تقرير / لا ميديا -
على الحائط تنتصب ثلاث صور: سلمان عن اليمين، وابنه عن الشمال، ومؤسس مملكة الشر في الوسط. 
ليست الصورة في مطار الرياض أو الدمام، وإنما في قلب محافظة المهرة المحتلة، وفي مطارها، الذي اتخذ منه المحتل قاعدة عسكرية له. أما مناسبة التقاط الصورة  فعلى جانب كبير من الأهمية بالنسبة لسلطات الارتزاق، على رأسها السفير الأمريكي وفريقه العسكري. وأما المناسبة  فلمباركة الاحتلال السعودي، تماما كزيارة السفير السابق أواخر 2020، بالإضافة إلى عشرات الزيارات غير المعلنة كشف عنها موقع أمريكي مؤخرا.

مهمة ذات مدلول خطير نفذها السفير الأمريكي لدى حكومة الارتزاق، ستيفن فاغن، أمس الأول، إلى محافظة المهرة المحتلة، اصطحب معه خلالها قائد الأسطول الأمريكي الخامس، الجنرال كوبر، وعددا من المسؤولين العسكريين الأمريكيين.
تظهر واشنطن اهتماما وأطماعا بالمحافظة اليمنية المشرفة على أهم الطرق البحرية التي تمر منها الطاقة والتجارة العالمية، وتكثف تواصلها مع قوات الاحتلال السعودي والإماراتي، فضلا عن تواجد المئات من جنودها داخل القاعدة العسكرية في مطار الغيضة.
في المطار تبدو صورة الفريق الأمريكي رفيع المستوى وقد استقبله المرتزق محمد علي ياسر، المعين من قبل الاحتلال محافظا للمهرة، فيما تبدو السيادة على المطار سعودية، من خلال رفع صور عبد العزيز بن سعود وابنه سلمان وحفيده محمد بن سلمان، وهي الصور الرسمية لمملكة الشر التي ترفعها في المرافق الحكومية السعودية.
حملت المهمة الأمريكية يافطة «مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات»، لإخفاء المخططات الخفية للإدارة الأمريكية شرقي اليمن، وهي تعزيز التواجد العسكري في هذه المنطقة الاستراتيجية ومباركة الاحتلال السعودي.
وبحسب إعلام المرتزقة، فإن «السفير الأمريكي أشار إلى أن الزيارة تأتي لإظهار دعم الولايات المتحدة لليمن ولمحافظة المهرة، وتعزيز العديد من الجوانب، كالدعم في المجال الأمني ومكافحة التهريب والإرهاب».
لكن بحسب موقع أمريكي فإن المهمة تأتي دعما من واشنطن لاحتلال السعودية محافظة المهرة، حيث يشير الموقع إلى قيام شخصيات وخبراء عسكريين أمريكيين مؤخراً بزيارات إلى المحافظة لم يتم الإبلاغ عنها، وبالتالي فالزيارة الأخيرة للسفير الأمريكي هي لرفع الغطاء عن زيارات سرية سابقة.
موقع (HuffPost) الأمريكي أوضح، في تقرير أخير له، أن هناك قلقاً لدى السكان المحليين في محافظة المهرة من عمليات هيمنة تمارسها قوات الاحتلال السعودي بمباركة أمريكية، مشيرا إلى أن احتلال السعودية لمرافق النقل الاستراتيجية في المهرة حظي باهتمام قليل، وكذا إنشائها سلسلة من القواعد العسكرية هناك.
ولفت إلى أن الهدف الأساس من التواجد السعودي في محافظة المهرة هو استخدام المحافظة للوصول إلى طرق تجارية قيمة للنظام السعودي.
وأكد الموقع أن حالة الإحباط لدى سكان المهرة بشأن الهيمنة السعودية بدأت تتفاقم، فيما أصبح المسؤولون الأمريكيون وخبراء الأمن القومي قلقين من أن السعوديين سيستخدمون المساعدة الغربية لتحويل المنطقة إلى دولة فوضوية بالوكالة.
كما أكد أن المشروع السعودي في المهرة يرتبط ارتباطاً مباشراً بقلق واشنطن المستمر منذ سنوات بشأن دور أمريكا في الحرب على اليمن.
وبحسب الموقع، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على زيارات العسكريين الأمريكيين أو عمليات التأثير السعودية في المهرة.
وأشار إلى أن المراقبين الذين يتابعون عن كثب التطورات في اليمن يرون أن نوايا السعوديين في المهرة واضحة: إيجاد طريقة لتصدير النفط السعودي عبر اليمن؛ «وإلا لماذا سيكونون هناك؟! ما فائدة التنقل بخلاف الوصول إلى منفذ؟!».
ونوه الموقع بأن السعودية تهدف من احتلالها للمهرة ذات الساحل الطويل على المحيط الهندي، لتتجاوز الشحنات عبر موانئها نقطتي الاختناق المتمثلة بمضيقي هرمز وباب المندب.
وكشف الموقع تضخم الوجود السعودي في المهرة، حيث قال آشر أوركابي، الباحث المساعد في مركز ديفيس للدراسات الروسية والأورآسيوية بجامعة هارفارد: «في جميع أنحاء المحافظة، لدى الجيش السعودي أكثر من 12 قاعدة عسكرية. تتراوح التقديرات بين 5000 إلى 15000 جندي سعودي».
وأوضح أن السعوديين عيّنوا زعماء قبائل مهريين جددا ليحلوا محل من انتقدوا تنامي قوتهم.
يُذكر أن السفير الأمريكي السابق، كريستوفر هنزل، قام في أواخر العام 2020، بمهمة مشبوهة إلى محافظة المهرة، التقى خلالها المحافظ ذاته المعين من قبل الاحتلال، محمد علي ياسر. 
هنزل أكد في مؤتمره الصحفي حينها أنه «بمساعدة من القوات السعودية فإن قوات الأمن المهرية، بما فيها قيادة المنطقة العسكرية الثانية، قد أتمت بنجاح عملية واحدة مؤخرا، وذلك باستهداف أنشطة طائفية للقاعدة في محافظة المهرة»، وهي التصريحات التي اعتبرها مراقبون متوافقة مع تبرير الاحتلال السعودي، الذي فحواه أن الهدف من تواجد قواته في المهرة هو مكافحة التهريب ومحاربة الإرهاب، وهو ما رفضه أبناء المهرة جملة وتفصيلاً، واعتبروا أن زيارة السفير الأمريكي جاءت في سياق محاولة خداع الرأي العام، وإظهار الادعاءات التي يروجها الاحتلال السعودي عن أسباب تواجد قواته في المحافظة، على أنها حقائق.