تقرير / لا ميديا -
صيف جحيمي بلا كهرباء ولا ماء، وغلاء فاحش تتزايد وتيرته كل يوم، وانهيار مستمر للعملة المحلية المزورة، وقتل واختطافات واعتقالات وسحل بالمجان، واحتراب مستعر بين أدوات ومرتزقة، ونهب متواصل للثروات، وتفتيت للبلد، ومصادرة للموانئ والجزر، وترد للأوضاع المعيشية إلى ما تحت الصفر، وفساد ينخر كل شيء، وما إلى ذلك من فظائع وفضائح تندرج تحت تلك العناوين. وفي الوقت الذي وصلت الحياة في المناطق المحتلة إلى درجة من التردي يعجز المرء عن وصفها، يأتي المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى مجلس القيادة ليتحدث بكل وقاحة عن استقرار تشهده العملة وعن قدرة حكومته على مواجهة التزاماتها بامتياز، شاكرا تحالف الاحتلال على كل مواقفه إزاء ذلك الاستقرار والرخاء اللذين تنعم بهما المناطق المحتلة.
العليمي، ومن مقر إقامته الفندقية في الرياض، شكر «الأشقاء في السعودية والإمارات على جهودهم لدعم الاستقرار الاقتصادي والمعيشي الذي تنعم به المناطق المحررة»، بحسب ما نشرته وكالة «سبأ» التابعة لحكومة الفنادق، والتي مقرها هي الأخرى غرفة فندقية في الرياض.
هذا الشكر والامتنان من قبل العليمي لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي جاء خلال اجتماع له مع رئيس حكومته المرتزق معين عبدالملك ووزير ماليته ومحافظ بنكه، كاجتماع رباعي طارئ لتدارس الوضع واتخاذ قرارات تاريخية عامة كما يبدو.
وبحسب الخبر، أشاد العليمي خلال الاجتماع بما سماه «الدعم المستمر من الأشقاء في السعودية والإمارات للموازنة العامة والبنك المركزي الذي أسهم في استقرار العملة الوطنية، والقدرة على مواجهة الالتزامات الحكومية».
أما أي استقرار للعملة قد لمسه المواطن العادي يوما من الأيام طيلة أكثر من ثمان سنوات في المحافظات المحتلة، وأي النزامات «حكومية» مازال يتحدث عنها العليمي، فمسألة تثير السخرية لا أكثر، خصوصا وأن شكره ذاك يأتي  بعد قرار لمركزي عدن بتحديد سعر صرف الدولار الأمريكي بـ1400 ريال من العملة الجديدة التابعة لحكومة الفنادق.
لكن العليمي لا يحاول أن يسخر بقدر ما أنه يبرئ تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي من كل تبعات الانهيار الحاصل في الجانب الاقتصادي والمالي، خصوصا مع تصاعد النقمة الشعبية في المناطق المحتلة واستمرار المظاهرات المطالبة برحيل الاحتلال وأدواته ومرتزقته.
فعلى الرغم من أن العليمي يعرف أن تحالف العدوان هو المسؤول الأول عن مآل الأوضاع الاقتصادية إلى الحضيض، باعتباره المتحكم كلياً بهذا الملف وهو من يرسم سياسات حكومة معين المالية والاقتصادية، إلا أنه، بحسب مراقبين، لا يريد إلا أن يبرئ الاحتلال السعودي الإماراتي الذي جاء به ليتصدر المشهد بشكل هزلي ويتسنى للاحتلال تنفيذ أجنداته بالقدر الذي يجعل الشارع اليمني في الجنوب المحتل غير قادر على امتلاك قراره السيادي والمالي، وبالتالي يظل خاضعاً لرغبات ذلك التحالف وأجنداته التي تنفذها كل الأطراف والقوى المشاركة في السلطة التابعة له.
من غرفة العمليات الساخنة على الواتس أب، يظل العليمي يراقب الوضع عن كثب، ويخشى أي صوت يمس تحالفه بكلمة. وكأن لسان حاله يقول: «فليناد المتظاهرون برحيلي ورحيل مجلسي الرئاسي وحكومتي الفندقية، فنحن مرحلون منذ جئنا ولا وجود لنا أصلا، لكن لا يأت أحد على ذكر التحالف بكلمة واحد».

استمرار التظاهرات في عدن وموجة غلاء تضرب المدينة
إلى ذلك، تواصلت، اليوم، المظاهرات والاحتجاجات في عدد من المحافظات المحتلة للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية وغياب الخدمات وانهيار العملة.
وشهدت مدينة عدن المحتلة تظاهرة حاشدة لمئات المواطنين في مديرية خور مكسر تطالب برحيل تحالف الاحتلال وحكومته ومجلسه الرئاسي.
وجابت التظاهرة عددا من شوارع المدينة أحرق فيها المتظاهرون الإطارات التالفة ورفعوا لافتات تطالب برحيل الاحتلال ومرتزقته.
وشهدت أسعار المواد الغذائية، اليوم، ارتفاعاً جنونياً في مدينة عدن المحتلة بحسب مصادر محلية.
وارتفع سعر كيس الدقيق عبوة 50 كجم، إلى أكثر من 35 ألف ريال يمني، مسجلاً رقماً قياسياً.
كما ارتفعت أسعار مختلف المواد الغذائية والأساسية في أسواق عدن، حيث تم إضافة 400 ريال على كل سلعة من السلع الاستهلاكية، فيما تجاوز سعر صرف الدولار الواحد، حاجز 1500 ريال يمني.
كما شهدت محافظة لحج المحتلة، هي الأخرى، تصاعد مظاهر الغضب الشعبي احتجاجا على أزمات المحافظة وفي مقدمتها أزمة الكهرباء وغلاء المعيشة.
وخرج العشرات من المحتجين للتعبير عن غضبهم من أزمات المحافظة وقطعوا طرقاً رئيسية تربط المحافظة بمحافظتي عدن وتعز، منددين بانقطاع التيار الكهربائي وتردي الخدمات وغلاء الأسعار.