تقرير / لا ميديا -
يباشر المرتزق العليمي، المتواجد في محافظة المهرة بإذن من الاحتلال السعودي، وصوله بوصف قبائل المهرة بـ«تجار مخدرات وأسلحة». تصريحات زادت وتيرة الغضب الشعبي من زيارته للمحافظة بإذن من الاحتلال السعودي وباستقبال مهين له في مطار الغيضة من قبل موظف سعودي.

استهل العميل رشاد العليمي، رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي، وصوله إلى محافظة المهرة، بتفجير أزمة جديدة عبر تصريحات وصفت بالسخيفة يتهم فيها قبائل المهرة بالاتجار بالمخدرات والأسلحة.
تصريحاته هذه أثارت وتيرة الغضب لدى طيف واسع من اليمنيين شمالا وجنوبا، حيث تأتي في خضم استياء من زيارة العليمي أساساً للمهرة، ومن استقبال الاحتلال السعودي له في مطار المهرة كما لو كانت أرضاً سعودية.
العليمي، الذي جاء من دهاليز قصور الرياض الملكية، اتهم أبناء محافظة المهرة بالعمل لصالح صنعاء وتهريب الأسلحة إليهم، كما اتهمهم بأنهم يُهرّبون ويتاجرون بالمخدرات.
وكان العليمي ظهر خلال لقاء بقيادات أمنية وعسكرية يطالبها برفع الجاهزية ويحرضها على قبائل المهرة.
بدوره، استهجن زعيم قبائل المهرة ورئيس لجنة الاعتصام السلمي، الشيخ علي سالم الحريزي، اتهامات العليمي وطالبه بسرعة الاعتذار لأبناء المهرة من التهم الباطلة التي كالها ضدهم خدمة للمحتل السعودي.
وقال الحريزي، في كلمة مصورة خلال اجتماع استثنائي مع قيادة لجنة الاعتصام المناهض للاحتلال السعودي للمهرة: «أكدنا من قبل ونؤكد أن المدعو رشاد العليمي لا يمتلك أي شرعية ولم ينتخبه الشعب اليمني، وجاءت به السعودية بديلاً لهادي».
وأضاف الشيخ الحريزي أن المهرة يراد لها اليوم أن يكون فيها مجلس على غرار مجلس حضرموت، وبعض الشخصيات المهرية يسعون لذلك بدعم من دول الاحتلال، وأبناء المهرة سيُفشِلون كل المؤامرات والمخططات والأطماع الخارجية ضد المهرة واليمن.
وقال إن العليمي كان الأجدر به أن يتطرق لما يتعرض له اليمن والمحافظة بشكل خاص من انتهاك من قبل تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي، وأمريكا وبريطانيا.
وأضاف: «جميع أبناء المهرة ينظرون إلى العليمي بأنه مرسل من قبل وكلائه من خلال اتهامات ضد المهرة الهدف منها احتلالها من قبل القوات الخارجية».

تظاهرة نسوية
وشهدت محافظة المهرة، اليوم، تظاهرة نسوية أمام موكب العليمي، اعتراضاً على زيارته، وتطالب برحيله من المحافظة.
وأظهرت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي عشرات النساء وقد تجمعن في مدينة الغيضة، المركز الإداري للمهرة، ويقطعن طريق موكب العليمي، رافعات لافتات تطالب بالخدمات، أبرزها الكهرباء والنساء.
وجاءت التظاهرة في وقت كان يتوقع فيه تصعيد لانتقالي الإمارات على تحرك العليمي الأخير.
ولم يُعرَف بعد ما إذا كان الانتقالي قد فشل في إخراج تظاهرات كبيرة لأنصاره أم تماهى مع الزيارة.
وجاءت التظاهرة بعد يوم من لقاء جمع العليمي مع عبدالله عيسى بن عفرار، أبرز حلفاء الانتقالي، حيث أبرم معه صفقة مقابل التخلي عن «المجلس الانتقالي».

دعوات لطرد العليمي
إلى ذلك، أطلق ناشطون يمنيون في الخارج والداخل حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بطرد العليمي، حظيت بتفاعل واسع في أوساط اليمنيين.
وكان الاحتلال السعودي دفع العليمي إلى المهرة في إطار استراتيجيته لتفكيك القوى الاجتماعية والقبلية المناهضة للمشروع السعودي باحتلال المحافظة، عبر عرض مناصب وتشكيل مجالس جهوية للحكم.
ويحاول العليمي تثبيت سلطة الاحتلال كأمر واقع، وتفريق كلمة القبائل الرافضة لتواجد الاحتلال.
ورغم محاولة العليمي، الذي وعد بمنح المهرة حكماً ذاتياً مالياً واقتصادياً، احتواء قوى المهرة، إلا أن تصريحه الأخير فجّر أزمة حقيقية قد يكون لها تبعات خطيرة.
وبحسب المعطيات، فإن العليمي يتواجد في محافظة المهرة بإذن من الاحتلال السعودي، الذي ينشئ حالياً وحدات تتبع قاعدته العسكرية التي يريد فرضها في محافظة المهرة، ومنها وحدة صحية تحت مسمى «مدينة الملك سلمان الطبية في المهرة»، والتي تبين أنها عبارة عن وحدة صحية لا تتسع إلا لـ110 أَسِرّة مزودة بمهبط للطائرات، ما يؤكد أن الرياض إنما تنشئ بنية تحتية لخدمة قواتها التي تنوي توسيع عددها بشكل دائم في سياق مساعيها لفرض مشروعها القديم بشأن مد أنبوب نفطي من جنوب شرق السعودية إلى سواحل المهرة.
ولا تزال مملكة الشر والعدوان تتعامل مع محافظة المهرة على أنها خارج السيادة اليمنية، وهو ما بدا واضحاً من خلال إصرارها على أن يكون أي موظف سعودي ضمن تحالف الاحتلال هو مَن يستقبل أي مسؤول في سلطات الارتزاق موالٍ للرياض يصل إلى المهرة.
حدث ذلك سابقاً مع العميل عبد ربه منصور هادي حين زار محافظة المهرة للمرة الوحيدة، وهبط في مطار الغيضة، ليكون في استقباله السفير السعودي لدى حكومة الفنادق، محمد آل جابر، وكانت رسالة مهينة لحكومة هادي وسلطته المنفية، وصفعة قوية وجهتها الرياض لليمنيين كافة.
يتكرر المشهد ذاته مع المرتزق رشاد العليمي، حيث كان في استقباله الموظف السعودي عبدالله باسليمان، مدير مكتب البرنامج السعودي لإعادة الإعمار في محافظتي المهرة وحضرموت، وهو البرنامج الذي يقوده سفير الاحتلال آل جابر.
العليمي، ومعه عدد من مسؤولي سلطته، طافوا بما أطلق عليه مشروع البرنامج السعودي «مدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية في المهرة»، والذي تبين أنه عبارة عن مستشفى صغير لا يتسع إلا لـ110 أسرة فقط، رغم ذلك فقد كان لافتاً أن المستشفى الذي لا يزال قيد الإنشاء يحتوي على مهبط للطائرات، الأمر الذي يؤكد أن السعودية تؤسس في المهرة بنية تحتية خاصة بقواتها التي تسعى لإحلالها في المحافظة لتأمين مشروعها المتعلق بالأنبوب النفطي الذي تريد مده من حقول الشيبة النفطية جنوب السعودية، التي تتنازعها مع الإمارات، إلى سواحل محافظة المهرة المحتلة.