تقرير / لا ميديا -
تصاعدت حدة التوتر والاحتقان، اليوم، بين أدوات الاحتلال وفصائله المتمركزة في الساحل الغربي، تزامنا مع بدء الاحتلال السعودي طرق ملف تهامة ضمن ترتيبات تشكيل مجالس محلية للحكم الذاتي.
وأعلنت فصائل ما تسمى «المقاومة التهامية»، أحد أبرز فصائل الاحتلال المتمركزة بالساحل الغربي لليمن، الاثنين، حالة الاستنفار، عقب استهداف أحد قياداتها من قبل فصائل العميل طارق عفاش في المخا.
وأفادت مصادر محلية أن قيادات الفصائل التهامية تداعت للوقوف على الاعتداء الذي طال من يسمى «أركان حرب ما يسمى اللواء الرابع»، المرتزق أحمد غانم.
وقالت المصادر إن قيادات «الألوية التهامية» عقدت اجتماعاً طارئاً لمناقشة خلفيات الاعتداء على غانم، مشيرةً إلى أن الاجتماع قضى بمهاجمة مواقع طارق صالح في المخا وذوباب.
ولفتت إلى أن «الألوية التهامية» تستشعر مخاطر وجودية حيث تخشى من مساعي الاحتلال الإماراتي للقضاء عليها، مؤكدةً أنها تسعى لتفادي الهجوم الإماراتي المرتقب بضربة استباقية على مواقع العميل طارق عفاش.
وكان أفراد نقطة تابعة لفصائل الاحتلال الإماراتي التي يقودها عفاش في مدخل مدينة المخا أطلقوا وابلا من الرصاص بشكل مباشر على سيارة  القيادي المحسوب على الخونج أحمد غانم، ومعه عائلته وهم في طريقهم إلى مدينة عدن، ما تسبب بهلع في صفوف أسرته، مجبرة إياه على العودة وعدم السفر.
وأثارت الحادثة ردود أفعال غاضبة في صفوف الفصائل التهامية التي اعتبرتها إمعانا في استهدافها، متهمة العميل طارق عفاش وشقيقه عمار بتصفية قياداتها العسكرية التي رفضت أن تكون تحت سيطرتهما ونفوذهما ليسهل عليهما إخضاع تلك المديريات.
ولم يتضح بعد ما إذا كان استهداف غانم ومنعه من السفر يعكس مخاوف طارق من تمردات مدعومة من خصومه أم ضمن إخضاع الفصائل التهامية.
وشهدت مدينة المخا المحتلة، اليوم، توترا غير مسبوق وانتشارا كبيرا لفصائل العميل طارق عفاش تحسبا لأي هجوم محتمل ضدها، في ظل ترتيبات يجريها الاحتلال السعودي لتقليص نفوذها في الساحل الغربي لصالح فصائل «الألوية التهامية».
ويأتي دعم الاحتلال السعودي، لـ«الألوية التهامية» ضمن تحركات واسعة لفتح ملف الساحل الغربي لليمن مع استكماله ترتيبات خاصة بالمناطق الشرقية المحتلة.
واليوم، كرس ناشطو الاستخبارات السعودية ومنظرو الإعلام السعودي نقاشات على منصات التواصل الاجتماعي حول ما سموه «مستقبل تهامة»، في إشارة إلى ترتيبات جديدة لإعادة فرز المنطقة بتشكيل مراكز نفوذ جديدة موازية لفصائل العميل طارق عفاش الموالية للاحتلال الإماراتي.
وتطرقت النقاشات في المساحة التي شارك فيها خبراء ومسؤولون مقربون من مكتب سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر الى القوة الممثلة لهذه المنطقة الاستراتيجية المطلة على أهم ممر بحري.
واجمع غالبية المشاركين السعوديين على أن تهامة ينبغي أن تمثلها قواها المحلية لا تلك القادمة من خارج الحدود، في إشارة إلى فصائل طارق عفاش.
ويأتي قرع السعودية لملف الساحل الغربي لليمن مع استكمالها تشكيل مراكز نفوذ تابعة لها في المحافظات الشرقية لليمن وآخرها المهرة حيث تم إسناد إدارتها لما يسمى «المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة».
إلى ذلك شهدت مديرية الوازعية، التابعة إداريا لمحافظة تعز، اليوم، اجتماعا قبليا غير مسبوق دعا إليه المرتزق أبو ذياب العلقمي أبرز قادة فصائل الاحتلال بالساحل الغربي والذي يخوض منذ أكثر من عامين معارك غير معلنة ضد طارق حاول خلالها تصفيته أكثر من مرة.
وضم الاجتماع أكثر من 200 شيخ قبلي من الساحل الغربي في الوازعية، دعما للعلقمي وإعلانا بإسقاط المديرية.
ويأتي الاجتماع في الوازعية التي تشكل إحدى «إمبراطوريات» العميل طارق، بالتزامن مع تحريك السعودية ملف تهامة رسميا، ما يشير إلى ضوء أخضر لتفكيك تحالفات طارق تمهيدا لتشكيل مجالس إدارة ذاتية محليا.
وفي أول رد فعل على إسقاط الوازعية، وجه العميل طارق عفاش تهديدا للعلقمي مطالبا إياه بالتعقل.
وطالب المرتزق نبيل الصوفي، المستشار الإعلامي لطارق، العلقمي  بالتعقل، محذرا إياه مما وصفها بأخطاء يدفعها له من وصفهم برفاق الفيد.  
وكشف الصوفي نجاح طارق بطرد العلقمي من الصبيحة والعودة ليكون فردا في ما وصفها بـ«المقاومة الوطنية» وينتظر توجيهات القيادة.
وكانت قبائل الصبيحة أصدرت قبل أيام بيانا شديد اللهجة يحذر من تفجير الأوضاع عسكرياً في مديرية الخوخة، على خلفية قيام فصائل طارق بمحاصرة مسلحين من قبائل الصبيحة المنتمين لما يسمى «اللواء الأول دعم وإسناد»، والذي يقوده العلقمي، وتطالبهم بتسليم أسلحتهم ومغادرة المعسكر الكائن في منطقة الحيمة بالخوخة.
وحذر البيان طارق عفاش «من المساس بأفراد اللواء الأول دعم وإسناد والتدخل السريع المتواجدين في المواقع الأمامية بجبهات الساحل الغربي بمنطقة الحيمة»، معتبرا «حصار قوات طارق صالح لأفراد اللواء الأول المنتمين للصبيحة استكمالا لمخطط تمزيق اللواء المكون من جميع أبناء الصبيحة والوازعية عقب إقصاء قائده العميد أبو ذياب العلقمي».