تقرير / لا ميديا -
فـي حين كانت السعودية تتحدث عن ترحيل العميل الزبيدي إلى واشنطن ضمن ترتيبات مع الإدارة الأمريكية، تفاجئها الأخيرة بإعادته إلى عدن عبر سفيرها لدى حكومة الفنادق، ليظهر الزبيدي، بعد ساعات من عودته، في اجتماع صوري، وعلم الوحدة إلى يمينه. يبدو أن اللاعب الرئيسي ضاق ذرعا بأداء أدواته (السعودية والإمارات)، فقرر التدخل مباشرة في المحافظات المحتلة، ليتولى سفيره تشكيل حكومة ارتزاق جديدة وملء فراغ قصر معاشيق.

ظهر المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي»، أمس ، في اجتماع بمدينة عدن المحتلة، بعد عودته بأمر من الإدارة الأمريكية عبر سفيرها لدى حكومة الفنادق، ستيفن فاجن.
وبحسب وسائل إعلام انتقالي الإمارات، فإن اجتماعاً عُقد برئاسة الزبيدي في قصر معاشيق، خُصص لمناقشة مشكلة الكهرباء، المتفاقمة في مدينة عدن، والتي تزايدت ساعات الانطفاء فيها، ما زاد سخط وغضب الشارع.
واعتبر مراقبون عودة الزبيدي إلى عدن، الذي عاد من الولايات المتحدة بعد أيام من نفيه إليها، بمثابة صفعة لسلطات ابن سلمان في الرياض، التي كانت قد طلبت في وقت سابق ترحيل الزبيدي من أبوظبي إلى واشنطن، ففاجأتها الإدارة الأمريكية بإعادته إلى عدن.
وأضاف المراقبون أن واشنطن قررت إعادة رسم المشهد بشكل مغاير نوعاً ما عن أداء تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية، وفرضت عودة الزبيدي إلى عدن بالقوة، خلافا لرغبة الاحتلال السعودي، وضمن صفقة تجعل انتقالي الإمارات، المنادي بالانفصال، تحت إدارتها وتحت علم الوحدة.
وسرعان ما أعلن الزبيدي أن فصائل مجلسه «مستعدة للعمل على حماية الممرات البحرية في باب المندب، وكذا مكافحة الإرهاب».
جاء ذلك في تغريدة للزبيدي على «تويتر» أعقبت وصول السفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق إلى عدن، وتزامناً مع عودته إلى المدينة بعد أشهر من الاحتجاز تحت الإقامة الجبرية في دويلة الإمارات.
وبخصوص الصفقة مع أمريكا، التي أفضت إلى عودة الزبيدي، قال المرتزق ماهر الحالمي، متحدث ما تسمى «المنطقة العسكرية الرابعة» التابعة لحكومة الفنادق، في منشور على «فيسبوك»، إن «السفير الأمريكي وصل اليوم الساعة 11 صباحاً إلى معاشيق بطائرة مروحية، ليأخذ عدداً من المكحلين المطلوبين لأمريكا، من بينهم قيادات كبيرة مقربة من أمراء تنظيم المكحلين»، في إشارة إلى قيادات في تنظيمي «القاعدة» و»داعش» التكفيريين.
وأضاف الحالمي: «اشترطت قيادة الانتقالي على السفير الأمريكي عدة شروط مقابل تسليم المكحلين، منها عودة الرئيس القائد عيدروس الزُّبيدي إلى عدن خلال 72 ساعة»، مشيرا إلى «مطالبة الانتقالي بدعم قواته ومنحها الضوء الأخضر للسيطرة على وادي حضرموت».
وتأتي الترتيبات الأخيرة للإدارة الأمريكية بعد قرارها تولي زمام المبادرة لإدارة الفوضى التي خلفها صراع وكلائها الإقليميين في الجنوب المحتل، وإرسال سفيرها فاجن إلى عدن ليقيم في قصر معاشيق وسط حماية أمريكية، مباشراً قيادة حكومة الفنادق وملتقياً عدداً من وزرائها.
ووصل فاجن عشية تداول ناشطي الانتقالي معلومات حول ترتيبات دولية لتشكيل حكومة مصغرة بقيادة الزبيدي ستتولى مهام إدارة محافظات جنوب اليمن، ومنها عدن وأبين ولحج.
وسيشرف فاجن على تشكيل الحكومة المصغرة التي ستكون نواة لتشكيل حكومات على مستوى الأقاليم التي تم فرضها كواقع جنوب وشرق اليمن.
وخلال الأسابيع الماضية، شارك السفير الأمريكي لدى حكومة الفنادق في حراك يمتد من الرياض إلى أبوظبي، وكان يشير في تصريحاته إلى محاولته إعادة لملمة شتات مجلس الاحتلال الرئاسي المنقسم بين الزبيدي والعليمي وبقية الأعضاء الثمانية، والتي توجت بتخلي انتقالي الإمارات عن خيار «الانفصال»، وإنشاء دولة خاصة به بعيدا عن الترتيبات التي يريدها رعاة الاحتلال في الإقليم والمجتمع الدولي.
أما الجديد في مهمة فاجن الأخيرة فهو توصل بلاده إلى قناعة بأن الأمر لا يتعلق بخلافات الزبيدي والعليمي على بضعة صلاحيات لا تتجاوز نهب المال العام والاستحواذ على الوظيفة وابتلاع بقية القوى، بل المشكلة -بحسب المراقبين- تكمن في صراع الاحتلال الإماراتي – السعودي وتداعياته على أجندة واشنطن في اليمن.
إلى ذلك، أفاد ناشطون بأن قوات الاحتلال السعودي بدأت، اليوم، مغادرة عدن، تزامناً مع استمرار تسليم أهم المنشآت الحيوية في المدينة للقوات الأمريكية.
وأفادت الناشطة ذكرى الصبيحي، رئيس «مجلس إنقاذ عدن»، بأن رتلاً من قوات الاحتلال السعودي غادر في وقت مبكر مطار عدن الدولي، مشيرة إلى أن مغادرة هذه القوات، التي كانت تتولى مهام حماية قصر معاشيق، مقر إقامة رئاسي وحكومة الاحتلال، يتزامن مع استمرار طائرات مروحية في الهبوط والمغادرة من مدرج القصر إلى بوارج في خليج عدن، في إشارة إلى نقل قوات أمريكية.
وتشير التحركات الجديدة إلى قرار واشنطن تولي مهام تأمين السلطة الموالية لتحالف الاحتلال في عدن.