تقرير / لا ميديا -
حركت السعودية مُجدداً عبر مرتزقتها في المناطق الحدودية مع محافظة الجوف، من خلال المحاولة للتقدم داخل التراب اليمني ووضع علامات لبناء جدار عازل، الأمر الذي من شأنه تهديد مفاوضات إنهاء العدوان وإحلال السلام، التي شهدت نجاحاً نسبياً خلال الفترة الأخيرة.
مصادر قبلية في محافظة الجوف أفادت صحيفة "لا" بأن توتراً عسكرياً تشهده المناطق الحدودية مع السعودية في منطقة اليتمة بمديرية خب والشعب بالجوف، وذلك بعدما دفعت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية بمرتزقتها للتقدم في بلاد "ذو حسين" من الجهة الشرقية لمنطقة اليتمة لوضع علامات جديدة للجدار العازل الذي تسعى المملكة إلى إقامته في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن المرتزقة حاولوا التوغل في الأراضي اليمنية وتقديم السياج الحدودي نحو ثلاثة كيلومترات؛ غير أن الجيش واللجان الشعبية، مسنودين برجال قبائل دهم، تصدوا لهم واندلعت اشتباكات قوية خلفت خسائر بشرية كبيرة في صفوف المرتزقة، فيما ارتقى شهيدان من الجيش واللجان الشعبية، وتمكن الأبطال من ردع محاولة المرتزقة وإعادتهم إلى أماكنهم السابقة.
المصادر ذاتها أكدت وقوع أسرى من الطرفين، لم يستمر بقاؤهم طويلاً، حيث تدخلت وساطة قبلية وأفرجت عنهم.
وفيما لا يزال التوتر مستمراً، طبقاً للمصادر، اعتبر مراقبون أن هذه الخطوة السعودية بمثابة جس نبض لجهوزية الجيش واللجان في النيل من أي تقدم تسعى قوات العدو لتحقيقه مستغلة أجواء الاطمئنان التي خلقتها المفاوضات الأخيرة وزيارة وفد سعودي للعاصمة صنعاء.
وأكد المراقبون أن هذه المحاولة هدفت إلى تحقيق مكسب خاطف بتقديم السياج العازل مسافات كبيرة على التراب اليمني الحُر، وفيما لو حدث ونجحت في ذلك، تكون قد امتلكت ورقة قوية في ملفات التفاوض لإنهاء العدوان، ومحاولة تثبيت الحدود القائمة لحظة الاتفاق.
وأرجع مراقبون التكتم السعودي حول التوتر الحاصل في الحدود وما نتج عنه من اشتباكات وتوجيهها لمرتزقتها بالإفراج عن الأسرى، يأتي خوفاً من ضربات استراتيجية في العمق السعودي قد ينفذها الجيش واللجان رداً على هذا التصعيد المستفز.
وفي السياق قوبل هذا التقدم، الذي أفشله أبطال الجيش واللجان، بتهديد آخر من قبائل دهم اليمنية في حدود جيزان باقتلاع علامات ترسيم الحدود والبسط على الأراضي التي تمر منها العلامات.
وتأتي محاولة السعودية التوغل بالجدار الحاجز في الأراضي اليمنية، تزامناً مع عودة الطموح السعودي للفصل بين الدولتين بجدار شائك على امتداد 2000 كيلومتر، حيث ذكرت وسائل إعلام غربية في آذار/ مارس الماضي أن المملكة تبحث عن شركات للتعاقد على تشييد أبراج أمنية ومهابط للطائرات العمودية ورادارات ومعدات اتصالات على امتداد الحدود مع اليمن.
وللمرة الثالثة خلال 20 عاماً، تفيد التقارير بأن السعودية تمضي قدماً في خطة لإغلاق حدودها تماماً مع اليمن، من خلال بناء السياج العازل، الذي يتضمن هيكلاً مصنوعاً من خطوط أنابيب يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار مملوءة بالخرسانة، تعمل كحاجز أمني على طول أجزاء من الحدود مع اليمن مزودة بأجهزة كشف إلكترونية.