تقرير / لا ميديا -
كعهدهم، يسارع مرتزقة وعملاء الاحتلال إلى الارتماء في أحضان كل من قد يصلح بالنسبة لهم رباً جديداً. فبمجرد أن كشفت الولايات المتحدة عن أطماعها غير المعلنة في اليمن، سارع المرتزقان طارق عفاش وعيدروس الزبيدي إلى خطب ودها، كل منهما يريد أن تكون لفصائله الحظوة عندها فيكون رجلها الأول، فيما قد تفكر باستخدام الاثنين معا كفردتي حذاء لا يمكن استخدامهما إلا معاً.

أسبوع مر حتى الآن على التحركات الأمريكية الأخيرة في المحافظات المحتلة عبر سفيرها لدى حكومة الفنادق، ستيفن فاغن، وفريق استخباراتي عسكري باشر إنشاء غرفة عمليات في قصر معاشيق بمدينة عدن المحتلة وعقد لقاءات مع مرتزقة الاحتلال.
سارع انتقالي الإمارات، عبر رئيسه المرتزق عيدروس الزبيدي، إلى الاستعداد للعمل تحت الإدارة الأمريكية في «مكافحة الإرهاب»، العنوان الذي لا تدخل الولايات المتحدة من خلاله بلداً إلا وأفسدته.
لم ينتظر العميل طارق عفاش طويلاً، حتى يسارع هو الآخر في خطب ود واشنطن، بالقول إنه وفصائله ملتزمون بتوجيهات أمريكا ولا يستطيعون فعل شيء بعيداً عن «التحالف»، مبدياً استعداده لتنفيذ أي توجيهات تصدر من الولايات المتحدة بشأن المناطق التي تتواجد فيها فصائله في الجزء الجنوبي من الساحل الغربي لليمن.
ونشر طارق عفاش في حسابه على «تويتر» كلمة مصورة ألقاها في اجتماع لقادة ما تسمى «الألوية التهامية»، الموالية للاحتلال الإماراتي، وهي عبارة عن تشكيلات فصائلية مشابهة لتشكيلات ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي هو الآخر للاحتلال الإماراتي.
تعمد طارق أن يظهر في كلمته بأنه مستعد لتنفيذ أي توجيهات تصدر من الغرب، قائلاً: «إذا فرض علينا واقع معين من قبل القوى الإقليمية أو القوى الكبرى (في إشارة إلى أمريكا وبريطانيا وتحالف الاحتلال) نحن لا نستطيع أن نواجه القوى الإقليمية والقوى العالمية».
وأضاف أنهم لا يستطيعون اتخاذ أي قرار أو توجه لا يكون مقبولاً من قبل «المحيط»، في إشارة إلى تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، حيث قال: «نحن لا نستطيع أن نتخذ أي قرار بمنأى عن المحيط».
مراقبون اعتبروا تصريحات العميل طارق محاولة لخطب ود الأمريكيين وقطع الطريق على انتقالي الإمارات الذي يريد أن يكون له قصب السبق في هذا الصدد، إذ إن الطرفين في حالة توجس بعضهما من الآخر، ويسابق الزمن للسيطرة على المناطق المطلة على باب المندب بعد أخذ ضوء أخضر من الأمريكيين.

الكعلولي يمهل طارق 24 ساعة لمغادرة محيط باب المندب
في مقابل التحركات الأخيرة للعميل طارق عفاش في باب المندب، صعد انتقالي الإمارات، اليوم، موقفه ضد فصائل طارق، ممهلاً إياها 24 ساعة لمغادرة محيط باب المندب وإلا سيتم طردها بقوة السلاح، بحسب ما جاء على لسان المرتزق فاروق الكعلولي الصبيحي، قائد ما يسمى اللواء التاسع صاعقة.
ووجه الصبيحي تحذيراً شديد اللهجة لطارق عفاش وفصائله، وطالبهم بسرعة مغادرة محيط باب المندب خلال مدة 24 ساعة، مشيراً بمنشور في حسابه على «فيسبوك» إلى أن على طارق عفاش الانسحاب من محيط مضيق باب المندب خلال 24 ساعة، ما لم فقد «جنت على نفسها براقش»، في تهديد واضح باستخدام القوة.
يأتي هذا التصريح وسط تصاعد الخلافات بين قبائل الصبيحة وما تسمى قوات العمالقة من جهة، وبين فصائل طارق عفاش، ودعوات قبائل الصبيحة للنكف القبلي لمواجهة تمدد تلك الفصائل في محيط باب المندب.

وقفة مسلحة لقبائل الصبيحة
بدورها، نفذت قبائل الصبيحة في محافظة لحج، اليوم، وقفة احتجاجية مسلحة، اعتراضاً على استحداث فصائل طارق موقعاً عسكرياً في أراضيها، في منطقة باب المندب.
وأكدت القبائل تمسكها بحقوقها وأراضيها، ورفضها القاطع لأي تدخل لأي جهة تهدد استقرار المنطقة أو تعبث بأمنها.
وتشهد العلاقة بين قبائل الصبيحة والعميل طارق توترات خلال الآونة الأخيرة، بعد إقالته قائد ما تسمى قوات الدعم والإسناد، المرتزق أبو ذياب الصبيحي العلقمي، في منتصف حزيران/ يونيو الماضي، الأمر الذي قد يستغله انتقالي الإمارات في العمل على عرقلة تلك المساعي.
وبحسب المعلومات، فإن طارق يعمل حالياً لإنشاء معسكر لفصائله في المناطق المطلة على باب المندب بأسرع وقت ممكن، في حين يطلب انتقالي الإمارات من الأمريكيين تمكين فصائله من هذه المناطق، بذريعة أنه أفضل حليف لأمريكا في «مكافحة الإرهاب»، حسبما حاول عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي، إقناع السفير الأمريكي ستيفن فاجن مؤخراً.
مصادر أخرى قالت إن فصائل طارق بدأت تتوافد إلى مناطق قريبة من رأس العارة بمحافظة لحج، وتنتقل من المخا إلى بعض المناطق بمديرية ذوباب وباب المندب جنوب غرب تعز المجاورة للحج، بهدف التمركز هناك وفرض السيطرة العسكرية الكاملة.
وأشارت المصادر إلى أن تحرك فصائل طارق قد يكون بضوء أخضر أمريكي، أو محاولة استباقية لفرض أمر واقع في هذه المناطق يجعل الأمريكيين يسلمون بهذا الواقع، خصوصاً أن هناك معلومات عن رفض أمريكي طلباً لانتقالي الإمارات كان قد تقدم به المرتزق عيدروس الزبيدي للسفير الأمريكي بتسليم المناطق المحاذية لباب المندب لفصائل المجلس.
ويرى مراقبون أنه في حال فرض العميل طارق سيطرته على المناطق المحاذية لباب المندب فإن الأمريكيين سيتجاهلون مطالب «الانتقالي» وسيضطر الأخير إلى التحرك عسكرياً لقطع الطريق على فصائل طارق أو استغلال حالة الرفض لتلك الفصائل في كل من الساحل الغربي وباب المندب، خصوصاً وأن طارق حاول في اجتماعه الأخير بما تسمى الألوية التهامية تقديم نفسه ممثلاً عن التيار التهامي في الساحل الغربي الجنوبي، ما أدى إلى استنفار جزء كبير من ذلك التيار ورفضه للتحركات الأخيرة لطارق ومحاولة تزعمه لتهامة، حيث شنت حسابات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً شديداً ضده.
المعلومات تشير إلى أن «الانتقالي» متخبط في اتخاذ مواقفه وقراراته، ويحاول تقديم نفسه بأنه أفضل طرف في أطراف الارتزاق يمكن للأمريكيين الاستفادة منه واستغلاله محلياً تحت غطاء «مكافحة الإرهاب»، في الوقت الذي يرى فيه أن هناك توجهاً أمريكياً نحو الاعتماد على طارق عفاش وجناح الإمارات بحزب المؤتمر للسيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية بإشراف عسكري أمريكي.
وفي كلتا الحالتين فإن كلاً من طارق عفاش وانتقالي الإمارات يعمل بتوجيهات وتحت إشراف عسكري أمريكي مباشر، إلا أن التنافس بين الطرفين هو على من يكون الوكيل المحلي للأمريكيين بمناطق باب المندب مثل ذوباب ورأس العارة، وربما يقرر الأمريكي استخدام الطرفين معاً واللعب على ذلك التنافس لتحقيق مصالحه بسرعة أكبر.