تقرير / لا ميديا -
ليلة دامية شهدتها مدينة عدن المحتلة مساء أمس ، إثر اشتباكات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، سمع فيها دوي انفجارات وسقط ضحايا من المدنيين برصاص انتقالي الإمارات الذي يستخدم القوة في فض المتظاهرين ومطاردتهم واعتقالهم، في ظل استمرار التظاهرات والاحتجاجات التي تجتاح المدينة منذ منتصف الأسبوع المنصرم.

أصيب ما لا يقل عن سبعة متظاهرين، مساء أمس ، إثر قمع فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي، احتجاجات شعبية تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية في مدينة عدن المحتلة.
يأتي ذلك بعد أيام من سقوط عشرات المتظاهرين بين قتيل وجريح برصاص مرتزقة الإمارات المسيطرين على المدينة.
وقالت مصادر إعلامية إن فصائل ما يسمى "الحزام الأمني" التابعة لانتقالي الإمارات أطلقت الرصاص بشكل عشوائي على محتجين تجمعوا في ساحة الاعتصام بمديرية المنصورة وقطعوا شوارع رئيسية فيها للتنديد بانهيار الخدمات.
وأضافت المصادر أن فصائل الانتقالي قامت بمطاردة المحتجين في أحياء المنصورة إثر اقتحامها للمرة الثانية ساحة الاعتصام التي يتخذ منها المحتجون منطلقا لتظاهراتهم، وقامت بإطلاق النار العشوائي ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين العزل، مشيرة إلى أن الاعتداء قوبل برد مماثل من قبل المحتجين لتندلع اشتباكات بين الجانبين أطلقت خلالها مدرعات الانتقالي النار من رشاشاتها الثقيلة بكثافة واقتحمت ساحة الاعتصام وفتحت الطرق الرئيسية والفرعية.
كما شهدت المنصورة انفجارات عنيفة تؤكد استخدام فصائل الانتقالي للقوة المفرطة وملاحقة المتظاهرين بالمدرعات لفض التظاهرة، ما دعا الأخيرين لاستخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم، ضد الوحشية التي تمارسها فصائل المرتزق عيدروس الزبيدي ضد مواطنين يطالبون بتوفير الخدمات الأساسية في أدنى مستوياتها التي انعدمت تماما، لتستمر الاشتباكات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم مع توافد أعداد كبيرة من المحتجين في أحياء المديرية وتجمعهم إلى ساحة الشهداء.
كما اتسعت اليوم رقعة التظاهرات لتشمل جميع أحياء المنصورة، الأمر الذي اضطر فصائل الانتقالي لفرض طوق حول المديرية للحيلولة دون وصول تعزيزات للمتظاهرين.
وكانت فصائل الانتقالي جددت اقتحام ساحة الاعتصام وسط انتشار واسع لعناصرها الملثمين، فيما انتشر مسلحون من الحراك في الأحياء، بعد ساعات من قيامها باقتحام الساحة واعتقال الناشط في الحراك الجنوبي، وليد الإدريسي، قائد "حركة 16 فبراير"، مع عدد من الناشطين، الأمر الذي أدى لسقوط 7 من المتظاهرين مقابل سقوط عنصر من عناصر الانتقالي التي اقتحمت الساحة.
ورداً على ما قامت به فصائل الانتقالي، خرجت في المنصورة تظاهرة ليلية قام فيها المتظاهرون بقطع الشوارع وإشعال النيران في مناطق عدة احتجاجاً على اعتقال وقتل وجرح المتظاهرين، وجابوا شوارع المنصورة بهتافات ضد تحالف الاحتلال ورئاسي وحكومة الفنادق، ومن أبرز تلك الهتافات “برع برع يا تحالف”.
ويتوقع مراقبون أن تستمر التظاهرات الشعبية الغاضبة في عموم محافظة عدن والتي يبدو أنها بدأت بالتحول إلى انتفاضة مسلحة، مشيرين إلى أن الوضع على صفيح ساخن في المنصورة وبقية مديريات عدن، في ظل جرعة جنونية جديدة شهدتها المدينة المحتلة اليوم في أسعار المواد الغذائية الأساسية كالقمح والأرز والسكر والزيت.
وجاءت الجرعة السعرية أيضا تزامنا مع تواصل الانهيار التاريخي للعملة المحلية رغم مزاعم الوديعة السعودية، إذ تخطى سعر صرف الدولار في مناطق الاحتلال، اليوم، 1462 ريالا.
وفي أول رد لهم على اقتحام ساحة الاعتصام، هدد من يطلقون على أنفسهم "ثوار 16 فبراير" بالمزيد من التصعيد الثوري ضد انتقالي الإمارات وحكومة الفنادق.
وقال المكتب السياسي لـ"حركة 16 فبراير" في بيان له، اليوم، إن “ما حدث من اقتحام لساحة المنصورة لن يمر مرور الكرام، وساحة المنصورة هي نقطة بداية كل الحركات التي خرجت ضد الظلم”.
وحمل البيان “مأمور المنصورة والانتقالي المتمثل بـوضاح الحريبي مسؤولية كل ما يحدث وكل ما سوف يحدث من سفك للدماء نتيجة الاشتباكات الدائرة في المنصورة”.
كما حمل البيان انتقالي الإمارات "مسؤولية سلامة قائد الحركة وليد الإدريسي، وأي شيء قد يحدث له".
بدروه، انتقد ما يسمى مجلس الحراك الجنوبي، بقيادة المرتزق فؤاد راشد، المنشق عن حراك باعوم، اليوم، اقتحام ساحة الشهداء من قبل فصائل الانتقالي والتي يعتبرها الحراك معقله الأبرز في عدن حيث يرابط فيها أنصاره منذ انطلاقه في العام 2007.
واعتبر فؤاد راشد، رئيس المجلس، اقتحام الانتقالي لساحة الشهداء بالمنصورة بمثابة "محاولة لطمس رمزية الثورة الجنوبية والقضاء على كل مراحل الثورة".

تظاهرة للمهاجرين الأفارقة في خور مكسر
وفي سياق تردي الأوضاع المعيشية في المدينة المحتلة، تظاهر العشرات من المهاجرين الأفارقة، اليوم، في مديرية خور مكسر بعدن، تنديدا بانعدام الخدمات الرئيسية.
وجاب المتظاهرون الأفارقة شوارع المدينة للتنديد بالأوضاع العامة في مختلف حياتهم اليومية وسط مطالبات مفوضية اللاجئين بتحسين أوضاعهم المعيشية.
واعتبر المحتجون الأماكن التي يقيمون فيها لا تناسب استمرار بقائهم بها وسط انقطاع الكهرباء والمياه.