حاوره:طـلال سفيـان / لا ميديا -
يعيش في كنف البساطة داخل بيته الأول والأخير (نادي وحدة صنعاء) ويتولى مهام تدريب المواهب الكروية.
قد لا يعرف الكثيرون من الجيل الحالي من هو أحمد عبدالرحيم! هو هداف الوحدة، النادي العاصمي التاريخي، ونجم المنتخبات الوطنية.
اللاعب الذي حمل الرقم (11) وتميز كجناح أيمن، في حوار مع صحيفة «لا».

 كيف هي أحوالك يا كابتن؟
-  كل شيء تمام والحمد لله، تمارين بشكل متواصل في ملعب الوحدة.
 كيف بدأت قصتك مع كرة القدم؟
- بدأت لعب الكرة في مسقط رأسي: مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، ثم انتقلت مع والدي إلى الرياض بالسعودية في العام 1980، وهناك لعبت مع فريق الجالية اليمنية في دوري الجاليات الذي كان ينظمه نادي النصر. بعد ذلك عدت إلى صنعاء وتدربت مع نادي شعب صنعاء، ثم ذهبت إلى نادي الجيل بالحديدة وتدربت معهم مرة واحدة، وعدت إلى صنعاء مرة أخرى لألتحق بنادي وحدة صنعاء، بمعرفة الكابتن صلاح سالم، وتم ضمي للفريق الأول مع بداية مشواري معهم، وكان يدرب الفريق حينها فرانسيسكـــــــــو اليوغســـــلافي، ليبقى مشواري الكروي وحدويا خالصا وتحت قيادة العديد من المدربين اليمنيين والأجانب أمثال الأسطورة علي محسن المريسي وعلي صالح عباد وحسن عبدالحميد وعبدالله فضيل وعبدالله باعامر والعراقي عبده كاظم والسوداني عادل فضل المولى والعديد من المدربين الذين تولوا تدريب الوحدة.

 ومتى التحقت بالمنتخبات أول مرة؟ وما أبرز محطاتك معها؟
- تم اختياري في البداية للمنتخب الوطني للشباب عام 1986 في فترة مدربه الألماني بيتر كلاوس ومساعده المرحوم سالم عبدالرحمن، وعسكرنا في مدينة الملك فهد بمدينة الطائف، ولعبنا مع السعودية وسورية ضمن تصفيات كأس آسيا. بعد ذلك تم ضمي للمنتخب الوطني الأول، الذي كان يتولى تدريبه المدرب الوطني علي صالح عباد والبرازيلي أحمد لوسيانو، وشاركنا في تصفيات آسيا في أبوظبي مع الصين والهند وبنجلادش وتايلاند. بعدها شاركت مع منتخب الشباب في كأس فلسطين بالعراق، وكان المدرب علي صالح عباد، وخضنا خلالها مباريات مجموعتنا مع العراق والمغرب، وهما المنتخبان اللذان وصلا للنهائي. وبعد كأس فلسطين شاركت في البطولة العربية لمنتخبات الشرطة في ليبيا، ثم في البطولة العربية بالمملكة الأردنية، وشارك معنا فيها فريق شباب الأهلي المصري الذي كان في صفوفه حينها الشقيقان حسن، إلى جانب المعسكرات والمباريات الودية التي خضتها مع منتخب الشباب في سلطنة عمان وقطر والإمارات.

 وبالنسبة لمشاركاتك الخارجية مع الوحدة...؟
- شاركت مع وحدة صنعاء خلال إحرازه بطولات الدوري العام، وتمثيله للوطن في البطولات العربية والآسيوية، ومنها البطولة العربية في الرياض مع أندية النصر السعودي وبلوزداد الجزائري وكاظمة الكويتي.

 كم ألقاب الدوري التي توجت بها مع زعيم الأندية؟
- ثلاثة ألقاب، الأول عام 1995 مع المدرب العراقي عبده كاظم، والآخران مع أمين السنيني موسمي 1996 و1997, وكأس الجمهورية.

 أربعة ألقاب دوري كانت في عهد جيل ذهبي جديد للوحدة، أليس كذلك؟
- نعم، وكان الوحدة حينها يضم نخبة مميزة من اللاعبين الجدد أمثال عبدالكريم الزكري وهاني عبدالرحمن وناصر غازي والشقيقين شهاب وإبراهيم الكهالي وسعيد علي وسعيد الخليدي وميثاق الأصبحي وعادل التام والشقيقين جمال وعبدالله الخوربي وتيسير مارش وسالم رزق وفؤاد عنقاد، خالد صالح و أنور الحميدي و أنور السروري وعبدالصمد عزيز ونجوم من السابقين مثل ماجد عنقاد وعبدالله الشرجبي وكابتن الفريق خالد العرشي... وغيرهم من اللاعبين الكبار. وجيل الوحدة الذهبي هو جيل تلك البطولات الأربع.

 كنت من أبرز المهاجمين على مستوى الوطن. هل حققت لقب الهداف؟
- نافست على لقب الهداف في موسمين، أحدهما كنت هدافا للدوري الممتاز في العام 1994 بالشراكة مع نجم أهلي صنعاء عصام دريبان، ومحمد العزعزي نجم الزهرة.

 وما هي أبرز مبارياتك وأهدافك؟
- عندما فزنا على شعب حضرموت في المكلا في نهاية الدوري بهدف وحيد حمل توقيعي، وأمام هلال الحديدة، وأهدافي الأربعة في مرمى عوض بن بكر، حارس تضامن حضرموت، الملقب بسور الشحر،وهدفي في مرمى أمين السنيني الذي لا انساه وفزنا 2-1 على الزهرة.
ومع منتخب الشباب سجلت هدفي الفوز على البحرين، ومع المنتخب الأول كانت مباراتنا أمام الإمارات هي المباراة الأبرز لي، ويومها قال المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو لنجوم المنتخب الكبار ومنهم جمال حمدي: هذا أصغر لاعب فيكم وهو الأفضل.

والمباراة الأسوأ...؟
- أمام الشعلة في ملعب الظرافي، حصلت على كرت أحمر بسبب لاعبهم صالح الحاج. وأمام أهلي صنعاء كنا فائزين 2-0، ثم هطلت الأمطار وتم تأجيل المباراة.
وعلى فكرة، ليس لي في مباريات الوحدة والأهلي مباراة سيئة بقدر ما كانت تحمل الكلمة من معنى (ديربي) بين الناديين العاصميين في الإثارة والندية والزخم الجماهيري.

 واليوم كيف هو الديربي بين الوحدة والأهلي؟
- في الوقت الراهن خف كثيرا؛ الجمهور قل حضوره عما كان في الفترات السابقة، إضافة لتوقف بطولات الدوري.

 هل ظُلمت مع المنتخبات الوطنية؟
- لا، لم أشعر بالظلم كحالة فردية؛ لكن الأمر في اختيار اللاعبين للمنتخبات بعد توحيد الوطن كان يتم عبر التقسيم للمحافظات، وكان فيها مجاملات بعض الشيء وظلم لفرق ولاعبين؛ مثلا واحد من إب وواحد من تعز وواحد من الحديدة ومن حضرموت وأبين... حتى عندما أحرز الوحدة بطولة الدوري تم اختيار الكابتن جمال الخوربي فقط للمنتخب ثم بعدها اختاروا عادل التام، رغم أن فريقنا كان فيه نجوم يستحقون أيضا الانضمام للمنتخب. كما ظلم لاعبون كثر من بقية الأندية في الانضمام للمنتخبات الوطنية.

 شهدت حقبة وحدة صنعاء في الثمانينيات والتسعينيات لاعبين ينتمون لمحافظة البيضاء. ما السبب؟
- بسبب شهرة حارس مرمى وحدة صنعاء الكابتن صلاح سالم العزاني، كان أول لاعب من البيضاء يحقق هذه الشهرة، ونتيجة معرفة أبناء البيضاء بالكابتن صلاح انضم الكثير منهم لنادي الوحدة. أيضا إنشاء مدينة حدة السكنية التي قطنها الكثير من أبناء البيضاء، وملعب نادي الوحدة يقع فيها، وهذا ساهم في أن يكون الكثير من أبناء البيضاء ورداع في نادي الوحدة بمختلف الألعاب.

 ما هي الدورات التدريبية التي نلتها؟
- أخذت دورة (D) التدريبية التي نظمها مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة. وعندما سجلت في دورة (C) التي نظمها مؤخرا الاتحاد العام هنا في صنعاء تم استبعاد اسمي، وعندما استفسرت عن السبب أخبروني أن العدد اكتمل. ورغم أن هذه الدورة كانت مخصصة للاعبي المنتخبات الذين يمارسون التدريب في أندية العاصمة، إلا أنهم أشركوا في الدورة بعض المدربين الذين لم يسبق أن لعبوا مع المنتخبات. المفروض أن يكون الاهتمام والأفضلية لقدامى لاعبي المنتخبات في الدورات التدريبية, وهنا أود شكر رئيس الاتحاد العام لكرة القدم لاهتمامه بتوفير دورات وجهوده في الأنشطة رغم الظروف التي تمر بها البلد.

 حاليا ما هي الفئات التي تدربها في نادي الوحدة؟
- أدرب في كافة الفئات العمرية، واعدين وناشئين وشباب، وشاركت في ملتقى الوحدة مؤخرا بفريق براعم (سن 12 و13 سنة)، وحققنا المركز الأول في فئة الأشبال.

 ماذا عن مستوى مدربي الفئات العمرية في أندية الوطن؟
- ليس بالمستوى المطلوب. أغلب مدربي الفئات العمرية في الأندية لم يكونوا مدربين أو لاعبين من قبل، وهذا خطأ. حتى بالنسبة لمدربي المدارس، يفترض أن تدريب الفئات العمرية في الأندية والمدارس يوكل لمدربين مؤهلين فنيا وأصحاب خبرات من اللاعبين السابقين، وهذا للمصلحة العامة في نمو وصقل وتطوير مهارات اللاعبين الصغار, نحتاج إلى وجوه تدريبية جديدة مؤهلة لأن رياضتنا فيها المدرب أو الإداري يبقى في هذه المهام حتى يتوفاه الله.

 كيف ترى توقف الأنشطة؟
- دمار للرياضة. بدون أنشطة ودوريات وفعاليات لن تتطور المنتخبات والأندية.

 هل تتوقع أن يحقق منتخبنا الناشئ إنجازا في نهائيات كأس آسيا المقبلة في تايلاند؟
- هذا المنتخب سيعمل شيئا في كأس آسيا المقبلة، منتخب كويس ويتدرب على فترتين صباحية ومسائية، وخاض خلال معسكر صنعاء العديد من المباريات التجريبية وحقق فيها نتائج رائعة. الجهاز الفني مجتهد ومقتدر، وتم اختيار اللاعبين بشكل جيد، وإن شاء الله يتوفقون في النهائيات.

 ما الذي تتطلبه المرحلة الرياضية في الوطن؟
- تتطلب الاهتمام بالأساس، أشبال وبراعم، وإعداد الملاعب والاهتمام بالمواصلات وتغذية هذه الفئات المستقبلية. كما تحتاج لخبرات اللاعبين السابقين في تدريب وإعداد الفئات السنية الصغيرة حتى تتطور الرياضة في بلادنا.

 نسمع عن تزوير أعمار اللاعبين، سواء في الأندية أو المنتخبات...؟
- أعتقد أن هذا الكلام فيه نوع من المبالغة والتضخيم. أولا: لاعبو الفئات العمرية في اليمن هم من أفضل المواهب على مستوى الوطن العربي، فقط ينقصهم الاهتمام المرحلي أو كما يطلق عليه التدريجي، وتفعيل الأنشطة بشكل مستديم. بالنسبة للفئات العمرية في الأندية هذا يخص فروع الاتحاد في المحافظات، باعتماد شهادة الميلاد أو شهادة الصف السادس الدراسي لتحديد عمر اللاعب. أما في المنتخبات فهم يخضعون للرنين المغناطيسي وغيره من الفحوص في المشاركات الدولية.

 لاعبون تتوقع لهم مستقبلا كرويا كبيرا...؟
- هنا في نادي الوحدة يوجد العديد من المواهب الكروية، أبرزهم عبدالله الصلوي ومحمد القفري الملقب بـ"زوبر" وتامر الشليلي وأحمد الصارم وعلاء الشامي وعبدالغني الشيخ (إيتو) وهاشم الناشري وقيس حبتور.

 كلمة في ختام الحوار...؟
- أولا: أود أن أعبّر عن اعتزازي برئيسي نادي وحدة صنعاء السابقين، المرحوم الشيخ محمد المطري والمرحوم علي الأشول، اللذين رفعا اسم النادي، وأقرأ الفاتحة لروحيهما الطاهرتين. وأيضا الشكر موصول للأستاذ أمين جمعان، رئيس النادي حاليا، على ما يقدمه لنادي الوحدة والرياضة اليمنية بشكل عام, وكل من وقف معي ومنهم الأستاذ ثامر شمسان الشيباني.
وأشكرك أخي العزيز، وأشكر صحيفة "لا" وملحقها الرياضي، الذي يعنى بلاعبي الوطن، كبارا وصغارا، قدامى ومستجدين.