لن تكون آمنة إلّا إذا استقبلت المرتزقة وخونة الشعب والوطن، من أمثال العيسي، بحفاوة تحت يافطة رياضية هو وأمثاله بعيدون عنها كل البُعد. كما أن الوطن ليس وجهة نظر نتسامح باسمها مع من خانه وباعه بإقامة فندقية في دول العدوان.
نحن لم نهجّر العيسي -يا أهجري- لكي يزعم أن اليمن لا يتسع له، بل هو وخلطة العملاء والمرتزقة من باعوا شرف الأرض والعرض والتراب والسيادة لبعران دول العدوان بحفنة مال قذر. وإذا كانت الروح الرياضية "حصان طروادة" تتسلل من خلاله وباسمه آفات وجراثيم الخيانة والعمالة، فاللعنة على هكذا روح تتسامح مع القتلة ودعاة الاحتلال الذين أزهقوا ويزهقون أرواح 30 مليون يمني عدواناً عسكرياً وحصاراً وتفقيراً وتجويعاً للعام الثامن، واللعنة على كرة لا تدور إلّا في مواخير الارتزاق.
رئيـــس التحـــريــــر