تقرير / لا ميديا -
لا مكان آمنا في عدن ولا أفق يمكن للمواطن من خلاله أن ينتشل نفسه من براثن اليأس تحت نير الاحتلال ومرتزقته وفي ظل تردي الأوضاع، فيصبح الانتحار خيارا أمامه، فيما لا يعود أمام أدوات الاحتلال إلا الاعتراف تباعا بالفشل، وكأن ذلك سيعفيهم من كل ما فعلوه ويفعلونه بتحويل المدينة إلى أعواد مشانق.

دفع انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي تشهده المحافظات المحتلة بامرأة إلى إنهاء حياتها شنقا في مدينة عدن، في حادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بالتزامن مع ما تشهده مدينة عدن المحتلة من سلسلة جرائم غير مسبوقة.
وقال سكان محليون إنهم عثروا على امرأة ثلاثينية مشنوقة بحبل في حي الروزميت بمنطقة كريتر، مشيرين إلى أن الضحية كانت تعاني من أزمة نفسية بعد مقتل زوجها قبل عام ونصف خلال اشتباكات بينية مع فصائل تابعة لما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي.
وأكد السكان أن مقتل الزوج دمر الأسرة التي تضم طفلاً، حيث حملت المرأة مسؤولية رعايته في ظل ظروف صعبة دفعتها إلى إنهاء حياتها.
وعبروا عن حزن لمآل المرأة، محملين الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته مسؤولية ما يحدث من جرائم بحق المواطنين ودفعهم إلى إنهاء حياتهم تحت نير القهر والحرمان والجوع الذي أوصلوهم إليه.
وأشاروا إلى أن أبناء المحافظات المحتلة يتم الدفع بهم من قبل الاحتلال لمحارق الموت فيكون مصير عائلاتهم وأسرهم الموت جوعا أو إنهاء حياتهم، في معادلة وقحة هم من يدفع ثمنها.
إلى ذلك، تواصلت الاحتجاجات الشعبية، اليوم، في عدن المحتلة المحتلة تنديدا بتردي الأوضاع ومطالبة برحيل الاحتلال ومرتزقته.
ونظم أبناء مديرية خور مكسر، وقفة احتجاجية حاشدة للتنديد باستمرار انهيار الأوضاع الأمنية والمعيشية وتردي الخدمات، محمّلين الاحتلال وأدواته مسؤولية العبث في أمن وأرواح الناس.
وتأتي الاحتجاجات في ظل سخط شعبي كبير ضد رئاسي وحكومة الفنادق وتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي تزامناً مع تصاعد الأزمات المعيشية والأمنية المركبة.
وفي سياق تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، شهدت شركات الصرافة في عدن، اليوم، تهافتا غير مسبوق لشراء العملات الأجنبية رغم إعلان الاحتلال السعودية عن «وديعة جديدة».
وأفاد الصحفي المقرب من انتقالي الإمارات ماجد الداعري بتزاحم شديد للمواطنين أمام محلات الصرافة، مشيرا إلى أن الازدحام لم يكن لبيع العملات الأجنبية بل لشرائها، ما يعكس تخوفا متزايدا لدى المواطنين من استمرار انهيار العملة.
وكشف الداعري عن صدمة لدى سلطات الارتزاق، حيث كان يتوقع أن يقدم المواطنون على بيع ما لديهم من عملات أجنبية تحسبا لتعافي العملة مع إعلان رياض آل جابر وديعة جديدة بنحو مليار ومائتي مليون دولار.
ورغم تسريب بنك عدن أنباء عن دخول الوديعة رسميا، لم يحقق الريال في المناطق المحتلة أي تعاف، بل استمر في سعره الذي وصل إليه أخيرا بأكثر من 1400 للدولار الواحد.
وعد الداعري القبول على شراء العملات الأجنبية دليلا على توقعات بانهيار العملة خلال الفترة المقبلة.
وكان مراقبون قللوا من قيمة الوديعة السعودية باعتبار أنها ستذهب كمرتبات بالعملات الأجنبية لصالح كبار مسؤولي حكومة الفنادق وسلطات الارتزاق.

سلسلة انفجارات وانتقالي الإمارات يقر بالفشل
وشهدت المدينة اليوم وأمس  سلسلة انفجارات وحوادث أمنية أبرزها استهداف مقر منظمتين أجنبيتين في حي السفارات بمديرية خور مكسر، ما يكشف عن تعمد من قبل قوات الاحتلال وأدواته في إغراق المدينة بالفوضى.
وتأتي الهجمات بعد لقاء وصف بالطارئ ضم المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس انتقالي الإمارات، بجنرالاته في عدن كرس لمناقشة «الوضع الأمني في عدن»، حسب إعلام مرتزقة الإمارات.
وحاول الزبيدي خلال الاجتماع توصيل رسالة للحفاظ على جزء من فصائله في عدن باعتبارها مركز الأمن والاستقرار، حسب زعمه، لكن الهجمات تنقل رسالة معاكسة تقضي بفشل انتقالي الإمارات في السيطرة على المدينة التي يعتبرها عاصمته الأبدية، وهو ما أقره أحد قيادييه البارزين، اليوم.
وقال المرتزق عبدالله لملس، وزير التربية والتعليم السابق في حكومة الفنادق، والقيادي في انتقالي الإمارات، إن الأخير فشل هو أيضا في إدارة ما يسيطر عليه.
وأشار لملس، في تصريحات، إلى أن «المجلس الرئاسي ومن قبله سلطة هادي، فشلوا خلال 8 أعوام في إدارة مؤسسات الدولة».
وأضاف: «الانتقالي أيضاً فشل في إدارة ما يسيطر عليه خلال ست سنوات منذ تأسيسه».
وتأتــــي الاعترافــــات، ترجمـة لاعترافات سابقة لرئاسي وحكومة الفنادق بالفساد والفشل، وبالتسبب في انهيار الأوضاع المعيشية والأمنية في المحافظات المحتلة، وكأن ذلك سيعفيهم من كل ما فعلوه ويفعلونه.